شمال غزة- الرسالة نت
بمجرد أن اقتربت الساعة من الحادية عشرة مساءً، شمر المجاهدون والمرابطون عن سواعدهم، وامتشقوا سلاحهم المزين المرصع بزينة الإيمان والإرادة التي لا تنكسر، ليأخذ كل واحد منهم موقعه المعتاد في الثغر الشمالي من قطاع غزة.
ورغم أنهم يرابطون في ظل أجواء باردة جدا إلا أنهم مصرون على حماية أهلهم وعرضهم وبيوتهم من أي اجتياح صهيوني مرتقب حتى لو كان الثمن هو أغلى ما يملك ألا وهي نفسه.
"الرسالة نت" توجهت صوب بعض مواقع هؤلاء المرابطين لتتعرف عن كثب على استعداداتهم لأي عدوان صهيوني جديد على القطاع، ولمعرفة الاختلافات الجديدة التي أضيفت لأجندتهم وأنفسهم بعد عام على معركة الفرقان.
لا نخشى إلا الله
الليل أسدل بعتمته, والظلام الدامس يحيط بكل شيء، ، لا تسمع صوتا إلا نباح الكلاب القادم من بعيد, , الغربان هي الأخرى تشارك في نشر الخوف والرعب في تلك المناطق.
"الرسالة نت " بدأت جولتها على مقربة من السلك الفاصل من الحدود الشمالية لمدينة بيت لاهيا حيث يقف هناك بعض رجال كتائب القسام.
أبو معاذ أحد المرابطين هناك أكد على أنهم باعوا النفوس رخيصة في سبيل الله، وهم على جاهزية كاملة لأي معركة مقبلة, موضحا أن معركة الفرقان أعطتهم دروسا كثيرة وأن القسام لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي اجتياح أو حرب قادمة.
وشدد أبو أحمد على أن جميع المرابطين على الثغور معنوياتهم في السماء، متمسكين بأرضهم مصممين على حماية عرضهم وأهلهم مهما كلف الأمر, مشيرا إلى أنهم يحرصون على الشهادة في سبيل الله كما يحرص اليهود على الحياة بل أشد.
وفيما يتعلق بأجواء البرد القارص وتأثيره عليهم قال:" كل شيء يهون في سبيل الله وحماية بيوتنا وأهلنا من العدو الصهيوني"، مبينا أنهم كلما تذكروا هدفهم من الرباط يشعرون بلذته وخصوصا أنهم تربوا في المساجد وعرفوا أجر رباط ليلة في سبيل الله.
رهبان وفرسان
أما المرابط أبو عماد والذي كان ممتشقا سلاحه فقال:" نقضي الليالي الطوال على الثغور, ونبذل بدمائنا وأوقاتنا فداءً لله تعالى, ونصرة لدينه, ولا نخشى في الله لومة لائم"، واصفا المرابطين بأنهم يضحكون للموت إذا أقبل.
وحول ما اكتسبه من معركة الفرقان بين أنها علمتهم الصبر والثبات والعزيمة, "وهذا ما نحتاجه في المعركة مع العدو فهي سلاح سخره الله لنا ليصبرنا أمام الأعداء وليبتلينا"، موضحا أنه لا يشعر بعلو الهمة والعزيمة إلا في الرباط والجهاد .
وبين المجاهد أبو عماد أنهم يقفون علي الثغور بمعنويات عالية وبسلاح متواضع ولكن بإيمان قوي وعزيمة راسخة، مؤكدا على أن الاحتلال يعلم علم اليقين أنه إذا فكر في التقدم فإنه سيجد أسودا مدافعين، لا يخشون الموت في سبيل الله.
شعور عظيم
وفي سياق متصل وصف المرابط أبو حسن شعورهم وهم يقفون علي مقربة من السلك الفاصل بالعظيم لأنهم يقفون أمام أقوى جيش في الشرق الأوسط, مبينا أن الاحتلال لم يستطع أن ينفذ أهدافه رغم بساطة أسلحة المقاومة.
الرسالة انتقلت الى ثغر آخر والتقت بمرابط يدعى أبو صلاح، حيث سألته عن علاقات المرابطين الاجتماعية ، فأجاب بقوله :"إننا نتعامل مع بعضنا كأخوة, بل أكثر من ذلك، وأنا في بعض الأحيان ألتقي مع إخواني المجاهدين وأخرج معهم أكثر من أخي".
"أبو علاء" أحد القادة الميدانيين قال حول جاهزيتهم لأي حرب قادمة :"إن صراعنا مع العدو الصهيوني, صراع مفتوح, يأخذ جوانب متعددة, وكتائب القسام أخذت على عاتقها مجابهة هذا العدو المجرم على جميع الصعد والمستويات ومنها المستوى العسكري في أي وقت ونحن جاهزون"، كما قال.
أوقات قليلة أمضتها " الرسالة" بصحبة عدد من المرابطين على الحدود الشمالية من حدود قطاع غزة، والخوف كان يحيط بمراسلها من كل جانب، إلا أنه لم يلحظ هذا الخوف على وجوه المرابطين، بل إن الابتسامات كانت العلامة التي تسيطر على تصرفاتهم، وقد صبغت بالمحبة والأخوة والاتفاق على مبدأ، هو مواجهة الاحتلال مهما كلف من ثمن.