يستأنف ممثلو إيران ودول مجموعة 5+1 محادثاتهم اليوم الخميس في بغداد بشأن برنامج طهران النووي، بعد يوم من محادثات مكثفة انتهت دون تحقيق أي تقدم.
وقد قدمت الدول الكبرى عرضا جديدا لطهران، في حين دعت الأخيرة هذه الدول التي تتفاوض معها إلى مراجعة عرضها للسماح بإجراء جولة تفاوض جديدة.
وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة الشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون للصحفيين -قرب مقر الاجتماع في المنطقة الخضراء ببغداد "لدينا عرض جديد يعالج بواعث القلق المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني، ونأمل من الإيرانيين أن يقدموا ردا إيجابيا على عرضنا".
مقترح تفصيلي
وأكدت الخارجية الأميركية أن القوى الكبرى الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) طرحت مقترحا تفصيليا في محادثات بغداد يحدد الخطوات التي يمكن أن تتخذها إيران لبناء الثقة في أن برنامجها النووي سلمي بالكامل.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند للصحفيين إن "هذا المنهج سيتضمن أيضا إجراءات متبادلة تنفذ خطوة خطوة، بهدف اتخاذ تحرك من جانبنا خلال فترة قصيرة إذا نفذت إيران الخطوات المطلوبة منها".
الجانب الإيراني بادر بدوره بمطالبة الدول الست الكبرى التي تتفاوض معه "بمراجعة" عرضها للسماح بإجراء جولة تفاوض جديدة، وقال مسؤول في الوفد الإيراني رفض ذكر اسمه إن على "الطرف الآخر القبول بمراجعة عرضه.. فنقاط التفاهم ليست كافية بعد لمواصلة المفاوضات بعد جولة بغداد".
وأضاف أنه "يجب التوصل إلى نقاط وأسس مشتركة في بغداد حتى نتوصل إلى اتفاق في المرحلة اللاحقة، وإلا فماذا سنناقش لاحقا؟ يجب أن تكون هناك نقاط مشتركة كافية.. وهذا يعتمد على المفاوضات".
خطوة بخطوة
كما قدم الوفد الإيراني عرضا للدول الست الكبرى، بحسب ما أكده أحد أعضاء الوفد الذي قال إن بلاده اقترحت عرضا يقوم على خمس نقاط، ويستند إلى مبدأ "الخطوة مقابل الخطوة"، مشيرا إلى أن بلاده تنتظر رد مجموعة 5+1 خلال الاجتماعات اللاحقة.
وأضاف أنه استنادا إلى ما تم الاتفاق عليه في إسطنبول، فإن معاهدة الحد من الانتشار النووي هي الإطار، والمبدأ هو "الخطوة مقابل الخطوة".
وتابع "ستكون لنا مفاوضات مع آشتون والممثل الصيني، والليلة ستكون هناك جولة جديدة من المفاوضات، وستكون هناك أيضا مفاوضات غدا (الخميس)".
وتسعى مجموعة 5+1 إلى إقناع طهران بتعليق عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% خصوصا، والموافقة على تطبيق البروتوكول الإضافي الذي ينص على إجراء عمليات تفتيش مباغتة للمواقع النووية الإيرانية.
كما ترغب في أن توضح طهران موقفها من المزاعم التي وردت في تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية وتشير إلى أن طهران كانت تمتلك عام 2003 "برنامجا منظما" حول "نشاطات تتعلق بتطوير جهاز تفجير نووي".
وتأتي اجتماعات بغداد بعد مفاوضات إسطنبول منتصف أبريل/نيسان الماضي والتي كانت الأولى من نوعها منذ 15 شهرا. وتعقد المفاوضات في قصر الضيافة التابع لرئاسة الوزراء في المنطقة الخضراء، وسط إجراءات أمنية مشددة شملت نشر آلاف الجنود وعناصر الشرطة في مناطق شمال بغداد وغربها وجنوبها.