قائمة الموقع

الحملة الأمنية بالضفة.. لملاحقة "فلول دحلان"

2012-05-20T14:00:52+03:00
أجهزة السلطة الفلسطينية فى رام الله
فايز أيوب الشيخ

تدحرجت الحملة الأمنية التي تنفذها "سلطة رام الله" في مدن الضفة المحتلة ومخيماتها وقراها إلى الكشف عن تورط القيادي المفصول من حركة فتح "محمد دحلان" بأعمال الفوضى والفلتان الأمني الحاصل في الضفة، ولاسيما في الأحداث الأخيرة التي أودت بحياة محافظ جنين "قدورة موسى".

وتواصل أجهزة السلطة عمليات الاقتحام والمداهمات الليلية في الضفة وتحديدا في محافظة جنين لاعتقال عشرات من عناصر حركة فتح والمنتسبين للأجهزة الأمنية من "الوقائي والمخابرات والأمن الوطني" على خلفية تسببهم في حالة فوضى وفلتان أمني.

وكان القائد الأمني لمنطقة جنين راضي عصيدة اتهم جيوبا في الأجهزة الأمنية وداخل المؤسسة الأمنية بالوقوف خلف حالة الفلتان والفوضى التي تشهدها جنين.

أوامر مباشرة من دحلان

وساقت المعلومات الواردة من مجريات التحقيق في سجن أريحا إلى اعترافات لبعض القيادات الأمنية التي طالها الاعتقال تفيد بتلقيها أوامر مباشرة من دحلان لتنفيذ عمليات إطلاق نار في أماكن مختلفة من جنين، وكذلك لرصد عمليات تحويل أموال وشراء أسلحة وتخزينها.

وتؤكد المعلومات -من مصادر مطلعة- رصد مكالمات هاتفية بين دحلان وشخصيات محسوبة عليه بجنين يظهر فيها تهديد وتحريض على مواجهات عسكرية وتوجيه رسائل لقيادة السلطة ولرئيسها محمود عباس، علما أن المكالمات والاعترافات وضعت على مكتب عباس الذي يتابع الأمور مباشرة، وفق ما نقلت عدة وسائل إعلامية.

يشار إلى أن خلافات حادة بين عباس ودحلان أدت إلى طرد الأخير من حركة فتح، كما رفض عباس جميع الوساطات الداخلية والخارجية لإعادة دحلان إلى صفوف الحركة.

طالت "الحابل بالنابل"

ولم يؤكد مصدر فتحاوي مطلع في جنين لـ"الرسالة نت" ما ورد من معلومات سابقة متعلقة بتورط دحلان، معتبرا إياها "خطيرة جدا"، ولكنه أوضح أن حملة الاعتقالات في جنين طالت أكثر من خمسين عنصرا من أتباع دحلان وعلى رأسهم زكريا الزبيدي الذي جَزَمَ بأنه على رأس الفوضى والفلتان في جنين.

يذكر أن الزبيدي -القيادي السابق في كتائب الأقصى الذراع المسلح لحركة فتح- وعددا من رفاقه كانوا ملاحقين من الاحتلال، ولكنهم نالوا عفوا خاصا من (إسرائيل) قبل عدة سنوات.

"

مصدر فتحاوي: قيادات فتح في جنين غير راضية عن أداء أجهزة السلطة في الحملة الأمنية

"

وأوضح المصدر أن قيادات فتح في جنين غير راضية عن أداء أجهزة السلطة في الحملة الأمنية؛ على اعتبار أنها طالت "الحابل بالنابل"، مشيرا إلى أنهم عبروا عن احتجاجهم للجنة المركزية لفتح ضد تصرفات تلك الأجهزة، "لكن دون جدوى".

يشار أيضا إلى أن نواب وقيادات فتحاوية بجنين رفضت مجرد التعقيب لـ"الرسالة نت" على مجريات الأحداث وتبعاتها.

التصرف بأموال مشبوهة

وفي نظرة تحليلية لما ورد من معلومات حول تورط دحلان، لم يستبعد معاوية المصري -النائب السابق في المجلس التشريعي- أن يكون دحلان متورطا مباشرة في أحداث الفوضى والفلتان الأمني السائد في الضفة "وبخاصة في جنين التي يكثر فيها من اشتراهم بأمواله".

ودلل بالقول: "دحلان يتصرف بالأموال التي يجلبها بطرق مشبوهة في أعمال مشبوهة"، منوها إلى أنه وعندما جرى الخلاف بين دحلان وعباس استدعت أجهزة الأخير واعتقلت كل من كانوا يتعاملون مع دحلان "ووجهت لهم تهما بإحداث الفوضى والقلاقل في الضفة"، علما أن تلك الفترة شهدت حوادث إطلاق نار واعتقالات عديدة جرت في أنحاء متفرقة من الضفة، وفجرت حلقة جديدة من حلقات تجدد الصراع بين دحلان وعباس.

وأضاف في حديث لـ"الرسالة نت": "من يرتضي لنفسه أن يكون صديقا لموفاز ويعتبر "حكومة الوحدة" التي شكلها نتنياهو وموفاز "حكومة سلام" ليس مستبعدا عليه أن يعمل أي شيء ضد مصلحة الشعب الفلسطيني".

وأوضح النائب السابق أن هذه ليست المرة الأولى التي يتورط فيها قيادات أمنية وقيادات محسوبة على حركة فتح في أحداث الفوضى والفلتان الأمني، "سواء في الضفة أم عندما كانوا في قطاع غزة"، مستذكرا -على سبيل المثال- ما حدث قبل خمسة أعوام عندما اقتحم مسلحون سجن أريحا، "وصفّوا مجموعة كاملة مؤلفة من ستة أفراد متهمين بقتل اثنين من أبناء فتح".

"

المصري: دحلان يتصرف بالأموال التي يجلبها بطرق مشبوهة في أعمال مشبوهة

"

واستدل أيضا بما رددته صحيفة "جروسلم بوست" حول تورط قيادات محسوبة على فتح باغتيال المخرج "جوليانو خميس" قبل نحو عام، قائلا: "لو تطرقنا إلى الواقع الذي نعيشه فإن معظم الجرائم التي تحصل في الضفة نجد أطرافها من قيادات أجهزة السلطة وفتح".

هل تمضي للنهاية ؟

الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري اعتبر من جهته أن حادثة الاعتداء على محافظ جنين التي أدت إلى وفاته مهدت للسلطة حملة أمنية، "فأصبحت قادرة على أن تنفذ إجراءات على الأرض"، مؤكدا أن بعض من جرى اعتقالهم لهم علاقة بما جرى في الأحداث الأخيرة، "والبعض الآخر له علاقة سابقة بأعمال فوضى وفلتان أمني وجرائم حدثت".

وشكك -في حديثه لـ"الرسالة نت"- بأن تمضي السلطة إلى النهاية في حملتها للقضاء على الفوضى والفلتان في الضفة، مشددا على أن الفرصة الآن مواتية للسلطة أكثر من أي وقت ماضٍ أو قادم لفرض القانون.. "إذا رغبت في ذلك".

وحول تورط دحلان في الأحداث الأخيرة أشار الكاتب إلى أن المعلومات التي تسربت حول هذا الموضوع تبقى أخبارا، "ولا أنفيها ولا أؤكدها إلى حين أن تذاع من مصادر موثوقة"، منوها إلى أن طبيعة الخلاف الدائر بين عباس ودحلان ربما ألقى بظلاله على الأحداث الأخيرة بالضفة.

"

محلل: طبيعة الخلاف الدائر بين عباس ودحلان ربما ألقى بظلاله على الأحداث الأخيرة بالضفة

"

يذكر أن دحلان جدد هجومه على عباس، ووصف قيادة السلطة بأنها عاجزة عن استكمال متطلبات التحرر الوطني ورص صفوف الشعب الفلسطيني خلف قضاياه الوطنية متهما إياها بالتيه السياسي ومحاولات تفريغ أزماتها المتصلة وتحويلها لأزمات داخلية دون أن تتوفر لديها إرادة المبادرة السياسية"..

ويبقى السؤال الملح لدى كل مواطن فلسطيني غيور على وطنه: إلى متى ستبقى الضفة المحتلة تشهد صراعات داخلية وتدب فيها الفوضى والفلتان الأمني والجريمة المنظمة في الوقت الذي تواصل السلطة فيه عمليات ملاحقة المقاومة بالتنسيق مع الاحتلال وتغييب التفاعل الرسمي والشعبي مع القضايا الوطنية؟.

اخبار ذات صلة