قائمة الموقع

أطفال غزة.. طموحات تتعدى تحرير القدس

2012-06-19T17:04:20+03:00
رفح – لمراسلنا

يريد الطفل مؤمن عواد من مخيم رفح أن يلعب كرة القدم ويصلي في المسجد الأقصى وأن يعود شقيقة المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ سبع سنوات.

وكان هذا الطفل يقف بين صفوف السلسلة البشرية التي نظمتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الثلاثاء على طول طريق رئيس يربط بين جنوب قطاع غزة بشماله دعما للأسرى في سجون الاحتلال.

وردد وهو يحمل لافته تحمل اسم شقيقة "إبراهيم" مثل أقرانه هتافات تنادي بالحرية لشقيقة والأسرى الفلسطينيين جميعاً.

ووقف عشرات آلاف الأطفال على طول شارع صلاح الدين الرئيسي ملوحين للمركبات المارة باللافتات والأعلام الفلسطينية والمصرية وصور 4600 أسير فلسطيني .

وطموحات مؤمن عواد -تسع سنوات- لا تختلف عن طموحات كثير من أطفال فلسطينيين المحرومين من أبائهم وأشقائهم وربما أمهاتهم وشقيقاتهم بفعل سياسة الاعتقال الإسرائيلية المتبعة منذ عقود طويلة لكبح نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت حركة حماس في بيان لها، إن "نحو 50 ألفا من منتسبي مخيماتها الصيفية التي تقيمها في قطاع غزة، شاركوا في أطول سلسلة بشرية تضامنا مع الأسرى".

وافتتحت حماس قبل أيام مخيماتها الصيفية التي تحمل اسم "سنحيا كراماً" بمشاركة نحو 70 ألف طالب.

ومثل هذا النشاط الذي من الممكن أن يسجل في موسوعة "غيتنس" للأرقام القياسية كأطول سلسلة بشرية يلقى صدى في العالم ويسبب متاعب لـ(إسرائيل) التي اهتزت صورتها أمام المجتمع الدولي بفعل الجرائم التي ارتكبها بحق الفلسطينيين خصوصاً في قطاع غزة.

وصاح الفتى صلاح مهنا من غزة قائلاً "الأسير قالها .. ثورة وإحنا رجالها" وردد كثير من أقرانه هذا الهتاف بقوة وحماس.

وقال مهنا (12 عاماً): "لازم نعمل كل شيء من أجلهم (الأسرى) لأنهم قدموا الكثير من أجل أن نحيا هنا بكرامة وعزة". 

وشدد عضو اللجنة المركزية للمخيمات الصيفية موسى السماك على أن السلسلة البشرية جاءت للتأكيد على حق الأسرى في العيش بحرية وكرامة.

وقال السماك في تصريحات للصحافيين في غزة إن "آلاف الطلاب من المخيمات شاركوا في أطول سلسلة بشرية على امتداد قطاع غزة في رسالة واضحة أننا لن ننسى أسرانا وأن موعدهم مع الحرية قريب بإذن الله".

ولجأ الفلسطينيون لتنظيم فعالية تضامنية لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية القاسية بحق الأسرى الذي خاض كثير منهم معركة الأمعاء الخاوية لكسب حقوقهم المسلوبة جراء قانون شاليط.

وهذا القانون أقره الكنيست الإسرائيلي من أجل الضغط على حركة حماس والأسرى من أجل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط الذي أسر على تخوم جنوب قطاع غزة قبل خمس سنوات.

ورغم إطلاق سراح هذا الجندي في الخريف الماضي مقابل إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني إلا أن الأسرى الفلسطينيين ظلوا يعانوا من إجراءات قاسية.

وكان الأسير المحرر خضر عدنان من إحدى قرى مخيم جنين بالضفة الغربية بدأ مسلسل الإضراب عن الطعام احتجاجاً على استمرار اعتقاله الإداري مطلع هذا العام واستطاع أن يجبر مصلحة السجون على إطلاق سراحه بعد اتفاق يقال إن السلطة في رام الله رعته مقابل إنهاء إضرابه وإطلاق سراحه.

وهذا الأسلوب مكن أيضاً الأسير محمود السرسك لاعب كرة القدم على إجبار مصلحة السجون الإسرائيلي على التعهد بإطلاق سراحه الشهر المقبل مقابل وقف إضرابه عن الطعام الذي استمر لأكثر من 95 يوماً.  

ورعت السلطات المصرية اتفاقاً أنهى إضراب 1600 أسيراً فلسطينياً منتصف الشهر الماضي مقابل حزمة تسهيلات تقدمهم مصلحة السجون الإسرائيلية أبرزها إنهاء عزل الأسرى وإعادة برنامج الزيارات لأهالي قطاع غزة لذويهم المعتقلين في السجون الإسرائيلية.

ولا يزال أسيرين فلسطينيين متمسكين بخيار "الجوع" منذ أسابيع طويلة وهما أكرم الرخاوي من رفح وسامر البرق من رام الله أجل نيل حريتهما.

ووزع نشطاء يرتدون قبعات خضراء على الأطفال والفتية العصائر من أجل حثهم على الصمود مع تزايد حرارة الجو في هذا اليوم.

وغرس مؤمن عواد مصاص في علبة عصير وردد قائلاً: "لما أكبر أكيد أخوية راح يرجع ونروح أنا وهو للصلاة في القدس بعد تحريرها من اليهود".

والقدس المدينة التي احتلتها الدولة العبرية الجزء الغربي منها في العام 1948 والجزء الشرقي في العام 1967 باتت معزولة بالجدار الفاصل ولا يسمح للسكان الفلسطينيين بزيارتها إلا وفق شروط إسرائيلية قاسية أبرزها أن يزيد عمر الزائر عن الخمسة والأربعين عاماً.

اخبار ذات صلة