رغم التأثر السلبي للسياحة في قطاع غزة -كغيرها في باقي الأرض الفلسطينية- نتيجة الأحداث الجارية من احتلال وحصار وانقسام فإنها تشهد انتعاشا ملحوظا كل صيف، وذلك لإقبال الأهالي على المنتجات والفنادق والاستراحات والملاهي التي جرى توسيعها بصورة كبيرة مؤخرا من أجل قضاء عطلة الصيف.
متخصصون أكدوا -في حوارات مع "الرسالة نت "- أن المشاريع الاستثمارية التي يشهدها القطاع كل صيف تساهم -ولو بصورة قليلة- في إنعاش الاقتصاد الفلسطيني المدمر بفعل الحصار، مطالبين بضرورة فتح المعابر من أجل تنشيط السياحة الغزية.
"أن ثقافة الغزيين اتجاه القطاع السياحي في تطور دائم رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة من جراء الاحتلال والحصار
"
ويفضل أهالي غزة السياحة الداخلية على السفر إلى الخارج نتيجة للإغلاق المتكرر لمعبر رفح البري فضلا عن صعوبة الوضع المادي الذي يمنعهم من السفر.
في تطور دائم
مدير دائرة السياحة في وزارة السياحة رزق الحلو أكد أن ثقافة الغزيين اتجاه القطاع السياحي في تطور دائم رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة من جراء الاحتلال والحصار.
وأرجع الحلو -في تصريح لـ"الرسالة"- سبب انتعاش السياحة الداخلية إلى الحصار وإغلاق المعابر، مؤكدا أن السنوات الثلاثة الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا وتزايدا في الإقبال من المواطنين على شاطئ البحر والفنادق.
وقال الحلو في حديثه عن علاقتهم بأصحاب المشاريع السياحية: "نحن على تواصل دائم ومستمر مع أصحاب تلك المشاريع من أجل تذليل العقبات التي تعرقل عملهم".
وذكر مدير دائرة المعلومات أن وزارته عملت على توفير الوقود لأصحاب المشاريع السياحية في القطاعات الخاصة؛ "وذلك للتخفيف عنهم في ظل المعاناة التي يمرون بها"، معتبرا الوزارة مظلة للقطاع السياحي ومرشدة للمستثمرين.
وأشار إلى أن عديدا من التحديات والعقبات ما زالت تواجه القطاع السياحي، "ومن أبرزها الحصار الذي يمنع دخول المعدات والأدوات للقطاع بالإضافة إلى تدميره للسياحة الخارجية".
وبيّن أن الوزارة أقامت عديدا من الورش والندوات النقاشية مع أصحاب المشاريع السياحة، "وذلك من أجل تعزيز الاستثمار والمشاريع السياحية".
"قطاع السياحة في غزة شهد إقبالا ملحوظا خلال الأعوام الأخيرة الماضية، "وهو الأعلى من نوعه منذ سنوات"
"
وكان وزير السياحة في قطاع غزة د. محمد الأغا قد أكد في تصريحات صحافية أن قطاع السياحة في غزة شهد إقبالا ملحوظا خلال الأعوام الأخيرة الماضية، "وهو الأعلى من نوعه منذ سنوات".
وأشار إلى أن الاحتلال حاول شل هذا القطاع الاقتصادي المهم للشعب الفلسطيني عن طريق الحصار، "فضلا عن الحرب الأخيرة على غزة التي أصابت القطاع السياحي بأضرار بالغة أدت إلى تدمير كثير من المنشآت السياحية في محاولة منه لإصابة السياحة بشقيها -الخارجي والداخلي- بالشلل التام".
ودعا الأغا العالم لدعم القطاع السياحي في فلسطين، "وفي غزة على وجه الخصوص، والوقوف إلى جانب هذا القطاع ومساندته بكل الوسائل"، مطالبا جميع المؤسسات الدولية وجامعة الدول العربية ومنظمة اليونسكو بالضغط على الاحتلال لإنهاء الحصار، "ورفع يده عن حركة السياحة في فلسطين".
توسع ملحوظ
وذكر محمد عقل -صاحب مدينة ملاهي- من جهته أن عدد زوار مدينة الملاهي خلال فترة الأعياد والمواسم يصل إلى أربعين ألف زائر، مشيرا إلى أنها نسبة كبيرة، "وتسهم في إنعاش السياحة الداخلية جيدا".
وأشار عقل إلى أنه اضطر لإنشاء مدينة ملاهي أكبر من القائمة حاليا؛ "وذلك لتضاعف حجم المقبلين على المدينة القديمة"، مشيرا إلى أن "الجديدة" التي ستنشأ داخل محررة "نتساريم" تبلغ مساحتها 12 دونما.
سياحة محدودة لكنها نشطة
الخبير في الشأن الاقتصادي د. معين رجب أشار من جانبه إلى أن السياحة الداخلية تدر أموالا ضخمة على أصحابها وعلى الحكومة، "مما يؤدي إلى إنعاش اقتصاد القطاع".
ويرى رجب أن الخدمات المقدمة للمواطنين تبقى في إطار الإمكانات المتاحة والمحدودة رغم الانتعاش الذي أصاب السياحة الداخلية في الأعوام الأخيرة.
"السياحة الداخلية تدر أموالا ضخمة على أصحابها وعلى الحكومة، "مما يؤدي إلى إنعاش اقتصاد القطاع
"
وشدد على أن أثر المشاريع السياحية في القطاع يبقى محدودا، "لأن رواد تلك الأماكن هم أهل قطاع غزة أنفسهم وليسوا سياحة من الخارج".
ودعا الخبير الاقتصادي الحكومة الفلسطينية إلى إقامة مشاريع سياحية تساهم في تخفيف البطالة، "وتعمل في الوقت نفسه على تفعيل دورة رأس المال في النشاط الاقتصادي".
الجدير ذكره أن قطاع السياحة الداخلية في غزة حصد العام الماضي ما يقارب أربعين مليون دولار أمريكي، وكانت أغلب أعماله تقتصر على الاستراحات البحرية، والمنتجعات، وشملت أيضا الحدائق والمتنزهات.