قائمة الموقع

اقبال كبير في انتخابات الرئاسة بمصر

2012-05-23T12:13:09+03:00
القاهرة – الرسالة نت

شهدت مراكز الاقتراع بمصر إقبالا كثيفا من الناخبين في أغلب المحافظات، في الساعات الأولى من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها 13 مرشحا، وتجري في ظل إجراءات أمنية مشددة وبإشراف قضائي.

وبعد نحو ثلاث ساعات من بدء التصويت، امتدت صفوف الناخبين مئات الأمتار وسط إجراءات أمنية مشددة من جانب قوات الأمن والجيش، وانتشار واضح للمراقبين والمتابعين في الكثير من اللجان.

وقد قتل شرطي برصاص مجهولين أثناء تعليق كشوف الناخبين بمنطقة روض الفرج بشمال القاهرة كأول حادث أمني يسجل في الانتخابات، إلا أن المؤشرات الأولية أشارت إلى أن الحادث لا علاقة له بالانتخابات، وأنه لم يكن مقصودا الاعتداء على الشرطي.

وقال مصدر أمني إن تبادلا لإطلاق النار بين أصحاب سوابق وقع بالقرب من المقر الانتخابي، ولدى خروج الضباط وأفراد الشرطة لتبين ما يحدث بالخارج، أصابت إحدى الرصاصات شرطياً فأردته قتيلا.

وأفاد شهود عيان  بأن الإقبال حتى الآن متوسط في اللجان الانتخابية بمحافظة الجيزة، وذلك لأن الناخبين عموما لا يذهبون مبكرين إلى مراكز الاقتراع، ولاحظ الشهود وجودا مكثفا للشرطة أمام كل لجان الاقتراع، ولم تسجل حتى الآن أي مخالفات أو خروقات في عملية التصويت.

كما بدت مظاهر الاقتراع أيضا سلسة وسهلة في الإسكندرية ثانية المحافظات المصرية الكبرى والتي يوجد بها نحو ثلاثة ملايين ونصف مقترع في أكثر من ألف مركز انتخابي، وذلك بفضل الإجراءات الأمنية والمدنية للانتخابات، كما نقل مراسل الجزيرة تامر المسحال.

ووصف مواطن مصري هذا اليوم بأنه "عيد لمصر"، وتمنى أن ينتهي بسلام بانتخاب رئيس يحوز رضا المصريين، ويحقق مطالبهم بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك.

أما في السويس، فيستمر الاقتراع بإقبال فوق المتوسط بغالبية نسوية، وذلك لأن غالبية سكان هذه المحافظة يعملون في المصانع والمصالح الحكومية، كما أفاد بذلك مراسل الجزيرة محمود حسين الذي توقع أن يزيد الإقبال بعد الظهر.

وتشتمل الخطة الأمنية لتأمين الانتخابات في السويس على ثلاث مراحل أمنية، تبدأ بقوات من الشرطة والجيش تنتشر في المراكز الانتخابية، يتلوها على بعد نحو مائة متر قوات للتأمين، وهناك دوريات راكبة للإبلاغ عن أي مخالفات، بحسب مراسل الجزيرة.

إرباك وخروقات

وفي المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية، يسير التصويت بصورة جيدة، على الرغم من تسجيل بعض الإرباك، كتأخر الكشوف الانتخابية، واعتذار عدد من القضاة عن عدم الإشراف على الانتخابات لسبب ما وصفوه بسوء عملية التوزيع على المراكز، وفق ما نقله موفد الجزيرة ماجد عبد الهادي.

كما تحدث مصدر حقوقي عن بعض الخروقات، فذكر منها وجود أسماء متوفين في كشوفات الناخبين، واستمرار الدعاية الانتخابية لبعض رموز النظام السابق.

وكانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها في الثامنة صباح اليوم أمام نحو خمسين مليون مصري مسجلين في الجداول الانتخابية في 13097 مركزا انتخابيا في 27 محافظة، لانتخاب رئيس جديد من بين 13 مرشحا يمثلون تيارات فكرية مختلفة، هم عمرو موسى، وأحمد شفيق، وعبد المنعم أبو الفتوح، ومحمد سليم العوا، وحمدين صباحي، ومحمد مرسي، وأبو العز الحريري، وخالد علي، ومحمد فوزي، وحسام خير الله، ومحمد حسام، وهشام البسطويسي، وعبد الله الأشعل.

واصطف آلاف الناخبين في المراكز الانتخابية منذ الصباح الباكر، وقال عبد المنعم عبد المنعم محمد حسين (72 عاما) -من مركز مدرسة الطليعة الإعدادية بنين في حي السيدة زينب بوسط القاهرة- جئت مبكرا لأنتخب رئيسا لي ولأولادي وأولاد أولادي، وأضاف "أول مرة في عمري أنتخب وأنا غير مصدق، من سأنتخبه موجود في رأسي وهو من سيصلح العشوائيات (الأحياء الفقيرة) ولا بد أن يكون نصيرا للناس الغلابة الفقراء".

وتنتشر عناصر من الجيش والشرطة مدعومة بآليات خفيفة في محيط اللجان الانتخابية، ومعظمها مدارس وأندية رياضية وساحات شعبية شبابية، فيما تمركزت سيارات الإسعاف المجهَّزة حول مقار تلك اللجان لتقديم الرعاية الطبّية للناخبين.

وقالت اللجنة القضائية العُليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية، إن نحو 9534 ممثلاً لمنظمات حقوقية محلية وأجنبية، و50 بعثة دبلوماسية معتمدة في مصر -فضلاً عن جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي- يقومون بمتابعة العملية الانتخابية، فيما يغطيها إعلامياً 2859 إعلامياً وصحفياً مصرياً وأجنبياً مقيماً ووافداً.

وأفادت تقارير إعلامية بأن حوالي 300 ألف من أفراد الجيش والشرطة يشاركون في تأمين الانتخابات بجميع المحافظات.

ويشرف على العملية الانتخابية 14 ألفا و 509 قضاة من مختلف الهيئات القضائية.

وسيتم فرز أصوات الناخبين داخل اللجان الفرعية بمعرفة القضاة وأمناء اللجان في ختام اليوم الثاني للاقتراع، بعد غلق باب التصويت في حضور مندوبي المرشحين والمراقبين والصحفيين.

ومن المقرر إعلان النتيجة الثلاثاء القادم، على أن تجرى جولة إعادة الشهر القادم في حالة عدم حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات.

تقبل النتيجة

وفي ظل الغموض بشأن الفائز واحتمال نجاح أي من المرشحين المحسوبين على نظام مبارك، شدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة -الذي يدير المرحلة الانتقالية- في رسالة نشرها على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، على أهمية أن "نتقبل جميعا نتائج الانتخابات التي سوف تعكس اختيار الشعب المصري الحر لرئيسه".

وأضاف أنه "يقف على مسافة واحدة -وبكل نزاهة وشرف- من جميع مرشحي الرئاسة".

ويأتي ذلك بينما هدد نشطاء على الإنترنت بإطلاق "ثورة جديدة" إذا فاز أحد رموز نظام مبارك بالرئاسة، كما حذر مرسي مرشح الإخوان الأسبوع الماضي من اندلاع ثورة إذا زورت الانتخابات.

ويأمل المصريون أن تكون انتخابات الرئاسة بداية لمرحلة جديدة أكثر هدوءا بعدما اتسمت المرحلة الانتقالية بالعديد من الاضطرابات والأزمات السياسية والاقتصادية.

وكان نحو نصف مليون مصري من المقيمين في أكثر من 140 دولة صوّتوا في الانتخابات الرئاسية ما بين يوميْ 11 و17 من مايو/أيار الجاري في مقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج لاختيار رئيس من بين المرشحين الـ13.

ولم تشهد انتخابات البرلمان بغرفتيه الشعب والشورى -التي أجريت في أواخر العام الماضي وبدايات العام الحالي وهيمن عليها الإسلاميون- أعمال تزوير أو عنف و"بلطجة" كما كان عهدها إبان حكم مبارك، لكن شابتها مخالفات انتخابية غير مؤثرة على النتائج.

اخبار ذات صلة