قائمة الموقع

عباس.. عين على المصالحة وأخرى على نتنياهو

2012-06-11T07:50:53+03:00
كتب وسام عفيفة

تبدو السلطة في رام الله حائرة ومترددة في التعاطي مع الشأن السياسي الفلسطيني الداخلي من جانب و(الاسرائيلي) من جانب آخر وهو ما تشير اليه مجموعة المعطيات التي طالعتنا مطلع الاسبوع.

فقد أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية الأحد أن الجانبين الفلسطيني و(الإسرائيلي) يقيمان منذ نحو شهرين قناة اتصال "هادئة"، بواسطة الموفد الخاص لرئيس الوزراء (الاسرائيلي) المحامي يتسحاق مولخو والمسؤول الفلسطيني صائب عريقات.

وفي خبر آخر تم الاعلان عن إعادة الإدارة الأمريكية تعيين منسق أمني أمريكي جديد لأجهزة أمن السلطة مع الاحتلال، بهدف خلق ترويكا أمنية جديدة من السلطة وأمريكا و(إسرائيل).

اما رئيس السلطة محمود عباس فقد صرح السبت ان هناك إمكانية للجلوس مع نتنياهو، في حال وافقت تل أبيب على إطلاق سراح أسرى وسمحت باستيراد أسلحة للشرطة الفلسطينية، وهو تراجع واضح عن الشروط التي وضعت للعودة للمفاوضات، وأهمها وقف البناء الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية".

"

رئيس السلطة محمود عباس فقد صرح السبت ان هناك إمكانية للجلوس مع نتنياهو، في حال وافقت تل أبيب على إطلاق سراح أسرى وسمحت باستيراد أسلحة للشرطة الفلسطينية 

"

مجموعة المواقف والتصريحات تظهر السلطة وكأنها تمتطي الحمار "بالمقلوب" .. وجه الحمار نحو المصالحة ووجه السلطة للخلف نحو (إسرائيل) والولايات المتحدة.

تعيين المنسق الامريكي, والغزل (الاسرائيلي) الفلسطيني يعبر عن مصلحة (اسرائيلية) أكثر منها فلسطينية في ظل مخاوف (اسرائيلية) من غياب شريك لا يزال يلعب دورا ايجابيا في تلميع وجهه القبيح ويبرهن للعالم ان هناك مشروع سلام رغم التنكر له.

المخاوف (الاسرائيلية) تبرز ايضا في تحذير  رئيس "الشاباك" الاسبق يعقوب بيري، من ان يؤدي الطريق المسدود الذي وصلت اليه المفاوضات مع الفلسطينيين الى موجة من "الارهاب" او الى انتفاضة ثالثة، مشيرا الى "اننا نسير بسرعة نحو دولة ثنائية القومية".

بيري الذي كان يتحدث الاحد في كفار سابا، هاجم غياب سياسة واضحة للحكومة (الاسرائيلية) التي وصفها بانها تفتقر الى قيادة قادرة على التعامل مع التحديات التي تواجهها إسرائيل).

وتابع بيري ان هناك مواضيع مصيرية تواجه (إسرائيل) بينها التسارع باتجاه الدولة ثنائية القومية التي ستضع حدا للحلم الصهيوني، منوها الى بداية تصدعات تضرب السلطة الفلسطينية التي كانت قد حققت نجاحات لا بأس بها الامر الذي ينذر بانتفاضة ثالثة.

"

(اسرائيل) تريد من الفلسطينيين سلطة تتحمل المسئولية الامنية مقابل عملية سلمية ميتة 

"

اذن (اسرائيل) تريد من الفلسطينيين سلطة تتحمل المسئولية الامنية مقابل عملية سلمية ميتة, في المقابل يربط الرئيس عباس مصيره السياسي بمصير مشروع التسوية, ولهذا يكرر في تصريحاته الاخيرة انه لن يرشح نفسه لولاية رئاسية ثانية.

في الجانب الاخر ترقب حماس الموقف بقلق شديد, ورغم التقدم الحاصل في ملف تشكيل حكومة الكفاءات والتفاؤل الحذر, فان مخاطر تعطيل المصالحة يبقى قائما, سواء من خلال التنسيق الامني في الضفة الغربية, او التخريب الامني -على غرار احباط عملية "الهباش" ضد لجنة الانتخابات في غزة - او في حال الاستجابة لمطالب الثعالب (الاسرائيلية) بضرورة احياء مشروع التسوية, لقطع الطريق امام انتفاضة ثالثة او مصالحة حقيقية.

وتبقى عين الرئيس عباس على المصالحة والأخرى ترنو نحو استعادة مهاراته التفاوضية في ملعب لطالما اجاد فيه منذ سنوات عندما كان "يهندس" اتفاقيات السلام التي توجها باتفاق اوسلو.

اخبار ذات صلة