شرعت لجان الانتخابات الفرعية في جمهورية مصر عمليات فرز أصوات الناخبين بعد انتهاء عمليات التصويت الساعة العاشرة مساءً، وذلك بحضور مندوبي المرشحين والمراقبين والصحفيين.
وأعلن المستشار فاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أن التصويت استمر بالمقرات الانتخابية المختلفة حتى آخر ناخب داخل اللجان، موضحاً أن الفرز يبدء عقب انتهاء الاقتراع بساعة أو نصف ساعة تبعًا للحالة الصحية لرئيس كل لجنة.
وأكد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء اليوم أن اليوم الثاني والأخير للانتخابات مر بصورة هادئة ومنتظمة بنسبة تصويت بلغت 50% ممن لهم الحق في الانتخاب، موضحًا أن هناك انخفاضًا كبيرًا في حجم التجاوزات من جانب المرشحين ومؤيديهم.
وشدد على عدم صحة ما تردد باستبعاد مرشحين من الانتخابات الرئاسية بسبب مخالفة الدعاية الانتخابية؛ حيث إن اللجنة تحصي المخالفات، وإخطار النائب العام بها لاتخاذ الإجراءات القانونية، موضحًا أن لجنة الرصد والتقييم باللجنة العليا رصدت بنرات ودعاية تلفزيونية تحمل شعار نهضة بمرجعية إسلامية، وبعد مطابقتها بالقانون اتفق على أنها تعني تطبيق المادة الثانية من الدستور، وهذا لا يشكل مخالفة تمامًا.
يشار إلى أن الناخبين المصريين استأنفوا الخميس توافدهم على مراكز الاقتراع في اليوم الثاني للتصويت من أجل انتخاب رئيس مصر من بين 13 مرشحا، وذلك بعدما أغلقت صناديق الاقتراع في اليوم الأول من الانتخابات بعد تمديد التصويت ساعة إضافية نظرا للإقبال الشديد على أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير كانون الثاني.
من جهتها أكدت مصادر بلجنة الانتخابات الرئاسية أن العملية الانتخابية التي تجري تحت إشراف قضائي كامل، تمر بصورة سلمية ومنتظمة، وأن بعض التجاوزات الإدارية المحدودة لا تؤثر مطلقا على سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها.
وأشار رئيس اللجنة المستشار فاروق سلطان إلى أن معظم المخالفات من قبل معظم المرشحين تتعلق بالالتزام بالصمت الانتخابي، ومحاولات التأثير على الناخبين، مؤكدا إحالة عدة وقائع إلى النائب العام للتحقيق فيها.
وقد شهد اليوم الأول إقبالا كثيفا من الناخبين -البالغ إجمالي عددهم أكثر من خمسين مليونا- في أغلب المحافظات، وسط حضور أمني وشعبي لافت. وامتدت صفوف الناخبين مئات الأمتار، وسط إجراءات أمنية مشددة من جانب قوات الأمن والجيش، وانتشار واضح للمراقبين والمتابعين في الكثير من اللجان.
ورغم وجود 13 مرشحا يمثلون تيارات فكرية مختلفة، فإن المرشحين الأوفر حظا وفقا للاستطلاعات هم ومرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي والقيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح وآخر رئيس وزراء في عهد النظام السابق أحمد شفيق، والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، والناصري حمدين صباحي.
وأدلى معظم المرشحين بأصواتهم في أول أيام الانتخاب. وتعرض المرشح أحمد شفيق لاعتداء من قبل مجموعة من المتظاهرين أثناء مغادرته مقر لجنته في الانتخابات الرئاسية، حيث رفع المتظاهرون الأحذية وألقوا الحجارة والزجاجات الفارغة على المرشح قبل استقلاله سيارته -دون أن يصاب بأذى- مرددين العديد من الهتافات التي تطالب بسقوط رموز النظام السابق.
ومن المقرر أن تعلن النتائج الرسمية للجولة الأولى الثلاثاء القادم. ويحتاج أي مرشح للحصول على 50%+1 من إجمالي عدد الناخبين لحسم هذه الجولة الأولى، وإذا لم يحقق ذلك أي من المرشحين فتجرى جولة ثانية يومي 16 و17 يونيو/حزيران المقبل بين أعلى المتنافسين من حيث عدد الأصوات.