كان أغلب مدربي المنتخبات المشاركة في كأس أمم أوروبا التي ستنطلق بعد أيام في بولندا وأوكرانيا لاعبين محترفين، بعضهم مثّل منتخب بلاده وبرز على نحو لافت، والآخر لم تتجاوز شهرته مساحة الأندية التي لعب لها.
بلوخين..مدرب أشهر من منتخب
إذا أردنا الحديث عن المدربين اللاعبين فلا يمكن البدء بغير أوليغ بلوخين مدرب منتخب أوكرانيا الحالي ولاعب الاتحاد السوفييتي سابقاً وأحد أهمّ هدافي دينامو كييف الذي سجل له (211)هدفاً في (432) مباراة.
ويكاد يصح القول: إن بلوخين "اسمٌ أكبر من منتخب"، لأن ما صنعه المدرب المولود عام (1952) في كييف نفسها مع الاتحاد السوفيتي ومع دينامو كييف الذي أمضى فيه معظم حياته المهنية بوصفه لاعباً، ثم ما صنعه مدرباً للمنتخب الأوكراني ويرقى ليكون سيرةً ذهبية.
بلوخين الفائز بجائزة الكرة الذهبية عام 1975 (أول لاعب أوكراني يحقق هذا الإنجاز، وثاني لاعب سوفييتي في حينه) هو من المدربين القلائل في اليورو الحالي، الذي شغل مركز قلب الهجوم حين كان لاعباً.
ولعب بلوخين مع المنتخب السوفييتي في نهائيات كأس العالم إسبانيا 1982، والمكسيك 1986، ومع أنه لم يسجل إلا هدفاً مونديالياً واحداً، إلا أن رصيد أهدافه الدولية البالغ 42 هدفاً في (112) مناسبة دولية جعله من أعظم هدافي السوفييت.
قاد بلوخين مسقط رأسه أوكرانيا إلى المشاركة في نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها عام 2006، و بلغت مع الفريق الدور ربع النهائي.
ومن الملفت أن بلوخين لم يسبق له أن خاض نهائيات كأس أوروبا لاعباً، ومن ثم سيكون مثيراً للاهتمام أن يشعر بأجواء كأس الأمم الأوروبية 2012 بصفته مدرباً.
بلان المدرب الآتي من الخلف
لا يزال لوران بلان مدرب منتخب فرنسا الحالي يذكر أصوات زملائه في الفريق السابق ويميز بينهم بدقة، القبلة لرأس فابيان بارتيز، مساندة رفيق دربه ديدييه ديشامب، والأهم أنه لا يزال يرى في داخله طبيعة اللاعب مما يجعله قريب جداً من رفاقه الجدد في منتخب 2012.
لم يبدأ بلان حياته لاعباً في المركز الذي أنهاها عليه، فحين وقّع أول عقد احترافي له مع مونبلييه عام 1983 كان يشغل مركز الوسط المهاجم، ثم انتقل بنصيحة من مدربه في مونبلييه آنذاك إلى مركز الليبرو الذي لازمه حتى الاعتزال.
وتميّز بلان إضافةً لدفاعه الصلب باستغلال طوله الفارع في تسديد الكرات الرأسية وبهدوء اللاعبين المدافعين في تنفيذ ركلات الجزاء.
وحملت مسيرته مع المنتخب إنجازين من أعظم ما يحلم به لاعب كرة القدم، فبعد الخيبة الكبرى في عدم التأهل إلى مونديال أميركا 1994 توج بلان مع منتخب بلاده في كأس العالم 1998 على الأراضي الفرنسية، ثم وجد قلب الدفاع نفسه مرةً ثانية بعد عامين على منصة التتويج حاملاً كأس الأمم الأوروبية؛ ليثبت بلان أنه من أهم اللاعبين الفرنسيين الذين وجدت بهم الـ"كاريزما" العالية والتي أعطت الكثير من الإلهام للرفقاء في الـ 97 مباراة دولية التي هز بها الشباك 16 مرة.
وكان لبلان مسيرة موازية مع الأندية التي لعب لها، لا تقل بريقاً عن نظيرتها في المنتخب، إذ ارتدى لاعب مونبلييه قمصان كبار الأندية في القارة العجوز، أبرزها نابولي، برشلونة، ومرسيليا، إنتر ميلان، مانشستر يونايتد، وسجل مع الأندية التسعة التي وقع لها 134 هدفاً في627 مناسبة، وهو رصيد تهديفي ممتاز للاعب خط الوسط الدفاعي.
ويحسب لبلان الذي عُين مدرباً لفرنسا صيف 2010 أنه جَمَع أوصال الفريق الذي تركه ريمون دومينيك منهاراً فنياً ومعنوياً إثر الخروج المخزي من مونديال جنوب أفريقيا؛ ليتصدر مجموعته في التصفيات الأوروبية، ويدخل النهائيات مرشحاً للعب أدوار مهمة في اليورو.
بينتو الأصغر
باولو خورخي بينتو غوميز هو الاسم الكامل لمدرب منتخب البرتغال الحالي، ويعدّ بينتو المولود في لشبونة عام (1969) الأصغر على الإطلاق بين مدربي المنتخبات المشاركة في اليورو، وهو واحد من أشهر لاعبي منتخب بلاده في الفترة ما بين 1992 و2002.
لاعب خط الوسط المدافع ارتدى قميصي اثنين من الفرق الثلاثة الكبرى في بلاده هما بنفيكا وسبورتينغ، ولعب أيضاً لأربع سنوات في إسبانيا مع فريق ريال أوفييدو بين عامي 1996 و2000، وتعد تجربته في أوفييدو الكبرى حيث ارتدى قميص الفريق في 136 مباراة.
كما مثّل المنتخب البرتغالي في نهائيات كأس العالم عام 2002 بعد أن شارك في بطولة الأمم الأوروبية عام 2000 في هولندا وبلجيكا حين خرج المنتخب المُلقب "ببرازيل أوروبا" من الدور نصف النهائي على يد فرنسا ( 2-1).
وفي المحصلة العامة كان لبينتو 35 مشاركة دولية، والطريف أنه اعتزل أيضاً في عمر الخامسة والثلاثين متجهاً إلى تدريب فريق الشباب في سبورتينغ قبل أن يصعد لتدريب الفريق الأول في ناديه القديم بين عامي (2005-2009).
وفي أيلول عام 2010 عُين بينتو مدرباً للمنتخب الوطني خلفاً للمدرب المقال كارلوس كيروش، وقاد الفريق في 14مباراة حقق الفوز في 9 مناسبات مقابل ثلاثة تعادلات وخسارتين.