قائمة الموقع

والدة الشهيد "أبو هاشم": أخيراً أصبح لإبني قبراً

2012-06-03T13:40:23+03:00
رفح - لمراسلنا

في الثاني من تشرين ثاني/نوفمبر عام 1995 كان "محمد عبد الرحيم أبو هاشم" من سكان مدينة رفح، قد قرر الانتقام لاغتيال الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

قفز أبو هاشم إلى مركبة مجهزة بمواد متفجرة إلى جانب رفيقة ربحي الكحلوت، وانتظرا قرب منطقة كوسفيم وسط قطاع غزة، إلى حين وصول أحد الحافلات التي تقل المستوطنين، وما إن وصلت حتى فجرا المركبة بالحافلة لتوقع قتلى وجرحى بالعشرات.

كان مشهد التفجير مروعاً، وردود فعل جيش الاحتلال وأجهزة أمن السلطة آنذاك مؤلمة، وفق ما يقول أحد المقربين من أبو هاشم الذي قضى معه آخر ساعات قبل استشهاده.

وبعد مرور سبعه عشر عاماً احتضنت أم حسن جثمان نجلها في منزلها بمخيم رفح الملاصقة للحدود مع جمهورية مصر العربية.

كان الحزن والفرح من العلامات التي ارتسمت على ملامح تلك السيدة الستينية قبل تشيع نجلها من منزل العائلة في مخيم يبنا للاجئين إلى الثرى في مقبرة الشهداء شرق مدينة رفح.

وسلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفات 91 مقاوماً فلسطينياً من الضفة الغربية وقطاع غزة الخميس الماضي.    

وتقول أم حسام  لـ "الرسالة نت": "الحمد لله، أكرمني ربي وكحلت عيناي برؤية ما تبقى من جسد إبني، وأصبح له قبراً أزوره".

وتضيف الأم المكلومة: "سبعة عشر عاماً مرت ولم أفقد الأمل بعودة محمد ورؤية جسده وعظامه الطاهرة".

ومحمد أبو هاشم ولد في الثامن والعشرين من أب/ أغسطس عام 1977 في مخيم يبنا بمدينة رفح، وهاجرت عائلته من قرية يبنا قبل ستة عقود بعد أن هاجمت عصابات "الهجانا" الصهيونية الفلسطينيين وقتلت وشردت الكثير منهم.  

أكثر من ستة عقود

كان أبو هاشم -الذي تلقى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، والثانوي بمدرسة بئر السبع الثانوية- من رواد مسجد الهدى القريب من منزله.

وخلال تردده على المسجد اكتسب حب الجيران، وأصبح أسمه متداولاً في الحي. تقول والدته.

والتحق محمد باللجان الشعبية لحركة الجهاد الإسلامي في العام 1992.

ويقول بعض ممن زاملوه وفضلوا عدم كشف هوياتهم "إن محمد كان يرسم بخطه الجميل شعارات الانتفاضة الأولى التي كانت تزداد اشتعالاً بدماء الشهداء".

وفي العام التالي تعرض محمد للاعتقال وكان عمرة آنذاك ستة عشر عاماً. 

أودع أبو هاشم في سجن أنصار على شاطئ بحر غزة لمد خمسة أشهر بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي بحسب ما تقول والدته أم حسن.

وخرج من المعتقل وكان عوده قد اشتد وأفكاره قد نمت، خصوصاً وأنه التقى العشرات من أبطال المقاومة الفلسطينية داخل المعتقل.

كان محمد يجهز نفسه لينتقم من الاحتلال بعد اغتيال قائد الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي محمود الخواجة.

خاض معركة تدريب قاسية، وزاد من تقربه إلى الله من خلال الاعتكاف في مسجد الهدى بشكل يومي إلى أن جاء الموعد.

لكن الاحتلال باغت أبو هاشم والجهاد الإسلامي، عندما اغتال الأمين العام للحركة فتحي الشقاقي خلال عودته من طرابلس إلى قبرص في العام 1995.

وبعد مضي أيام قليله جهز محمد نفسه وخرج لملاقاة ربه والانتقام لأبناء شعبه، إذ فجر سيارة كان يستقلها بحافلة تقل عشرات المستوطنين قرب منطقة كوسفيم وسط قطاع غزة.

وكتب هذا الشاب في وصيته "كنت أعد نفسي للانتقام للشهيد محمود الخواجة قائد الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، لكن الله سبحانه وتعالى ادخرني لانتقم لدماء الدكتور فتحي الشقاقي".

اخبار ذات صلة