تنتقد جهات فلسطينية مختلفة رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) رعاية أحياء قامت ببنائها بغزة لتعويض اللاجئين الذين تهدمت بيوتهم خلال العمليات العسكرية (الإسرائيلية)، في حين تصر الأونروا على أن تفويضها للعمل داخل المخيمات فحسب.
ويشكو سكان الأحياء الجديدة في جنوب قطاع غزة من عدم تقديم (الأونروا) خدمات لهم داخلها رغم أحقيتهم بها بحكم أنهم وقعوا على أوراق تحفظ حقوقهم بوصفهم لاجئين عندما استلموا منازلهم البديلة.
وترى جهات مدافعة عن اللاجئين أن من الأولويات تقديم خدمات الصحة العامة والنظافة والمياه للأحياء الجديدة حتى ولو كانت خارج المخيمات الرسمية، وتشير إلى أيادٍ خفية تتآمر لدفع الأونروا إلى التخلي عن اللاجئين.
أما الأونروا فتقول إن عملها يكون فقط داخل المخيمات الفلسطينية وإن تفويضها الممنوح يسمح لها بالعمل داخل المخيمات وخدمتها وليس خارج المخيمات في الأحياء الجديدة حتى ولو كانت هي التي قامت بإنشائها.
ويلاحظ خلال الأشهر الأخيرة زيادة مطّردة في الانتقادات الفلسطينية الموجهة للأونروا وخاصة في قطاع غزة على خلفية عدة تقليصات في خدماتها الأساسية تجاه اللاجئين، الأمر الذي تعزوه المنظمة الدولية لنقص كبير في التمويل تعانيه.
خدمات ضرورية
من ناحيته يقول رئيس اللجان الشعبية للاجئين في غزة معين أبو عوكل، إن الأونروا عوضت أصحاب البيوت المهدمة بمبان خارج مخيمات اللاجئين، ولم تقدم لهم تلك الخدمات التي كانوا يتلقونها.
وأضاف أبو عوكل أن اللاجئ الفلسطيني أصبح يشعر بأنه مستهدف، وأصبحت الأونروا مصرة على قرارات جائرة كحرمان هؤلاء اللاجئين من الحصول على الخدمات داخل أحيائهم الجديدة رغم إقرار الأونروا بحقهم.
وبينّ أن الخدمات التي يحرم منها اللاجئون في الأحياء التي بنتها أونروا هي الخدمات الصحية وخدمات النظافة والمياه، رغم أن الوكالة الدولية قدمت لأحياء أخرى خدمات سابقة لم تقدمها للأحياء الجديدة.
وأوضح أن تبريرات المنظمة الدولية "غير مقنعة وهي تتذرع بأزماتها المالية، لكننا نرى أن ما يجري الآن هو قصور منها وإشارات على أيدٍ خفية تحاول الالتفاف على قضية اللاجئين". وأشار إلى أن الأونروا وجدت لخدمة اللاجئين الفلسطينيين "لذلك نحن نحتج إذا وجدنا تقصيرًا منها، ولا نرغب في أن ينتهي عملها، لأن اسمها مرتبط بقضية اللاجئين التي نعمل على أن تبقى حية حتى حلها".
وأكد أن اللاجئ الفلسطيني "لم يعد يشعر بالرضا والاطمئنان لممارسات كثيرة تقوم بها الوكالة الدولية"، مطالبا بتصحيح ذلك من قبل الأونروا ومصارحة اللاجئين بما يجري خلف الكواليس.
أحياء لا مخيمات
في المقابل، أكد المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة أن الحديث يجري عن أحياء سكنية جديدة وليس عن مخيمات، وأن الأولى أن تتبع عمليا للحكومة وللبلديات وهي التي تقدم لها الخدمات.
وأضاف أبو حسنة أن خدمات الصحة والنظافة والبيئة خارج المخيمات من عمل الحكومة وبلدياتها ولا تستطيع وكالة الغوث تجاوز ذلك وتقديم هذه الخدمات خارج المخيمات الرئيسية.
وأوضح أن الأونروا في الماضي ساعدت البلديات في بعض الخدمات لأنها لم تكن قادرة في حينها على القيام بعملها، مشيرا إلى أن المنظمة في نقاش مع البلديات لمساعدتها في تقديم خدماتها لكن بشرط عدم تجاوز ذلك للتفويض الممنوح لها.
وأشار إلى أن هناك أحياء كاملة يسكنها اللاجئون لا يمكن للأونروا أن تقدم لها الخدمات وتوقف عمل البلديات فيها، نافيا ما يتردد عن محاولات للأونروا لنفض يدها من الخدمات المقدمة للاجئين.
وشدد على أن الأونروا ترفض بشدة أن يمتد عملها ليشمل كل قطاع غزة لأنها مختصة باللاجئين وامتداد عملها إلى الخارج غير مقبول ومرفوض مطلقا من قبلها ويرفضه أيضا الفلسطينيون.
المصدر:الجزيرة نت