غزة / ديانا طبيل
كثيرا ما نتفاجأ في المناسبات والأفراح بالملابس التي ترتديها صغيرات السن ، لدرجة تستدعى منا سؤال أنفسنا هل هذه الملابس ذوق الطفلة أم ذوق والدتها ؟ ولماذا تخلو هذه الملابس من الحشمة بشكل مطلق؟ وهل يبرر عدم تكليف الشرع تبرج الصغيرات؟
والغريب في الأمر أن دور الأزياء تتفنن في تعرية الصغيرات قبل الكبيرات وكأنها احدى السياسات المدروسة مسبقا من اجل هدم مفاهيم الفتاة المسلمة فلا تكاد ترعى موديلاً من الملابس إلا وظهر فيها بعض من العري كنوع من الجمال كالتنانير القصيرة و الفساتين بلا أكمام.
لا يجوز تعديها
وفي هذا الصدد تقول فتحية عوكل " 35 عاما " من سكان معسكر جباليا:" كثيرا ما نشاهد فتيات لم تصل أعمارهن العشر سنوات بعد ، ورغم ذلك يرتدين ملابس في قمة الإغراء تظهر أكثر ما تستر"، رافضة بشكل قطعي أن ترتدي إحدى بناتها حتى و لو كانت بعمر العامين شيئاً يكشف عن جسمها.
وتبين عوكل أن كثيرا من الأمهات تختار ملابس أطفالها بشكل عشوائي دون أن تضع في اعتبارها قواعد التربية والسلوك التي من المفترض أن تعلمها لطفلتها بين الحين والآخر، موضحة أن هذه الملابس من الممكن أن تظل جزءاً من ثقافة الطفلة عندما تكبر.
في حين تبرر أم تامر عكيلة " 32 عاما " العري في ملابس بناتها بأنهن صغيرات السن وليس عليهن حرج فيما يلبسنه ، فتقول غداً يكبرن ويلبسن الحجاب كغيرهن فلماذا لا ادعهن اليوم يرتدين الملابس الجميلة والقصيرة والضيقة .
وتفيد عكيلة أن الثقافة الاجتماعية اليوم تغيرت عن الماضي فالصغيرات يشاهدن التلفاز والموديلات المختلفة ويطلبن شرائها، مبينة أنها تشتري لبناتها الصغار أحدث الموديلات حتى وإن كانت قصيرة أو عارية أو ذات ألوان صاخبة فالمهم أن يعشن مراحل حياتهن بالشكل الذي يحبونه .
لن يستهترن
وفي السياق ذاته توضح أسماء بدر الدين " 40 عاما " أم لثلاثة بنات أكبرهن في الثانية عشر من عمرها ، أنها تربيت لدى عائلة تعرف الحلال من الحرام في كل شيء حتى في صغار الأمور ، لذا ومنذ ولادة ابنتها الكبرى كانت تجلب لها ملابس محتشمة تلائم الإسلام.
وتضيف:" أحمد الله على تربيتي لبناتي فابنتي الكبرى ارتدت الحجاب في سن التاسعة، جلباب في سن الحادية عشر"، مبينة أن ابنتها الوسطى ترفض بشكل تام ارتداء الملابس غير الملائمة.
أما المواطن أبو احمد حماد فيقول لـ " الرسالة ": ملابس الصغيرات تستدعى منا الوقوف والإطالة فيها لأنها أصبحت ظاهرة منتشرة لا تقتصر على منطقة دون الأخرى"، متسائلا عن السبب الذي يجعل أم تلبس ابنتها ابنة الخمس سنوات ملابس قصيرة.معبرا عن رفضه أن ترتدي إحدى بناته الصغار مثلا تنوره تبرز ساقيها أو مايوه على شاطئ البحر أو بلوزة بلا أكمام.
الاعتزاز بالإسلام
بدورها تقول الداعية آمال حمد :"تتهاون كثير من الأمهات بلباس بناتهن الصغيرات فيلبسهن اللباس العاري والقصير وغير ذلك بحجة صغر سنهن وعدم تكليفهن ، حتى أصبحنا لا نراهن وللأسف الشديد في الأعياد والأفراح والحدائق شبه عاريات"، مبينة أن ذلك يستدعى النظر إلى الموضوع بعين الخطورة.
وتضيف حمد في حديث لـ"الرسالة": " المعلوم أن من شب على شيء شاب عليه وهذه النشأة على ملابس التعري غير المحتشمة والتي لا تناسب مجتمعنا دينياً أو اجتماعياً ستؤثر حتماً على هذه الطفلة مستقبلاً"، مبينة أنه في تلك الفترة تتكون شخصية الطفلة.
وترى أن الوالدين سيواجهان مع الفتاة التي تربت على الملابس العارية نقلة كبيرة بين ما تعودت عليه سابقا وما يطالبها به لاحقا عند الكبر، مبينة أنه من هنا تحدث الفجوة ويكون التمرد وكثرة شكوى الأم من عدم انضباط ابنتها في اللباس والحجاب دون أن تعلم أن ما كانت تختاره لها من ملابس هو سبب تمردها وعصيانها على الحشمة .
وتنصح الداعية حمد الأمهات إلى إعداد بناتهن إعدادا إسلاميا، وتحرص على بناء شخصية متزنة ، تمثل صورة مشرفة للأسرة المسلمة وأن تدرك أن هذه الملابس العارية جزء من غزو ماكر يستهدف الأسرة المسلمة.