احتفل الفلسطينيون في قطاع غزة بفوز مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي برئاسة "أرض الكنانة" على طريقتهم الخاصة.
وخرج الغزيون من كل حدب وصوب عقب الإعلان عن فوز مرسي مساء الأحد في مسيرات محمولة حاشدة جابت شوارع ومفارق مدينة غزة الرئيسة كافة وانتشرت في مختلف مناطق القطاع من رفح جنوباً لبيت لاهيا شمالاً.
وفاز مرسي بجولة الإعادة في الانتخابات بـ13 مليون و230 الف و131 صوت بنسبة 51.73%، متفوقاً على منافسه الفريق أحمد شفيق الذي حصل على 12 مليون و347 الف و380 صوت بنسبة 48 %، ليصبح مرسي أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك.
وما أن انتهى رئيس اللجنة العليا للانتخابات المصرية المستشار فاروق سلطان من النطق باسم المرشح الفائز بمنصب الرئاسة في مصر حتى سمع في أرجاء مختلفة من غزة أصوات الأعيرة والألعاب النارية تصدح في أجواء القطاع.
وفي شوارع ومفترقات غزة أطلق السائقون الفلسطينيون أصوات أبواق سياراتهم ودراجاتهم النارية معلنين عن فرحتهم الغامرة بانتصار مرشح الثورة المصرية.
وردد المئات من المشاركين في المسيرات العفوية التي جابت شوارع القطاع شعارات مهنئة للشعب المصري وعانقت رايات حركة حماس التي رفعها الغزيون الأعلام المصرية.
وهلل المتظاهرون المبتهجون بفوز مرشح الثورة المصرية، صادحين بشعارات إسلامية ووطنية تعبر عن فرحتهم الغامرة التي سيطرت على مشاعرهم.
واحتشد عشرات الفلسطينيون في ساحة الجندي المجهول وسط غزة مرددين شعارات كتلك التي يطلقها أقرانهم المحتفون بفوز مرسي في ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة.
وقال الشاب الفلسطيني شريف المدهون (27 عاماً) : "لا شك أن هذا الفوز له تداعياته التاريخية وتأثيره على الشعب الفلسطيني وقضيته وعلى الأمة العربية والإسلامية بشكل عام وليس نصر لجماعة الإخوان المسلمين ومصر فقط".
وتمنى المدهون الذي خرج كغيره من الفلسطينيين القاطنين في غزة للتعبير عن فرحتهم بفوز مرسي في الانتخابات المصرية "أن يكون للإسلاميين دور كبير في النهضة الإسلامية والتاريخية للجيل الواعد".
وأوصى الشاب الغزي في حديثه لـ"الرسالة نت" المرشح المصري الفائز بتقوى الله والاستمرار في التقدم والنجاح وأن يكون أكثر فاعلية وجدية حسب تاريخه العلمي والثوري المشهود له على مدار السنوات الماضية.
في حين، أعرب المواطن أبو المعتصم -في منتصف العقد الرابع- عن أمله أن يؤثر فوز المرشح الرئاسي محمد مرسي على القضية الفلسطينية، مهنئاً المصريين بانتصار ثورتهم.
وقال أبو المعتصم – الذي يزور غزة منذ أسبوعين قادماً من الإمارات العربية المتحدة – إن "الشعب الفلسطيني ينتظر الكثير من مصر لأنها تشكل حاضنة للأمة العربية والإسلامية ".
وتوقع المواطن الفلسطيني أن يمثل النظام المصري المقبل الداعم الأكبر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مطالباً المصريين بضرورة إنهاء أزمة معبر رفح كحل فوري وسريع لوقف معاناة أشقائهم الفلسطينيين.
بينما أكدت الستينية أم رائد هنية أن فرحتها لا تُوصف بفوز محمد مرسي بالرئاسة وبانتصار الثورة المصرية.
وقالت أم رائد لـ"الرسالة نت" – وهي ترفع صورة لمرسي – "بإذن الله فوز مرسي سيؤثر على القضية الفلسطينية وسيدعمها، وهذا ما وعدنا به الشارع المصري".
وأضافت "نسأل الله أن يعين مرسي على هذا الحمل وهذه الأمانة الكبيرة وإن شاء الله سيوفق مرسي لأنه رجل عادل وصاحب كلمة حق".