قائمة الموقع

بعد انتهاء مؤتمر فتح السادس .... منظمة التحرير إلى أين ؟

2009-08-20T09:16:00+03:00

فتح : دعوة الوطني خطوة على طريق إصلاح المنظمة

حماس : عباس يتجاوز اتفاق القاهرة لصالح هيمنته

الشعبية : ندفع باتجاه بناء المنظمة وإذا توفرت الإرادة سيتحقق ذلك

محللون : عباس سيجيرها لصالحه ويحاول الالتفاف على إرادة الشعب

 

غزة- محمد أبو قمر

ما أن انفرط عقد المؤتمر السادس لحركة فتح بانتخاب أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري ، حتى بادر محمود عباس بدعوة المجلس الوطني للانعقاد في موعد أقصاه شهر لسد شواغر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية .

وترنو الأعين إلى المنظمة في انتظار ما ستئول إليه أوضاعها ، إذا ما كانت ستشهد خطى باتجاه تفعيلها وشمل الآخرين ، أو تجييرها لصالح فتح فحسب ، وربما تبقى " مكانك سر ".

** خطوة للأمام

فبعد انتهاء ما أسماه العرس الوطني والنتائج المشرفة بانتخاب مباشر ، قال الدكتور حازم أبو شنب عضو المجلس الثوري بحركة فتح أن ذلك سينعكس على كافة مستويات العمل السياسي ومهام منظمة التحرير الفلسطينية التي سيكون لها نصيبا طيبا في عملية التفعيل وتحسين مستوى العمل .

ووضع أبو شنب دعوة عباس لانعقاد المجلس الوطني في سياق الضرورة لاستكمال عدد أعضاء اللجنة التنفيذية بطريقة ديمقراطية عبر الانتخاب ، مشددا على أنها خطوة في طريق إصلاح منظمة التحرير ، مع إشارته إلى أنها لم تأت لقطع الطريق على الحوار الوطني وإنما اقتضتها الضرورة والقدر عقب وفاة عدد من أعضائها .

ورغم انقضاء المؤتمر السادس إلا أن عددا كبيرا من أعضاء فتح شككوا في نتائج انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري ، وأكدوا أنها شهدت تزويرا لصالح أشخاص بعينهم ولن يعترفوا بالنتيجة ، لكن الفائزين بالانتخابات يقولون أن فتح لملمت شملها ولن تلتفت إلى الأصوات المشككة بالانتخابات ، ووضعوها في سياق التشكيك لعدم فوز البعض فقط دون الاستناد لأدلة .

ومع اعتبار فتح أن دعوة عباس لانعقاد الوطني جاءت كخطوة أولى لإصلاح النقابة ، إلا أن حركة حماس رأتها على لسان فوزي برهوم الناطق باسمها بمثابة محاولة من فتح وأبو مازن بأن يبقوا على حالة الهيمنة على المنظمة والاستفراد بها ، وذلك لإعطاء شرعية لمشاريع وقرارات دمرت الشعب الفلسطيني .

وبحسب برهوم فان دعوة أبو مازن للوطني لاختيار أعضاء جدد للتنفيذية يشكل استحواذاً وانزلاقاً بفتح والمنظمة والإجهاز عليهما ، وذلك عبر شطب الحقوق والثوابت .

ويتابع: " مشروع حماس يقضي بضرورة إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير بطرق حضارية وعبر انتخابات تمثل الكل الفلسطيني .

واعتبر برهوم خطوة عباس ذراً للرماد بالعيون وتجاوز خطير لاتفاق القاهرة ، وهيمنة لصالح أبو مازن ، مشددا على أنها دعوة غير شرعية لأن المجلس الوطني لا يمثل الشعب ولا يضم الفصائل والنخب الفلسطينية ، ولم ينتخب من قبل أحد، مما يؤكد على صواب حماس بضرورة تفعيل المنظمة .

** إرادة سياسية

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تعد الفصيل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية قالت: إن دعوة عباس لانعقاد المجلس الوطني تهدف إلى إتمام مهمة واحدة فحسب وهي إشغال مواقع الفراغ داخل اللجنة التنفيذية.

ويقول جميل مزهر القيادي في الجبهة الشعبية: إن ذلك الاجتماع دعوة غير عادية لهدف محدد ولا يعيق الحوار الوطني .

ويؤكد مزهر على أن الجبهة الشعبية تدفع باتجاه تفعيل وبناء المنظمة وصولا لإعادة انتخاب المجلس الوطني وتطبيق اتفاق القاهرة الخاص بإعادة تفعيل المنظمة بحيث يعاد توزيع المهام وتصويبها .

ومع دفع الشعبية بذلك الاتجاه إلا أن الوقائع على الأرض ستفسر أهداف تلك الدعوة إذا ما كانت لسد الشواغر فقط أو خطوة لإعادة البناء ، حيث يعتقد مزهر أن تسير الأمور باتجاه إصلاح المنظمة لاسيما إذا توفرت إرادة سياسية عند الجميع ، وتمهدت أجواء الحوار .

يجدر بالإشارة إلى أن الفصائل الفلسطينية توافقت في القاهرة صيف العام 2005 على اتخاذ خطوات جادة على طريق إصلاح منظمة التحرير وتفعيلها لتشمل جميع الفصائل بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي عبر الانتخابات ، وذلك في إطار إعادة الروح لمؤسساتها التي تعاني من حالة خمول ، إلا أن ذلك لم يحدث، مما كان سببا في العديد من الخلافات بين حركتي فتح وحماس التي اكتسحت الانتخابات التشريعية مطلع العام 2006 على وجه التحديد.

وبعد ما يقارب سنتين من اتفاق القاهرة ، عادت الفصائل للاتفاق في مكة على إعادة تفعيل منظمة التحرير ، إلا أن ذلك لم يحدث وتفجرت الأوضاع منتصف العام 2007 .

وتشهد الجولات المكوكية في القاهرة التي بدأت منذ أشهر محاولات للتوافق على جملة من ملفات من بينها منظمة التحرير الذي بدت معقدة .

** تجيير المنظمة

وما بين اختلاف نظرتي فتح وحماس على انعكاس دعوة عباس لانعقاد الوطني على مستقبل المنظمة يرى الدكتور عصام عدوان المختص بشئون الفصائل الفلسطينية أن هناك مؤشرات في برنامج حركة فتح السياسي حول التعاطي مع منظمة التحرير عبر تفعيلها وإعادة حيويتها قبل فتح المجال لإدخال أي فصيل جديد .

ويعتقد عدوان أن ذلك التفعيل سيكون بمثابة الالتفاف على اتفاقيات سابقة وقعت مع حماس في القاهرة عام 2005 ، وقال: " فتح ستجير المنظمة لصالحها وحدها بما يحول دون دخول حماس على وجه التحديد إليها " .

ولفت إلى أن دعوة أبو مازن للمجلس الوطني لإنقاذ ما تبقى من اللجنة التنفيذية محاولة لإعطاء إيحاء بأن اللجنة كانت سليمة ولم تختل سوى بوفاة سليم غوشة أمين عام جبهة النضال الشعبي وعضو اللجنة التنفيذية ، وأصبحت تنطبق عليها المادة 14 من النظام الداخلي لمنظمة التحرير .

وأضاف عدوان " تلك الخطوة غير قانونية، حيث إن عدد المتوفين من اللجنة التنفيذية ستة أشخاص ، كما أن هناك عملية تزوير وتبديل واستقالات جرت داخل اللجنة ، وما انتخابها لعباس رئيسا لها في عام 2004 إلا تجاوزا للقانون، حيث تغيب ثمانية من أعضائها بسبب الوفاة أو الاعتقال أو الاستقالة والاستنكاف .

ويحاول محمود عباس إعطاء انطباع أن أوضاع اللجنة سليم بدعوته لاجتماع المجلس الوطني بمن حضر وذلك لاستكمال أعضاء اللجنة التنفيذية في غضون شهر حسب المادة 14.

واعتقد عدوان أن الاجتماع سينعقد وهي محاولة للالتفاف على إرادة الشعب ، وتجيير المنظمة لصالح فتح فحسب .

لكن المحلل السياسي هاني حبيب يجد في دعوة محمود عباس لعقد اجتماع المجلس الوطني لإعادة تشكيل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بداية جيدة لتفعيلها في حال أحسن اختيار الأعضاء الجدد ، ويكون التفعيل على أسس صحيحة تشمل كافة الفصائل وتتخذ موقفا وبرنامجا وطنيا موحدا .

فيما يشدد حبيب على أنه في حال لم يحسن الاختيار ويعتمد على المحسوبية ونظرة فصائلية ضيقة ، ووضع عديمي الكفاءة في ذلك الموقع الحساس فلن تشهد المنظمة عملية إصلاح حقيقية .

وما بين التفاؤل والتشاؤم يبقى مستقبل المنظمة مجهولا في انتظار ما ستشهده الوقائع على الأرض التي ستكشف إذا ما كانت دعوة عباس خطوة في اتجاه تصحيحها أو تجييرها لصالحه كما يقول البعض .

 

اخبار ذات صلة