شهدت العلاقة بين مصر وفلسطين وبخاصة قطاع غزة توترا كبيرا إبان حكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي كان شريكا أساسيا لـ(إسرائيل) في محاصرة غزة والضغط عليها.
ويرى كثيرون أن سياسة نظام مبارك اتجاه القضية الفلسطينية تسببت في إشعال فتيل الثورة ضده.
وبعد عام ونصف تقريبا على الثورة تنتظر مصر رئيسها المقبل الذي سيعلن عنه خلال أيام, كما تنتظر فلسطين هذا الاستحقاق التاريخي بشغف كبير لأنه سيحدد طبيعة العلاقة بين البلدين.
تعزيز العلاقات
ورغم أن عدد المرشحين للرئاسة هو الأكبر في تاريخ مصر منذ أن أصبحت جمهورية فإن استطلاعات الرأي ترشح فوز أحد المحسوبين على التيار الاسلامي.
وأكد المحلل السياسي د. هاني البسوس في هذا السياق أن العلاقة بين مصر وفلسطين بعد انتخابات الرئاسة المصرية ستصبح أقوى وأفضل؛ "ولاسيما أنها ستفرز في الغالب مرشحا إسلاميا يتبني القضية الفلسطينية".
وقال:" في حال فوز مرشح إسلامي -كما تشير التوقعات- سواء أكان عبد المنعم أبو الفتوح أم مرشح الإخوان محمد مرسي فإن فلسطين ستكون الرابحة في كل الحالات، لأن الرئيس المقبل سيدعم فلسطين"، متوقعا أن تشهد العلاقات (المصرية-الإسرائيلية) تدهورا كبيرا بعد الانتخابات.
واستبعد البسوس أن يفوز أي من المرشحين المحسوبين على النظام السابق، "وإن كان فوز موسى محتملا فإنه يحتاج للاتفاق مع الإسلاميين حتى يحقق الفوز سواء أكان اتفاقا علنيا أم سريا"، ولكنه يرى في الوقت نفسه أن تعزيز العلاقات المصرية الفلسطينية سيأخذ وقتا طويلا، "لأن العلاقات الدولية ستنعكس على هذه العلاقة".
واعتبر أن الرئيس المقبل حتى وإن لم يكن من الاسلاميين فإنه سيكون محكوما بتوجهات الثورة التي طالبت في كل الأوقات بإلغاء الاتفاقات والتطبيع مع (إسرائيل)، "وتعزيز العلاقة مع فلسطين التي يجب على الرئيس القادم أن يتعامل معها بأولوية لضمان نجاحه".
واستطرد: "لو فاز أحد من فلول النظام السابق فإن التعامل مع القضية الفلسطينية سيختلف ولن يتبع النهج الذي كان معمولا به في عهد مبارك لأن الوضع تغير ولأن المشهد السياسي اختلف كثيرا, وخاصة مع اكتساح الاسلاميين لانتخابات مجلس الشعب".
واتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف مع البسوس في أن العلاقة بين مصر وفلسطين ستصبح أكثر قوة بعد استحقاق الرئاسة، وقال: "من يريد الفوز والاستحواذ على أصوات الشارع المصري فعليه دعم فلسطين".
ولفت الصواف إلى أن أهم أهداف الثورة كان الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، مشددا على أن أي رئيس مقبل لن يستطيع تجاهل الثورة ومطالبها، "وسيحرص على تعزيز العلاقات مع فلسطين".
وبين أن كل شيء متوقع خلال هذه الانتخابات التاريخية، "فيجب على الجميع عدم الاستعجال والانتظار حتى يجري الإعلان عن الرئيس", مؤكدا أن الشعب المصري واع، "وسيحسن الاختيار".
ومن المتوقع أن يصوت في الانتخابات المصرية 53 مليون مواطن لثلاثة عشر مرشح, ولكن التوقعات تشير إلى احتمال فوز مرشح إسلامي.
الجدير ذكره أن الدعوة السلفية كانت قادرة على حسم الانتخابات من جولتها الأولى في حال دعمت مرسي, فقد كان من المتوقع أن يحصل على نسبة 68% من أصوات الناخبين، ولكنها تشتت في دعمها للمرشحين بعد رفض ترشيح حازم أبو إسماعيل.
ويرى المراقبون أن الانتخابات الرئاسية المصرية هي الحدث الأهم على الساحة الدولية حاليا، فالجميع في انتظار الرئيس المقبل؛ لذلك فإن أطرافا خليجية وغربية عديدة ضغطت على الدعوة السلفية لتدعم أبو الفتوح، وهذا سيؤكد سيناريو عدم الحسم من الجولة الأولى، وبهذا ستتوزع أصوات الإسلاميين بين مرسي وأبو الفتوح ومحمد سليم العوا.