وصل وفد حركة فتح إلى قطاع غزة عصر الأربعاء قادماً من رام الله، وذلك معبر بيت حانون "إيرز" كما اعتاد دائماً المجئ إلى غزة بتصريح (إسرائيلي).
ويضم الوفد إلى جانب نبيل شعث عضو اللجنة المركزية ومفوض عام التنظيم بغزة، محمد المدني عضو الجنة المركزية وأمين مقبول أمين سر المجلس الثوري.
وكان رئيس الوزراء إسماعيل هنية رحب بطلب شعث بقدوم وفد من فتح لغزة، علماً بأن شعث زار غزة عدة مرات منذ أحداث حزيران-يونيو 2007.
خلافات فتحاوية
وشكلت الزيارة التي يقوم بها وفد قيادة حركة فتح لقطاع غزة، مثار أسئلة كثيرة حول قدرتهم على ترتيب أوضاع الحركة الداخلية والنهوض بأطرها المختلفة..؟، وذلك في ظل سعيهم لتثبيت الهيئة القيادية العليا الجديدة للحركة بغزة.
ووصف مقبول زيارتهم لقطاع غزة بـ"الخاصة"، رافضاً البوح في تفاصيل الزيارة على اعتبار أن ما يراه "خلافات أو اجتهادات فتحاوية لا يتم مناقشتها عبر وسائل الإعلام".
وانتقد مقبول في حديث مقتضب لـ"الرسالة نت" ماسبق وذكره عبد الله أبو سمهدانة القيادي بالحركة حول "تجاذبات داخلية" تتعلق بإدارة التنظيم في قطاع غزة فقال " أبو سمهدانة مخطئ إذ تحدث عن خلافات داخلية لا يحق له التطرق لها، كما لا يجوز التصريح للإعلام عن الخلافات الداخلية في التنظيم ".
وبالرغم من التراشق الإعلامي الذي صاحب عملية تغيير قيادة فتح بغزة ولاسيما بين شعث وأبو سمهدانة، إلا أن الأخير أوضح لـ"الرسالة نت" بأنه سيجتمع وأعضاء المجلس الثوري وقيادات التنظيم بالوفد القيادي الزائر، مؤكداً أنه سيجري خلالها التعمق في كافة الملفات التنظيمية المتعلقة بغزة بدون حدود أو عوائق من أجل الارتقاء بالوضع الحركي.
ونجح شعث مؤخراً بتشكيل هيئة قيادية عليا للتنظيم بالقطاع برئاسة يزيد الحويحي، ومجلس حركي، حيث فجر –تغيير القيادة - زوبعة من الخلافات الحادة والاتهامات المتبادلة بين القيادات الحالية والسابقة، وكشف عن الإصطفافات لدى -السابقين واللاحقين- في الخلاف بين قطبي الصراع الفتحاوي الدائر "محمد دحلان ومحمود عباس".
"أبو سمهدانة" الذي جرى تغييره من قيادة الهيئة العليا لفتح ذكر "بأن العمل في "الهيئة مهمة تكليف متغيرة وليس لها علاقة بالمراتب التنظيمية"، مفسراً أن كل قيادي بفتح تبقى مرتبته معه سواء كان عضو لجنة مركزية أو عضو ثوري أو عضو استشاري بالحركة"، ومذكراً أنه سبق له التعاقب على خمس هيئات قيادية في الحركة طوال حياته.
قيادة عن بُعد
وبما يخص الدور المنوط بإدارة فتح بغزة، فقد شدد أبو سمهدانة على أن "فتح عزة لا تُقاد بالهاتف ولا عبر الفاكس والانترنت وإنما من داخل القطاع"، مستدركاً بالقول "الذي لا يريد أن يقود فتح من داخل غزة فلن يقودها..!؟".
وكرر أبو سمهدانة مطالبته لشعث بصفته المكلف بقيادة مفوضية التنظيم في المحافظات الجنوبية "بأن يعفي نفسه أو تعفيه اللجنة المركزية من عضويتها و يقدم استقالته من مفوضية العلاقات الدولية، وأن ينقل سكنه وإقامته إلى غزة ليتابع الأمور الحركية من القطاع وليس من خارجه"، مضيفاً "على شعث أن لا يأتي للقطاع زائراً ولا يخرج من القطاع زائراً كما نخرج نحن من القطاع كل سنتين مرة"، وفق تعبيره.
وفي السياق، زعم أبو سمهدانة بأن حركة فتح واحدة موحدة تقودها اللجنة المركزية وعلى رأسها عباس وليس هناك فتح أخرى، منوهاً إلى أن هناك تجهيزات جرت في السابق ويتم استكمالها حالياً لإجراء انتخابات داخلية في الأقاليم والمناطق الفتحاوية المختلفة من قطاع غزة.
يذكر أنه لم تُجر حركة فتح في قطاع غزة منذ منتصف حزيران (يونيو) 2007، أي عملية انتخابات داخلية لفرز قيادات جديدة للإشراف على أقاليم الحركة الثمانية، وبقت القيادات التي انتخبت في مؤتمرات سابقة تمارس عملها لغاية الآن.