في ذكرى النكبة الرابعة والستين يفقش الموج على رمل الذاكرة مجدّدا آلام الهجرة والقتل بالجملة على يد العصابات اليهودية .
ستظل مجزرة دير ياسين تحتل دور البطولة في مجازر نكبة فلسطين فهي من أولى المجازر وأكثرها فظاعة .أما مجازر "قبية-الطنطورة-الدوايمة-كفر قاسم-بيت دراس-اسدود وغيرها.." فلن تفلح مناعة الدهشة في تبديد مشاهد قتل الرضّع والنساء من شوارعها .
ونفذت العصابات اليهودية وأهمها "الأرجون-الهاجاناه-شتيرن" عشرات المجازر قبيل النكبة لتحقيق عامل الترويع وإجبار المدنيين على الهجرة .
ترويع قبل التهجير
الطريقة واحدة فقد كان الهجوم يطال القرى والبلدات وهناك يجمعون الشبان والرجال في ساحات عامة ويعدمونهم بالرصاص .واستخدمت العصابات السلاح الأبيض والرشاشات الأوتوماتيكية وأحيانا قذائف المورتر في مجازرها لقتل المدنيين بشتى الوسائل .
وحرصت العصابات اليهودية على اغتصاب النساء وهدم البيوت فوق ساكنيها بعد قتل الرجال لزيادة ترويع المواطنين .
"ونفذت العصابات اليهودية وأهمها "الأرجون-الهاجاناه-شتيرن" عشرات المجازر قبيل النكبة لتحقيق عامل الترويع وإجبار المدنيين على الهجرة .
"
وقال د.نعيم بارود أستاذ الجغرافيا في الجامعة الإسلامية إن ممارسة الترويع المنظم كان بهدف تفريغ الأرض من سكانها .
وأضاف:"ارتكبوا عشرات المجازر خاصة في أطراف القدس الجنوبية وبقية أنحاء فلسطين فهجّروا أكثر من 800000 فلسطيني من 531 قرية وبلدة" .
وأوضح أن هجرة الفلسطينيين تمت تحت حراب الاحتلال بدافعين الأول الخوف على العرض والثاني على الحياة تأثّرا بما كان ينقل لهم من أخبار فظيعة.
أما د.خالد صافي الباحث في الشئون التاريخية فأوضح أن تحقيق عامل الترويع كان باستخدام القوة لطرد الفلسطيني ثم إنجاز أهداف سياسية وديمغرافية .
وتابع:" بناءً على الإحصاءات ارتكبت العصابات اليهودية 110 مجزرة منها 10 مجازر كبيرة سقط فيها أكثر من 50 ضحية والبقية مجازر صغيرة ضحاياها أقل من 50 شخص".
نقش الذاكرة
وتخضّبت أحلام أيار بسنابل قمح ذهبية إلى مشاهد مروعة من قتل الأطفال والنساء وانتهاك العرض لإجبار الناس على الرحيل .
ولا يفصل الباحث صافي بين أهداف مجازر النكبة وفكرة "الترانسفير" الأصيلة في الحركة الصهيونية فكل منهما يخدم الآخر .
عن ذلك قال :"المذابح جزء من فكرة الترانسفير ضمن خطة قديمة اسمها خطة دالت تركز على السيطرة على الأرض" .
وأشار إلى أن العصابات كانت ترتكب مجازرها للسيطرة على المدن الرئيسة والطرق والمفارق المهمة في فلسطين المحتلة .
وحول توثيق مجازر النكبة أكد د. بارود على أهمية إبقاء تلك المجازر حيّة وملاحقة الاحتلال لتجريمه على فعلته .
"هجرة الفلسطينيين تمت تحت حراب الاحتلال بدافعين الأول الخوف على العرض والثاني على الحياة تأثّرا بما كان ينقل لهم من أخبار فظيعة
"
وقال إن العصابات نجحت عبر أسلوب ارتكاب المجازر ونشر الرعب في احتلال فلسطين واغتصابها بالقوة .
أما الباحث صافي فطالب بالعمل على الصعيدين السياسي والقانوني لمقاضاة الاحتلال على جرائمه.
وأشار إلى أن بعض تلك المجازر جرى توثيق جزئي لها لكن كثير منها وصل شفاهة على لسان شهور العيان والناجين منها .
وتمر الذكرى الرابعة والستين للكنبة ولازالت (إسرائيل) ترتكب مجازر دموية بالجملة قد تكون بدأت بمجزرة دير ياسين دون أن يعلم أحد ما هو اسم المجزرة الختامية .