ألحان الفوز عُزفت في القاهرة والإيقاع دوّي في غزة, هنا تمايل الناس طرباً ودغدغت مشاعرهم أحلام الحرّية والإيواء لركن شديد! .
في غزة كأنهم كانوا على موعد، فلم تمض دقيقة على إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية حتى أشعلوا ألعابهم النارية وأطلقوا العنان لاحتفالاتهم العفوية.
كلمات الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في خطاب الليلة الماضية كانت موسيقى في آذان المصريين الأحرار والفلسطينيين خاصةً في غزة المعزولة عن العالم .
واندفع الناس في شوارع قطاع غزة بمسيرات عفوية وأخرى منظمة احتفالاً بفوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين حالمين بتحسين ظروف حياتهم عبر منفذهم الوحيد للعالم "مصر" .
هكذا بعد ثمانين سنة من العمل بدأب نملة وإخلاص زاهد توّج الإخوان المسلمون مشوارهم بتولي زمان الأمور في "أرض الكنانة" مصر .
مشاعر الفرحة
منذ سنوات لم نر هذا الكم من الوجوه الباسمة والجباه المشرقة التي أجرت عقداً أدبياً على الاحتفال بمناسبةٍ في التوّ والساعة .
إبراهيم "صاحب مكتبة" حاول مقاومة رغبته في التخلي عن متابعة مؤتمر إعلان نتائج انتخابات الرئاسة المصرية المرتقب والخلود لقيلولته المعتادة فلم يفلح.
استعان بالمولد الكهربي الصغير وصديق يسليه وشغّل جهاز التلفاز متابعاً المسألة منذ البداية فراق له ما سمع .
وأضاف: "لحظة سماع النتيجة بكيت .. هكذا كان شعوري خاصةّ أنني كنت متخوّف من عدم فوز مرسي" .
أما المواطن عبد الكريم "مدرس" فاعتبر هذا الفوز إسلامياً بامتياز رابطاً نجاح مرسي بنجاح تجربة الإسلاميين في كافة ربوع المنطقة-كما قال.
وأضاف:" توقعت فوزه منذ البداية وأتمنى أن تتحسن ظروف مصر حتى تتحسن أحوالنا نحن في غزة!" .
أما خالد "موظف حكومي" فقد تابع وهو يستقل سيارة أجرة قافلاً إلى بيته مشاهد الاحتفالات والفرحة العامة معتبراً فوز مرسي فاتحة خير لغزة-كما قال.
وتابع :"شاهدت البهجة في وجوه الناس بينما أطلق سائقو المربكات والدراجات النارية العنان لأبواقهم ووزع آخرون الحلوى" .
ويحلّق المواطن أبو عيسى بعيداً عن سابقيه معتبراً فوز مرسي بفوز للأحرار والمخلصين في العالم العربي والإسلامي.
ويصف لحظة الفوز بأنها تجلّت واضحةً في غزة التي خرجت للشوارع وواصلت احتفالاتها حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس.
أمنيات المستقبل
في غزة أغمضوا عيونهم ليلة الفوز على أحلام بألوان الطيف ولكلٍ عالمه الخاص المرتبط بمصر الجديدة .
وقع المراد واتسع الثقب في الجدار وأصبح بالإمكان أكثر مما كان في زمان الراحلين عن الحكم.
يتمنى الشاب إبراهيم أن ينجح الرئيس مرسي في السيطرة على زمام الأمن في مصر والقضاء على فلول النظام السابق ثم فكّ حصار غزة.
أما المواطن عبد الكريم فيرى أن أولويات العمل لدى الرئيس الجديد ستكون حلّ مشاكل مصر الداخلية ثم الانتباه للقضية الفلسطينية.
وأضاف:" فوزه مهم لنا كفلسطينيين لأن مصر بوابتنا للعالم فإذا تحسنت أحوال مصر ستتحسن أحوالنا تلقائياً".
واتفق المواطن خالد من عبد الكريم في أن فوز الرئيس مرسي سيفتح مصر كنقطة انطلاق للغزيين إلى العالم متمنياً في الوقت ذاته انتهاء الانقسام الداخلي .
وتابع:" أتمنى من الرئيس الجديد أول شيء فتح الحدود ! لقد حرمنا لمدة طويلة من السفر بذرائع المنع الأمني واليوم نتمنى وصول البضائع التجارية كلها لنا وكسر الحصار".
أما المواطن أبو عيسى فلخّص أمنيته في فتح معبر رفح وتحسين العلاقات المصرية الفلسطينية حتى تعيش غزة بكرامة –كما قال .
وبدا صوته مبتهجاً وهو يضيف:" فوز مرسي له أهمية كبيرة لأن انتهاء مشكلة الوقود والكهرباء والعاطلين عن العمل سيكون نصراً لغزة ! " .
وتعيش غزة حلماً واقعياً تترقب الولوج إلى تفاصيله في الأيام القريبة القادمة لترى وتلمس مواقف مصر الجديدة الحرّة المحبة لغزة وفلسطين .