سقط قتيل وأصيب ثلاثة آخرون اليوم بمنطقة جبل محسن في مدينة طرابلس شمال لبنان جراء تبادل لإطلاق النار مع منطقة باب التبانة، مما دفع الجيش اللبناني المنتشر في المنطقة للرد على مصدر النيران. في حين تبادل ناشطون في المنطقتين الاتهامات بالمسؤولية عن الاشتباك.
وبدأت الاشتباكات -وفق مصادر أمنية وسكان- بعد مقتل رجل مسن في منطقة جبل محسن التي تقطنها أغلبية علوية برصاص قناص "مجهول المصدر"، أعقبه تبادل لإطلاق النار بين جبل محسن وباب التبانة التي تقطنها أغلبية سنية.
عقب ذلك تلاسن عدد من شبان جبل محسن مع عناصر من الجيش اللبناني في المنطقة بعد بدء إطلاق النار، وقطعوا أحد الطرق الرئيسية بالإطارات المشتعلة.
كما أوقفوا سيارة كانت تمر في المكان، وأحرقوها بعد أن أنزلوا صاحبها الذي كان متوجها إلى منطقة القبة ذات الغالبية السنية، بحسب ما ذكر مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقد أنحى مسؤول الإعلام في الحزب العربي الديمقراطي المسيطر في جبل محسن عبد اللطيف صالح بالمسؤولية عما حصل لمنطقة باب التبانة. وقال "بدأ إطلاق النار علينا من محاور عدة".
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية إن مسؤولية ما حصل تقع "على نواب تيار المستقبل في طرابلس وعلى (الرئيس السابق للوزراء) سعد الحريري (رئيس التيار) وعلى كل من يدعم هؤلاء بالمال والسلاح".
ورغم تأكيده التزام جبل محسن بالتهدئة وعدم الرد على مصدر النيران، إلا أنه شدد على أنه "إذا استمر الأمر على هذه الحال، فسنضطر للدفاع عن أنفسنا".
في المقابل، نفى قائد ميداني لمجموعة من المسلحين في باب التبانة يدعى الشيخ مازن المحمد حصول إطلاق نار من باب التبانة، وأوضح أن الجيش اللبناني هو من رد على مصادر الرصاص ومصدره جبل محسن. كما أكد التمسك بالتهدئة، مضيفا "طالما استمر الجيش بالرد على مصادر النيران لن نتدخل".
ويأتي هذا الاشتباك بعد نحو أسبوع من نشر قوات للجيش اللبناني في طرابلس للفصل بين طرفي القتال، بعد معارك دامية أوقعت 14 قتيلا و48 جريحا بين مجموعات سنية مؤيدة للثورة السورية وأخرى علوية مؤدية للنظام الحاكم في دمشق.
وكانت طرابلس شهدت معارك بين باب التبانة وجبل محسن في منتصف مايو/أيار الماضي أوقعت عشرة قتلى، وانتشر على إثرها الجيش في مناطق الاشتباكات وعمل على ضبط الوضع.
ومنذ بدء الانتفاضة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام في سوريا المجاورة منتصف مارس/آذار العام الماضي، يسود التوتر في طرابلس على خلفية الأزمة التي تنقسم حولها طرابلس وكل لبنان بين مؤيد للثورة ومناصر للنظام السوري.