من النادر جداً أن نرى مباراة تتأخر عن انطلاق موعدها في أيامنا هذه... وحتى لو حدث تأخير فإنه لن يتعدى دقائق بل ثوان فحسب، ومع ذلك فإن هذا يبقى نادر الحدوث خصوصاً في المباريات الكبيرة المنقولة تلفزيونياً، لكن هذا لا يعني أن هذا الأمر لم يحدث، بل هناك وقائع كثيرة عن مباريات تعطلت لأسباب مختلفة وغريبة.
ففي المباريات بين الفرق الصغيرة والمغمورة، تحدث الكثير من الأمور التي تعطل بدء اللقاء، على غرار ما حدث بين فريقين ويلزي وألماني من درجات الهواة، حين انتظر الفريقان أكثر من نصف ساعة لبدء اللقاء لأنه لم يجلب أي منهما كرة معه، فانتظرا حتى اشترى واحد من الجماهير كرة من السوق القريب.
لكن أكبر المباريات التي حدث فيها تأخير كانت المباراة النهائية لكأس العالم 1974 بين المضيف منتخب ألمانيا الغربية والمنتخب الهولندي، حيث لم يسمح حكم المباراة ببدء اللقاء لأن الأعلام في الزوايا الأربع كانت مفقودة، والسبب انها أزيحت من مكانها ليتم استيعاب الحفلة التي أقيمت قبل اللقاء، ونسي العمال اعادتها إلى مكانها.
وتكرر الأمر بعد أربع سنوات في المباراة النهائية لمونديال الأرجنتين بين أصحاب الأرض والمنتخب الهولندي، والسبب أن لاعبي الأرجنتين اعترضوا على لاعب منتخب هولندا ريني فان در كيركوف لأنه كان يغطي ساقه المكسور بـ"جبس" طبي واق، معتبرين أنه قد يؤذيهم خلال اللقاء، فأمر الحكم اللاعب بتغطية هذا الواقي بواق آخر أقل صلابة.
الغريب أن هذا المونديال شهد أيضاً العديد من التأخير في مبارياته، ففي مباراة فرنسا والمجر، وبسبب سوء الفهم وسوء الترجمة جاء الفريقان إلى أرض الملعب بلون الفانيلة ذاتها، اللأبيض، من دون أن يكون بحوزة أي من الفريقين فانيلات أخرى بلون آخر، وتأخر بدء المباراة التي كانت منقولة تلفزيونياً، فاضطر المسؤولون للبحث عن فانيلات أخرى حتى وجدوا ضالتهم عند فريق الدرجة الخامسة اتلتيكو كيمبيرلي الارجنتيني الذي كان يرتدي اللون الأخضر والأبيض، وهو ما ارتداه المنتخب الفرنسي.
وفي موسم 1997-1998، وخلال مباراة نصف النهائي في دوري أبطال اوروبا بين ريال مدريد وبوروسيا دورتموند تأخر بدء موعد اللقاء في ألمانيا لأكثر ساعة من الزمن لأن المسؤولين فشلوا في اصلاح عارضة المرمى التي كسرت من تدافع الجماهير خلفها، ولم ينجحوا في ايجاد حل سريع لها، واضطروا إلى جلب مرمى جديد من مركز التدريب, واستغرق الأمر نحو ساعة من الزمن، وفي النهاية بدأ اللقاء متأخرا عن موعده 76 دقيقة.