قائمة الموقع

رُفات "إيهاب" تعود بالذكرى والزغاريد!

2012-05-31T10:15:44+03:00
الضفة المحتلة- الرسالة نت (خاص )

صورته تحكي الكثير؛ وابتسامته تحمل معانٍ لا يمكن لأي شخص أن يفهمها، فتلك المعلقة دوما على الجدار تغرس خنجر الحزن كل يوم في قلب الحنون.. كيف لا وقطعة من روحها آثرت الرحيل؟!

إيهاب لم يكن رقما عابراً في قلوب محبيه، بل ماردا من الذكريات تخط عبقها كلما ذكر اسمه ومهما ابتعد تاريخ الاستشهاد، فأن يقدم الإنسان أغلى ما يملك حباً وتضحيةً لوطن مسروق فذاك أسمى من كل شيء.

إلى مثواه الأخير

هناك في قرية رنتيس غرب رام الله ملّت العائلة الانتظار، فابنها الاستشهادي إيهاب أبو سليم احتجز الاحتلال جثمانه عقب تنفيذ عمليته في قلب تل الربيع عام 2003، ومنذ ذلك الحين والجرح ينقسم إلى اثنين؛ الأول عن الفراق والآخر عن احتجاز الجسد الطاهر.

ويقول شقيقه محمود لـ"الرسالة نت" تسع سنوات مرت على العائلة كالدهر كله كونها ترجمت الانتظار ونكث الوعود من قبل المحتل، مبينا بأن وجود الجثمان في حوزته يعد اعتداء جديدا من قبله بحق الفلسطينيين أحيائهم وأمواتهم.

ويبين محمود بأن العائلة كانت جهزت مكانا لدفن إيهاب أكثر من مرة بعد تلقيها وعودات بتسليم جسده، ولكن المحتل مارس هوايته في نكث العهود وإمعان الألم في قلوب الفلسطينيين، وفي كل مرة كانت تعود الأم المريضة إلى بيتها والدموع تحفر خطا على وجنتيها.

ويضيف:" اليوم شعورنا مختلف كليا، صحيح أن روحه فاضت قبل تسع سنوات ولكننا أيضا مهتمون بأن يكون له مكان يدفن فيه وفقا لشرعنا ولعاداتنا وعدنا لتجهيز قبره مجددا أملا في تسلم رفاته".

كأنه استشهد اليوم

أما الأم الثكلى فذاكرتها مثقلة بصوره الضاحكة، وكأن الحياة توقفت لديها قبل تسعة أعوام ولم تعد تمضي الأيام كما كانت.. كل ركن كل قطعة ملابس كل طبق في البيت يذكّرها بإيهاب وابتسامة إيهاب وقلب إيهاب الطيب.

وتقول الحاجة بصوت قطّعه المرض إن شعورها لا يمكن أن يوصف في هذا اليوم، فعودة رفات ابنها تذكّرها باستشهاده أو كأنه استشهد اليوم، وإنها عادت لذات الحالة التي عاشتها حين سمعت بالنبأ.

وهنا تغزو العبرات صوتها الضعيف وتغيبه وراء حشرجة الحزن والألم، بينما تنشغل العائلة في مراسم استقبال استشهاديها البطل والذي كان كتب في وصيته لوالدته "لا تحزني إن هدموا بيتنا أو عذبوكم بأي شكل فالوطن أغلى وأنا أقدم روحي في سبيل الله الذي وعدنا بجنات وعيون".

أما إخوانه في جامعة بيرزيت فعادوا بالزمن إلى الوراء وطبعوا صوره من جديد وعلقوها في أروقة جامعته، وكانت الزغاريد والأناشيد تزين أجواءها منذ صباح الخميس على وقع "شد حزامك يا استشهادي" استعدادا لاستقبال رفاته العطر.

ويقول القيادي في الكتلة سعيد قصراوي لـ"الرسالة نت" إن أبناء الكتلة الذين عايشوا إيهاب وعرفوه وحتى ممن لم يعرفه شخصيا سينظمون مسيرة حاشدة لتشييع جثمانه من مدينة رام الله وحتى قريته رنتيس للتعبير عن فخرهم بهذا البطل.

اخبار ذات صلة