قائد الطوفان قائد الطوفان

لنقص المحاليل.. الموت يتهدد مرضى الكلى

الرسالة نت - أحمد أبو قمر

تعاني أقسام الكلى بمستشفيات القطاع نقصا حادا في محاليل الغسيل (Blood Line) الأمر الذي يهدد حياة أكثر من 450 مريضا بالفشل الكلوي يحتاجون لجلسات غسيل ثلاث مرات أسبوعيا.

وعلى إثر ذلك اتهمت وزارة الصحة بغزة نظيرتها في رام الله بتعمد تأخير الأدوية الخاصة بمرضى غسيل الكلى "لأهداف سياسية بحتة تتعلق بالانقسام وزيادة الضغوط على الحكومة في قطاع غزة".

يذكر أن أقسام الكلى في مستشفيات القطاع تحتاج إلى 4500 عبوة من محاليل غسيل الكلى شهريا لعمل أكثر من 150 جلسة غسيل يوميا الأمر الذي يضعها أمام قلق شديد في تأدية واجبها الوظيفي والأخلاقي لهؤلاء المرضى الذين يربطون أملهم في الحياة باستمرار جلساتهم العلاجية.

مناشدات ..

"كم أنا مستاءة من عدم مقدرتي على غسل الكلى كليا بعد نقص الأدوية والمحاليل".. كلمات خرجت من حنجرة الستينية أم جهاد الجالسة على سرير لغسل الكلى في مجمع الشفاء الطبي، وأم جهاد تضطر للحضور 3 مرات أسبوعيا للمستشفى من أجل إجراء عمليات الغسيل رغم صعوبة المواصلات التي زادت حدتها بالفترة الأخيرة بعد انقطاع الوقود.

وتقول والمحاليل ممتدة على يديها: "أخشى من أن يأتي اليوم الذي لا أستطيع فيه الغسل وبعدها أموت"، مطالبة الحكومة بتوفير الأدوية لمرضى القطاع من أجل تفادي الكارثة التي بدأت تحوم حول المستشفيات بفعل نقص الأدوية والوقود.

حال المريض فتحي أحمد لم تختلف عن حال الحاجة أم جهاد؛ فكما يقول: "الهم مشترك"، ويضيف لـ"الرسالة نت": "حياتي مرتبطة بالجهاز، ومن دونه ما بقدر أعيش.. وقت ما يتوقف بتنتهي حياتي".

وأشار فتحي إلى أن كارثة مرضى قسم الكلى تتجدد كل أسبوع، "وكأنها ورقة ضغط تستخدمها الجهات المعادية للقطاع، فما إن تحل المشكلة لشهرين حتى تعود من جديد"، داعيا الجهات المتخصصة في "الصحة" للتواصل مع دول العالم الخارجي من أحل إيجاد حل جذري لهذه الأزمة المتجددة.

تحذير ..

أحد أطباء قسم الكلى بمجمع الشفاء الطبي د. محمد شتات حذر بدوره من كارثة قد تلم بمرضى "الكلى" نتيجة النقص الحاد في وصلات الغسيل (Blood Line) التي لا تكفي إلا لأسبوع واحد فقط.

ولفت في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أن قسم الكلى لا يستطيع الاستغناء عن الكهرباء بتاتا، مشيرا إلى أن انقطاع التيار الكهربائي المستمر تسبب في تخريب عدد من أجهزة القسم.

وطالب شتات اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصحة العالمية والمؤسسات الحقوقية بالضغط على الاحتلال للسماح بإدخال الأدوية والوقود اللازمين للقطاع.

ويعاني المخزون الدوائي لوزارة الصحة من نفاد 204 أصناف من الأدوية الأساسية و218 صنفا من المستهلكات الطبية اليومية اللازمة.

وقال الناطق باسم الوزارة د. أشرف في السياق إن غياب (التوصيلات الدموية) لمرضى الكلى سيؤدي إلى توقف عشرات أجهزة غسيل الكلى في مستشفيات القطاع، "وسيحرم ذلك أكثر من (400) مريض بالفشل الكلوي من جلساتهم المطلوبة لاستمرار حياتهم".

وأشار القدرة إلى أن مخزون المستشفيات من هذه التوصيلات في تناقص مستمر؛ "نظرا لأن أقسام غسيل الكلى تؤدي واجبها مع نحو 150 مريضًا يوميا"، مبينا أن كل مريض من الـ150 يحتاج إلى واحدة من هذا المستهلك الطبي لإجراء عملية الغسيل.

وأوضح في بيان له أن الكمية المتبقية ستنفد بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة، "ومع انتهاء هذه الكميات ستغلق أقسام الغسيل في وجه عشرات المرضى الذين سيتفاقم وضعهم الصحي، وسيدفعون حياتهم ضريبة استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة للعام السادس على التوالي".

من الجدير ذكره أن مستشفيات قطاع غزة تعاني نقصا حادا في كميات الوقود الأمر الذي يشكل كارثة إنسانية في ظل بلوغ نسبة العجز 50%، وخاصة مع وجود أزمة الكهرباء، والحاجة الماسة لتشغيل المولدات في المستشفيات.

البث المباشر