قائمة الموقع

المغراقة: أصحاب البيوت المدمرة يتقاسمون الألم

2010-01-02T09:02:00+02:00

غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

كنت أظنهم يتقاسمون القهوة تحت شمس كانون غير المعتادة في مثل هذا العام فإذا بهم يتقاسمون ذكريات الحرب قرب خيام الإيواء.

الجزء الشمالي من قرية المغراقة شهد ساحة معركة حقيقية في حرب الفرقان , حظه العاثر جعله مقابل محررة نتساريم موقع تمركز الدبابات الإسرائيلية في الحرب البريّة.

همومهم واحدة

على مقاعد بلاستيكية جلس السيد كمال الحلو وجاره خليل اليازجي ومحمد جيّار وجميعهم فقدوا منازلهم في "حرب الفرقان" .

بحروف مقطعة افتتح كمال الحديث عن يوم اقتحام الدبابات لمنطقته قائلاً: "كنت داخل البيت وفوجئت بالصواريخ تدك المواقع الأمنية في اليوم الأول فاعتقدت أن الأمر يومين وسينتهي لكن المأساة طالتنا في بيوتنا".

وفقد كمال منزلا يقطن به 32 فردا بينهم كثير من الأطفال وقد اضطر مع بدء الحرب البرية للهروب من منزله حيث كانت الآليات المتمركزة في محررة "نتساريم" لا تبعد عنه سوى عشرات الأمتار مضيفا:"اضطررت أنا وأسرتي يومها للهروب من بين جدران المنازل المجاورة وتنقلنا من منزل لآخر حتى ابتعدنا عن مكان الاجتياح".

ويتذكر كمال يوم عاد إلى منزله بعد انسحاب الآليات الإسرائيلية فيضيف:"عدت لمكان منزلي فلم أجد شيء ومن يومها وأنا أسكن في برج للإيواء بمدينة الزهراء وقد أصاب جيراني ما أصابني".

ينفث خليل اليازجي دخان سيجارته مراقبا حديث جاره المنكوب مثله كمال ينتظر دوره مع آخر كلمات كمال فيضيف:"في اليوم الأول للعملية البرية اتصل بي أقاربي وأنا بالمنزل وقالوا لي صحيح هناك دبابات قربكم ؟! صعدت لسطح المنزل فرأيتها".

حاول خليل التحلي بصمود قسري فنزل وشرع في تناول طعام الإفطار حتى نزلت قذيفة على البيت اعتقد أنها تحذيرا لإخلاء مضيفا:" شغلت المذياع فسمعت تحذيرا عبر موجة دخيلة يطالب السكان بإخلاء بيوتهم فهربت عبر منازل جيراني للطرف الآمن".

مساكن الإيواء

عاد خليل لمنزله بعد انسحاب الاحتلال في آخر أيام الحرب فوجد ذكريات العمر انصهرت تحت أسنان الجرافات الإسرائيلية ففقد منزله المكون من طابقين والذي كان يقطنه 23 فردا.

ومنذ عام مضى لازالت نصف أسرة خليل مشردة في شقق الإيواء السكنية بينما يبدو عاجزا اليوم بعد عام على حرب الفرقان عن تعديل مسار حياته المضطرب.

شدّ خليل قامته وتابع:"رغم كل ذلك سنظل صامدين لقد عشنا أجواء رعب حين كانت الطائرات والدبابات تقصف المنطقة قبل الاجتياح ثم فقدنا بيوتنا واستشهد جيراننا ومع ذلك سنظل صامدين".

أما المواطن محمد جيّار فإن أكثر ما أفزعه في الحرب على غزة هي تلك القذائف التي وصفها بـ"المرعبة جدا" والتي أطلقوها أول أيام الحرب البريّة على غزة.

وأضاف: "كانت ليلة صعبة ولما وصلت الساعة للسابعة صباحا هربنا لمخيم النصيرات ومشينا على الأقدام حتى عثرنا على سيارة ثم توجهنا لمدارس وكالة الغوث وعندما انتهت الحرب عدنا فلم نجد لنا بيتا".

وأرجع جيّار أسباب تدمير الجيش الإسرائيلي للمنازل المدنية إلى ما وصفه بطبع ومزايا اليهود التخريبية مضيفا:"هم عدوانيون ولا يوجد في قلبهم رحمة فلم يبق لا باب ولا شباك".واقتحمت زوجته الحديث مضيفا:"تدمرنا كليا فلم نتحمل العيش في المدارس".

تحاملت أسرته على جراحها فاجتهدت وبنت بيتا مجهز بنصف بمقومات الحياة كي يستر أطفالهم الصغار.

وقالت المرأة إن أصعب لحظات الحرب كانت حين كان الاحتلال يقصف شوارع القرية بقذائف كسرت النوافذ والأبواب وأرعبت الأطفال.

وتثير تهديدات الاحتلال بضربة جديدة لغزة مخاوف المرأة من عدوان جديد لكنها لا تجد بدا من الصمود في منزلها –كما قالت.

أما المواطن يوسف أبو عطيوي فإن آخر ما توقعه هو أن تسلك الدبابات الإسرائيلية طريقا التفافية فتقطع محور "نتساريم" وتصل للجزء الجنوبي من القرية قرب مسجد الإيمان.وأضاف:"لم أتوقع ذلك فقد دمروا 7 منازل في تلك المنطقة منها منزلي ومنزل أخي ووالدي وابن عمي وقد أتت قذائف الفوسفور على الأشجار فحرقتها بالكامل".

مقاومة العدوان

وقال يوسف أبو هويشل رئيس بلدية المغراقة إن الحرب دمرت 150 منزلا بشكل كلي و500 منزل آخر بشكل جزئي إضافة إلى عشرات الدونمات ومئات الأشجار ومزارع الدواجن.

و لازالت أكوام الدمار السمة المميزة للقرية خاصة في الجزء الشمالي في حين فضل بعض السكان نصب الخيام للاحتفاظ بموقع أقاموا عليه يوما منزلا.

وسجلت كتائب القسام في قرية المغراقة آخر أيام الحرب ملحمة بطولية دمرت خلالها عددا من الآليات وهاجمت وحدات خاصة إسرائيلية .

وترك الجنود الإسرائيليين خلفهم آثارا دلت على إصابة ومقتل العديد منهم وقد أعلنت كتائب القسام عقب انتهاء الحرب أنها عثرت على بطاقات معدنية لخمسة جنود قتلوا في استهداف آليتهم ونشرت يومها صورا للقلائد المعدنية التي فقدها الجنود حين قتلوا والتي تحمل اسم الجندي ورقمه العسكري وهي كالآتي:

الجندي كلاينر سورون، ورقمه: ٥٩٢٦٥٩٧ ،

والجندي أنفس أبشالوم، ورقمه: ٥٣٧٧١٨٩ ،

والجندي عوفر عران، ورقمه: ٥٣٦٠٦٣٤ ،

والجندي كوهن أفيخار ورقمه: ٧٦٨٦٣٩٧ ،

والجندي مايتوس أندري، ورقمه: ٧٧١٤٧٠٩.

كما عثر مقاومو القسام على بقايا أسلحة رشاشة قالوا إن جنود الاحتلال تركوها خلال انسحابهم من المغراقة بينما كثرت حكايات وقصص المواطنين وشهود العيان عن إصابة كثير منهم آخر أيام الحرب على غزة .

اخبار ذات صلة