أكد محللون استراتيجيون إسرائيليون أن الوضع الجديد في المنطقة العربية، المنبثق عن نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر، وتنصيب د. محمد مرسى مرشح جماعة "الإخوان المسلمين" رئيساً لمصر، أجبر الجيش (الإسرائيلي) لفتح جبهة رابعة تضاف لغزة والحدود الشمالية مع لبنان وسوريا والضفة الغربية.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، خلال تقرير لها، الأحد، إن الأمن كان لعقود من الزمن على طول الجبهة الجنوبية على الحدود المصرية أكثر استرخاءً، بسبب معاهدة السلام بين مصر و(إسرائيل) ونظام الرئيس السابق حسنى مبارك، فى حين كان الجيش الإسرائيلى يستغل هذا الوضع للتفرغ لبؤر التوتر مثل قطاع غزة والحدود الشمالية.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن الرئيس الجديد محمد مرسى، المحسوب على "الإخوان المسلمين"، قال مرات عديدة إنه يرغب فى إعادة النظر فى بنود اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام، ونظراً لدعمه القوى لحركة حماس وعدائه الدائم لإسرائيل فقد قررت تل أبيب أنها لم تعد قادرة على اعتبار الحدود مع مصر "طبيعية".
وقال مسئول كبير بالجيش (الإسرائيلي) للصحيفة العبرية، إن أحدا لا يتوقع أن تلغى مصر اتفاقية كامب ديفيد، ولكن الوضع الجديد سيتطلب الحذر الشديد.
وأشار المسئول العسكري (الإسرائيلي) إلى أن الجيش المصرى اليوم بات أكثر تطوراً، بفضل المساعدات الأمريكية التى تلقها على مدى عقود من الزمن، وهو مجهز بأحدث المعدات مما يجعله على النمط الغربى"، الأمر الذى يجعل (إسرائيل) أكثر قلقاً إذا تحرر الجيش من التبعية للغرب.
وأضاف الضابط، "إن مصر لديها أكبر جيش فى أفريقيا، ولديها حوالى 470 ألف جندى من الجيش النظامى، بالإضافة إلى 480 ألفاً من قوات الاحتياط، مضيفا "على سبيل المقارنة فإن الجيش الإسرائيلى لديه فى الخدمة الفعلية الدائمة 180 ألفاً و560 ألفاً من قوات الاحتياط".
وأشارت جيروزاليم بوست إلى أن الجيش الإسرائيلى سيطلب زيادة قدرها 15 مليار شيكل، على أن يتم التمويل على فترة خمس سنوات، وقال مسئولون فى الجيش، إنه سيكون من المستحيل رفع مستوى الاستعداد فى الجبهة الجنوبية مع مصر دون أموال كبيرة.