القاهرة – الرسالة نت
أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي أن الحكومة الفلسطينية في غزة كانت على حقٍّ في قتالها لجماعة "جند أنصار الله" مؤخرًا .
وقال القرضاوي في ردِّه على سؤالٍ حول شرعية الاقتتال الذي وقع بين الطرفين الجمعة، طرحه أحد المشاركين في ندوةٍ عقدت مساء أمس الأربعاء في نقابة الصحفيين المصرية: (حماس) معها الحق؛ لأنها حاولت أن تثنيَ "جند أنصار الله" عن مقاتلة إخوانهم، لكنهم رفضوا، فاضطرَّت "حماس" إلى استخدام القوة، ولمثل هؤلاء كتبت (فقه الجهاد)"، فضجَّت القاعة بالتصفيق.
وفيما يتعلق بكتابه الذي دارت حوله الندوة أكد الدكتور القرضاوي أنه ظل عدة سنوات يعمل فيه حتى أتمَّه، ولم يتعجَّل طباعته؛ حتى يأخذ وقته في الدراسة والتمحيص والمقارنة، موضحًا أنه "يأتي ردًّا على مزاعم الغرب أن الإسلام دين عنف انتشر بحد السيف".
وأَضاف أن الكتاب "يرد أيضًا على رؤى مغالية لبعض المسلمين تدَّعي أن المسلمين عليهم مقاتلة العالم أجمع، وأن الدول الإسلامية كلها آثمة؛ لاشتراكها في الأمم المتحدة التي تقر نظام الحدود الدولية، وللأسف فإن من هؤلاء عمداء كليات في بعض الدول العربية، وانطلاقًا من هذا الفكر انتشرت جماعات العنف التي فعلت ببلادها ما فعلت من قتلٍ وترويعٍ لأهلهم المسلمين".
وأشار القرضاوي إلى أنه "في مقابل هذا الجانب المتشدد في الغلو والتطرُّف، هناك أيضًا الجانب المقصِّر والمفرِّط، وهم الذين يريدون إماتة الجهاد في الأمة وجعلها مستسلمة في مواجهة من يعتدي عليها تحت دعاوى السلام، وهذا ما تريده لنا "إسرائيل" والاستعمار الغربي".
وأضاف: "ولذا أردت أن أثبت من خلال الكتاب أن الإسلام دين جهادٍ وسلامٍ؛ يجاهد من قاتله، ويتقرَّب إلى من مدَّ يده بالسلام، وأنه انتشر على السيف لا بالسيف؛ فمنذ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم رفع المشركون السيف في وجهه، وظل المسلمون 13 عامًا في صراعٍ مريرٍ حتى أذن لهم بالدفاع عن أنفسهم".