"تهوية الغرف الضيقة، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة".. كل ما تحتاجه أي أم لتُجنب أطفالها الإصابة بمرض "الحمى الشوكية" أو ما يعرف بـ"التهاب السحايا", ولاسيما بعد اعتقاد بعض الغزيين بانتشاره خلال الفترة الأخيرة.
"الرسالة" رصدت حالاتٍ تم تشخيصها من بعض أطباء الأطفال بغزة على أنها مصابة بـ"الحمى الشوكية"، وزارت طبيبا متخصصا ليتحدث عن أعراض المرض وكيفية الوقاية منه.
حالات مرضية
ويقول المواطن أدهم صيام الذي اضطر لنقل ابنيه للمستشفى بعد إصابتهما بمرض "الحمى" في هذا السياق: "بداية الأمر لم أهتم بالأعراض التي ظهرت على ابني الصغير لقلة خبرتي وجهلي بأمراض الأطفال, فقد ظننت أنه أمر عادي فكانت النتيجة إصابة ابني الأكبر بالعدوى نفسها نظرا لأنه مرض معد وفقا للأطباء".
ويشير إلى أنه وبعد أيام قليلة من ظهور الأعراض على ولديه نقلهما إلى المستشفى لأخذ التدابير اللازمة أملا بتجنب تدهور حالتهما, وطبقا لتعليمات الطبيب فقد أبقاهما تحت العناية مدة أسبوع حتى تحسن صحتيهما.
في حين كانت سرعة بديهة المواطن نضال عاشور كفيلة بمنع انتشار العدوى بين أفراد أسرته، فقد أسرع في عرض ابنه المصاب على طبيب متخصص بأمراض الأطفال، كما أبعده عن باقي إخوته لتجنب العدوى بالإضافة إلى أنه عمل على تهوية البيت باستمرار, ومنعه من الذهاب لمكان دراسته لهدف تجنب أصدقائه في الروضة.
الصحة تنفي
مدير دائرة الطب الوقائي بوزارة الصحة الدكتور مجدي ضهير نفى بدوره وجود أي مرض معد يطلق عليه الحمى في غزة كما يعتقد البعض, مشيرا إلى أن المختبرات الخاصة تلعب دورا في إشاعة ذلك بين الناس.
ويوضح ضهير أن القضية تكمن في سوء تشخيص بعض الأطباء الذين يعتقدون أن أي ارتفاع في درجة الحرارة لدى الأطفال يعتبر "حمى شوكية", مؤكدا أن الاصابة بأي نوع من البكتيريا والفيروسات تؤدي لأعراض مشابهة.
وعن تعريف "الحمى" يقول د. محمد أبو ندى -رئيس قسم الأعصاب في مستشفى الرنتيسي للأطفال- لـ"الرسالة": "عدوى "الحمى الشوكية" تعنى "التهابا فيروسيا أو بكتيريا للأغشية المحيطة بالدماغ أو النخاع الشوكي".
ويشير إلى أن مرض الحمى الشوكية -أو ما يعرف بـ"التهاب السحايا"- يصيب الأطفال الصغار الذين هم دون الأعوام الثلاث, "والكبار أيضا".
درهم وقاية
ويضيف أبو ندى: "بالنسبة للأطفال الكبار فإن أعراض "التهاب السحايا" تبدو واضحةً, وتتمثل في ارتفاع شديد في درجة الحرارة وخروجها عن معدلها الطبيعي إضافة إلى تيبس في منطقة الرقبة مصحوب بقيء باستمرار".
"وعلى صعيد الأطفال الذين هم دون الثالثة فإنه يظهر يافوخ مرتفع في منطقة الرأس, وتبدو عليهم حالة غير طبيعية وبكاءٌ مستمر إضافة إلى عدم قابليتهم لأي نوع من الطعام والشراب, وعدم القدرة على النظر في الضوء"، وفق الطبيب.
وأرجع سبب الإصابة بـ"عدوى الحمى" إلى الاختلاط المباشر بالمريض, والرذاذ المتطاير نتيجة العطس أو السعال من أنفه وحلقه.
وللوقاية من "الحمى" نصح أبو ندى الأمهات بضرورة معرفة أعراض المرض -المشار إليها سابقا- لتجنب المرض، "وكذلك تهوية الأماكن الضيفة والحارة باستمرار ومنع التجمعات فيها".