يعتزم عدد من الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال خوض إضراب سياسي هو الأول من نوعه، يهدف للضغط على قيادة السلطة برام الله كخطوة احتجاجية على تقصير الأخيرة بحقهم.
ويطمع الأسرى القدامي في سجون الاحتلال – ممن تزيد سنوات اعتقالهم عن 20 عاماً – وضع السلطة لملفهم على سلم أولوياتها.
ووصف فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى مشكلة الأسرى الفلسطينيين القدامى في السجون (الإسرائيلية) بـ"الكبيرة".
وأكد الخفش -في تصريحات متلفزة لقناة القدس مساء الثلاثاء- أن الهدف الأساسي من إضراب الأسرى هو لفت الأنظار إلى معاناة عدد منهم ممن زُج بهم خلف قضبان الاحتلال قبل توقيع اتفاقية أوسلو سبتمبر (أيلول) 1993م.
وأوضح أن الخطوة الجديدة للأسرى محاولة لتحويل حراك داخل السجون (الإسرائيلية) بطريقة تختلف عن سابقتها، مؤكداً أن الأسرى يعيشون "ظروفاً نفسيةً صعبةً للغاية".
وأضاف أن "كل الأفق والسبل مغلقة أمام الأسرى فلم تعد امامهم أي ذرة أمل تلوح في الأفق وأصبحت حالتهم صعبة لذلك قرروا خوض حالة ونوع من الإضراب يُطلق عليه (الإضراب السياسي)".
ولفت الخفش إلى أن جُل الأسرى العازمين على خوض (الإضراب السياسي) من حركة فتح يُهددون بخوضه احتجاجاً على بقائهم في السجون (الإسرائيلية).
ويقضي 85 أسيراً فلسطينياً في سجون الاحتلال حكماً بالمؤبد بينما يقبع 28 آخرين منذ ما يزيد عن 25 عاماً وأسيراً واحداً من الجولان خلف القضبان (الإسرائيلية) .
وأشار الخفش إلى أن عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس سيدخل بعد خمسة أشهر عامه الثلاثين خلف أسوار السجون (الإسرائيلية).
وتابع "الأسرى يريدون عبر إضرابهم البعث برسائل أن أوسلو لم تحقق لهم شئ وصفقة التبادل الأخيرة لم تفرج عنهم فلم يعد لهم من سبيل إلا أن يخوضوا الإضراب السياسي".
في سياق آخر، قال الخفش إن "كافة القوانين الدولية عرَّفت المعتقل كأسير حرب والاحتلال يرفض حتى اللحظة إطلاق هذا اللقب على الأسرى الفلسطينيين".
وأردف "هذه إشكالية قديمة منذ أكثر من 20 يوماً ونحن نتحدث في هذا الموضوع ونطالب بتحويل المعتقلين كأسرى حرب"، وعدَ كل الأمور التي نفذتها السلطة لم تندرج تحت مسمى "خطوة عملية" للإفراج عن الأسرى القدامى.
وانتقد الباحث في شئون الأسرى رفض (إسرائيل) اعتبار المعتقلين الفلسطينيين في سجونها أسرى حرب خلافاً للاتفاقات الدولية.
وأضاف "الأسرى القدامي لا يريدون أن يتحولوا إلى أسرى حرب بل يطالبون بأن يتم الإفراج عنهم ويرفضون أي مفاوضات لا تشمل إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال".
الصمت العربي والدولي
بدوره، استغرب نشأت الوحيدي عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية الصمت العربي والإسلامي والدولي في التعامل مع قضية الأسرى، مبيناً أنهم يخوضون معارك عدة منذ زمن للمطالبة بحقوقهم.
واستهجن الوحيدي صمت الأمم المتحدة تجاه قضية الأسرى الفلسطينيين القدامى، منتقداً تعاملها بمكيالين باتجاه قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب.
واستطرد "أسرانا في سجون الاحتلال مقاتلو حرية أساساً وعلى هذا يجب أن يتعامل الاحتلال العنصري معهم بأنهم أسرى حرب وليسوا إرهابين كما حاول أن يفرض عليهم هذه الصفة عبر فرض الزي البرتقالي".
ولفت الوحيدي إلى خوض عدد من الأسرى معركة الأمعاء الخاوية التي يطلق عليها الفلسطينيون "أم المعارك" ليفتحوا هذه البوابة على الاحتلال وقوانينه وقراراته العنصرية.
واكد عدم التزام الحكومة (الإسرائيلية) بما تعاهدت به بأن يتم التعامل مع المعتقل كأسير حرب لأن له حقوق، مستدركاً "مضى على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي شاليط عدة أشهر ولم يحترم الاحتلال حقوق أسرانا".
وعدَ الوحيدي إضراب الأسرى السياسي "خطوة أولى" لانتزاع أحد الحقوق الرئيسية من السجان (الإسرائيلي)، مضيفاً "الهدف الأساسي للأسرى الفلسطينيين هو الحرية والتحرر من قيد المحتل الذي أزعج أحلامنا".
وخاض قرابة 3 آلاف أسير فلسطيني داخل السجون الإسرائيلية نيسان (إبريل) المنصرم إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، يُعد الأوسع والأضخم من نوعه بتاريخ الأسرى تواصل على مدار 28 يوماً.
وصعد الأسرى إجراءات معركتهم المفتوحة عن الطعام قبل شهرين ضد إجراءات إدارة السجون (الإسرائيلية) بحقهم، وحرمانهم الكثير من حقوقهم وسحب انجازاتهم، مما أدى لتردي الوضع الصحي لعدد منهم، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع.