قائمة الموقع

سوريا.. إعادة ترتيب الثورة

2012-05-21T06:08:45+03:00
مؤمن بسيسو

الجرح النازف في سوريا لا زال مفتوحا، والنظام الدموي المجرم لا زال يصب حممه على رؤوس الأبرياء ويراهن على إسقاط الثورة عبر بوابة القهر والعربدة والإجرام.

مع إشراقة كل صباح تهفو قلوبنا إلى المظلومين في سوريا الإباء، وترنو أبصارنا إلى الهبة الشعبية التي تتطور وتتسع دوائرها يوما بعد يوم رغم قمع ودموية وإرهاب نظام الطاغية الأسد وزبانيته المجرمين.

بالأمس أثلج قلوبنا النبأ التي أعلنته إحدى مجموعات الثورة السورية باستهداف خلية الأزمة التي تدير معركة النظام الدموي ضد الشعب السوري، وضرب النواة المجرمة التي ترسم مخططات النظام وتشرف على تنفيذها في وجه الشعب السوري وثورته الباسلة.

وأيا كانت التفاصيل المرتبطة بالخبر، ومدى دقة أو صحة خبر استهداف رؤوس الظلم والإجرام الذين أوغلوا في دماء السوريين الأبرياء، فإن ما جرى يعد تطورا بالغ الأهمية لجهة التأكيد على ضرورة العمل الثوري، رأسيا وأفقيا، على السواء.

الثورة السورية أحوج ما تكون إلى ترتيب بناها ومجموعاتها العسكرية تحت لواء واحد ومظلة وموحدة، والدفع باتجاه تهيئة عناصرها وكادراتها العسكرية لتنفيذ خطط وأعمال نوعية تستهدف ضرب رؤوس النظام والإثخان في مفاصله العسكرية والأمنية التي تنشر الموت والخراب والدمار في ربوع الوطن السوري العزيز.

متطلبات الثورة السورية في الداخل يرافقها أزمة على مستوى فصائل ومجالس وهيئات الثورة في الخارج التي تبدو أشد ما تكون حاجة اليومإلى إعادة صياغة على مستوى البنى والهياكل والبرامج السياسية والرؤى التنسيقية كي تلاحق مستجدات الثورة السورية الشعبية في الداخل، ولا تبقى رهينة الشعارات المجردة والاختلافات العقيمة التي تدور خارج الزمن في الوقت الذي تمضي فيه الثورة الشعبية إلى الأمام دون أي التفات إلى الوراء.

باختصار فإن تجليات الثورة السورية على الأرض لا يكافؤها انعكاس مواز لجهد الفصائل والمجالس والهيئات المنضوية تحت إطار الثورة في الخارج لجهة استثمار الدم المهراق والتضحيات الفياضة المبذولة في الداخل، بما يبلور قوة سورية تنظيمية متماسكة تستطيع التأثير في الاتجاهات ومجريات المواقف السياسية ذات العلاقة بالوضع السوري من جهة، وإقناع بقية الشرائح الشعبية السورية بالانضمام والمشاركة في فعاليات الثورة من جهة أخرى.

حتى اللحظة لم تقدم فصائل ومجالس وهيئات الثورة السورية في الخارج أداء مقنعا يرقى إلى مستوى الاحتياجات التاريخية المطلوبة على طريق إنجاح الثورة وإضعاف قوة وتماسك النظام الذي يجترحالتذاكي السياسي المفضوح، ويعمد إلى الهروب إلى الأمام عبر ارتكاب مزيد من الجرائم،ويحاول التأقلم مع تقلبات المرحلة ومستجدات المواقف الدولية.

إعادة ترتيب وإصلاح الواقع الداخلي لبنى وهياكل الثورة السورية يشكل المدخل الأساس لإعادة الاعتبار للثورة السورية ككل، وحمل العالم والمجتمع الدولي على تقويم اعوجاج مواقفه تجاه الدماء السورية النازفة، وإجباره على بلورة مواقف حقيقية وإجراءات ضاغطة تتجاوز دائرة الصمت على جرائم النظام إلى دائرة حصاره والضغط المباشر عليه وسلب مقومات بقائه السياسي والاقتصادي.

لا زال أمام الثورة السورية الكثير من المهام والاحتياجات كي تنجح في مواجهة نظام دموي ذو إسناد وتغطية سياسية خارجية، وأول تلك المهام إعادة ترتيب شؤون الثورة، بنى وبرامج، من جديد.

اخبار ذات صلة