قائمة الموقع

مجلة بريطانية: الأسد يفقد سيطرته على سوريا

2012-06-02T15:44:10+03:00
الرسالة نت - وكالات

ذكرت مجلة "الايكونوميست"البريطانية اليوم السبت، أن هناك مؤشرات تفيد بأن الرئيس السوري بشار الأسد يفقد سيطرته بوتيرة متسارعة، لاسيما بعد وقوع مجزرة "الحولة".

وأوضحت المجلة - في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت- أن الازمة السورية قد أفضت بالفعل إلى حالة جمود "مروعة" إذ قد يشعر البعض أن القوات الموالية للرئيس الاسد تزداد قوة ومهارة عسكرية تفوق ثوار الجيش السوري الحر، بينما لا يزال مناهضو الاسد في المنفى منقسمين على أنفسهم عاجزين عن توفير منفذ آمن لتدفق الأسلحة والذخائر إلى الثوار أو إرسال المعونات إلى أبناء الشعب السوري.

كما يواجه الاقتصاد الوطني السوري حالة شلل تامة نتيجة نقص في الوقود وتشرذم البلاد إلى إقطاعيات تتمتع بشبه حكم ذاتي، فضلا عن قدرة النظام على تمويل جماعاته والابقاء على دعم حلفاء له على رأسها إيران.

غير أن المراقبين للاوضاع عن كثب يتمكنون من استشفاف بعض المؤشرات التي تفيد بانفلات الامور عن قبضة الاسد بوتيرة متسارعة؛ فلم يعد في مقدور النظام -على سبيل المثال -الحديث عن "هدوء نسبي" يعم وسط البلاد لا سيما العاصمة دمشق ومدينة حلب كبرى المدن السورية.

وقالت المجلة "لقد اعتاد سكان المدينتين على سماع دوى القصف المدفعى المتواصل وطلقات الرصاص خلال ساعات الليل فيما تزداد التظاهرات زخما من حيث أعداد المشاركين بها وتكرارها وجرأتها"، لافتة إلى أن المدنيتين كانتا قد شهدتا إضرابا عاما تضمانا مع ضحايا مجزرة "الحولة".

ونقلت المجلة عن أحد المحللين قوله"إن الدلالة الرمزية لذلك الاضراب لا يمكن الاستهانة بها..فطالما اعتبر نظام الاسد تحالفه مع التجار ورجال الأعمال الدمشقين أمرا غاية الأهمية ومحوريا إلا أن ما حدث قد أوضح أن ذلك التحالف قد تلاشى نهائيا ، مؤكدا أن أحداثا بحجم مذبحة الحولة هى مؤشر على هشاشة وضعف النظام وليس قوته بل وإن جعبته قد نفدت من الخيارات".

ولفتت الايكونوميست إلى أن اثنين من التكتيكات الهامة التي عمد إليها النظام في مواجهة التظاهرات المناوئة يبدو وأنهما لم يفلحا، موضحة أن أولى تلك التكتيكات قد تمثل في إذكاء التوترات الطائفية من خلال إثارة المخاوف بين العديد من الاقليات في البلاد من انتقام وما قد ترتكبه عناصر متطرفة منتمية إلى الأغلبية السنية، لكنه وبرغم من تكرار هجمات انتقامية ضد أفراد الجماعة العلوية وانتشار العناصر الجهادية بين السنة، غير أن المجتمع السورى استطاع حتى الآن الابقاء على بنيته متماسكة.

واعتبرت المجلة أن التكتيك الثاني كان يعتمد على نشر وتأجيج أعمال العنف بهدف توليد ردود فعل عنيفة من قبل الجماعات الثورية المسلحة من شأنها أن تقوض مزاعم المعارضة السورية بأنها سلمية فى الأساس غير أنه لم يؤت ثماره.

وأردفت المجلة تقول إن فكرة تسليح الثوار فى سوريا لم تعجب الكثير من السوريين الذين كانوا يرغبون في الابقاء على الانتفاضة سليمة بشكل تام غير أن حجم العنف الدائر فى البلاد الآن قد وصل إلى مرحلة يجعل من المستحيل على الدولة أن تفرض إرادتها إلا بإراقة المزيد من الدماء والتمادى فى القسوة والوحشية.

اخبار ذات صلة