اشتعلت المنافسة بين مرشحي الرئاسة في مصر, وتسارعت وتيرة الدعاية قبل أيام من الانتخابات المقررة يومي الأربعاء والخميس المقبلين, بينما يترقب المواطنون مؤشرات عن نتائج تصويت المصريين خارج البلاد والذي انتهى أمس الخميس.
ويشهد اليوم الجمعة بالعاصمة عددا من الحملات الدعائية للمرشحين الرئاسيين الذين يتنافسون على أصوات ما يقرب من خمسين مليون ناخب مصري, حيث تضم وسائل الدعاية المستحدثة مسيرة بالسيارات لمؤيدي المرشح حمدين صباحي تجوب أحياء وميادين القاهرة طوال اليوم.
أما الحملة الرسمية للمرشح عمرو موسى فقد وجهت الدعوة للكثير من منسوبيها إضافة إلى الإعلاميين والصحفيين للمشاركة في مؤتمر جماهيري للمرشح لإبداء المشورة في انتخابات الرئاسة.
أما حملة المرشح عبد المنعم أبو الفتوح فدعت أنصاره للتجمع عند نهاية كوبري قصر النيل من ناحية دار الأوبرا عصر اليوم للمشاركة في مسيرة لدعمه في حي الزمالك تنتهي عند مركز شباب الجزيرة الذي يقام فيه مساءً مؤتمر انتخابي تحت شعار "مصر القوية".
وقد شهدت الساعات القليلة الماضية مشاركة آلاف المصريين من مؤيدي مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في سلاسل بشرية دعائية لدعمه انتشرت في الشوارع والميادين الرئيسية في محافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والدقهلية والشرقية وعدد من محافظات الصعيد وعلى الطرق السريعة بين المحافظات.
وقالت حملة مرسي إنها جهزت لأكبر سلسلة بشرية في العالم لدعم مرشحهم والسعي لدخول موسوعة الأرقام القياسية (غينيس) بتلك السلسلة الممتدة من الإسكندرية شمال مصر حتى أسوان جنوبا.
ووصفت وكالتا رويترز والصحافة الفرنسية السلسلة البشرية التي امتدت على مسافة عدة كيلومترات بأنها استعراض قوة يهدف للتأثير في الدورة الأولى من الانتخابات.
وقد حذر مرسي أمس من اندلاع "ثورة" إذا زُورت الانتخابات, وقال في مؤتمر انتخابي "سيقوم الشعب المصري بثورة عارمة في كل بقاع الوطن". ودعا مرسي المواطنين إلى النزول للانتخابات "لقطع الطريق أمام محاولات التزوير التي يمكن أن تحدث نيابة عن الناخبين الذين قد يتغيبون".
وكانت عمليات تصويت المصريين بالخارج قد انتهت مساء أمس الخميس, حيث بدأت على الفور عمليات الفرز داخل السفارات والقنصليات المصرية, وسط مطالبات بإعلان النتائج قبل إرسالها إلى القاهرة عبر وزارة الخارجية.
ووفق الجدول الزمني الرسمي، فإن فرز الأصوات سيكتمل يوم 26 مايو/أيار، وتلي ذلك مهلة لتلقي الطعون، على أن تعلن نتيجة الجولة الأولى رسميا يوم 29 مايو/أيار.
وإذا فاز مرشح بأكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى فسيتم إعلانه رئيسا للبلاد، لكن هذا الاحتمال غير مرجح في وقت ينقسم فيه المزاج العام بين عدد من المرشحين، وبالتالي ستجرى جولة الإعادة المقررة يوميْ 16 و17 من يونيو/حزيران، وتعلن نتائجها في 21 من الشهر نفسه.
وقد بقي في السباق 13 مترشحا بعدما استبعدت لجنة الانتخابات الرئاسية عشرة مترشحين بسبب عدم استيفائهم الشروط، من بينهم المدير السابق للمخابرات العامة عمر سليمان الذي عينه مبارك نائبا له في الأيام الأخيرة من حكمه.
كما استبعد خيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين والذي حل محله محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة، وأبطلت لجنة الانتخابات الرئاسية أيضا ترشح القيادي المحسوب على التيار السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل.
ومن بين المتنافسين الذين أثير حولهم جدل قانوني القائد السابق للقوات الجوية أحمد شفيق الذي كان آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك, حيث صدر قانون يعرف إعلاميا بقانون العزل السياسي ويحظر على رموز النظام السابق الترشح للانتخابات, ولا يزال معروضا على المحكمة الدستورية العليا.