قائمة الموقع

الفلسطينيون يأملون بتوديع معاناة المعبر

2012-07-04T17:39:42+03:00
رفح - لمراسلنا

لا ينسى سميح أبو جزر "أيام الخوالي" على معبر رفح مع مصر عندما كان العمل يستمر على هذا المنفذ لأربعة وعشرين ساعة يومياً قبل اندلاع انتفاضة الأقصى في خريف العام 2000.

ويطلع هذا الرجل الذي دأب العمل كـ"تاجر شنطة" منذ تشيد هذا المعبر قبل ثلاثة عقود من الزمن أن يتخذ رئيس مصر الجديد الدكتور محمد مرسي قراراً يفضي بتشغيل المعبر على مدار اليوم.

وشهد العمل على المعبر "انفراجة" بعد إعلان فوز مرشح الأخوان المسلمين برئاسة جمهورية مصر العربية وفق ما أعلنت هيئة المعابر والحدود.

وأمام بوابة المعبر التي شيدت حديثاً يتجول أبو جزر بين المسافرين وبيده اليسرى أوراقاً نقدية من الدولار والدينار الأردني والجنية المصري والشيقل الإسرائيلي بغية تبديل وصرف العملة لمن يريد.

ويتوافد العشرات من المسافرين يومياً أمام بوابة المعبر من أجل البحث عن فرصة تمكنهم من السفر بعيداً عن فلسفة حجز مقاعد السفر المعول بها لدى وزارة الداخلية والأمن الوطني لتنظيم سفر الفلسطينيين.

وصاح أبو جزر وهو يتجول بين المسافرين "يا فلسطيني قول الحق لازم يعمل معبر رفح بجد" في إشارة إلى امتعاض الفلسطينيين من عمل المعبر لثمانية ساعات يومياً.

وقال أبو جزر لـ"الرسالة نت": "رسالتي للرئيس مرسي بأن يعمل على إنهاء معاناة الفلسطينيين وأولها فتح معبر رفح على مدار اليوم وإقامة سوق حرة وتوفير مقومات الصمود لأبناء شعبنا.

وصدرت دعوات عن مسؤولون حكوميون ونواب وناشطون عقب إعلان مرسي رئيساً لمصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير بضرورة اتخاذ قرار يقضي بفتح المعبر على مدار الساعة.

وكان وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني كامل أبو ماضي قال في الخامس والعشرين من حزيران/يونيو الماضي إن الفلسطينيين الذين خرجوا في مختلف مدن قطاع غزة للتعبير عن فرحتهم بفوز مرسى يأملون أن ينعكس هذا الفوز على القطاع من خلال فتح المعبر بشكل كامل. 

ومنذ تشيد سلطات الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح قبل ثلاثة عقود من الزمن تنفيذاً لبنود اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر والدولة العبرية أصبح الفلسطينيين يكابدون "المعاناة" على جانبي الحدود بفعل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية. 

وكان الفلسطينيين مسموح لهم السفر في أي وقت في السنوات الأولى لقدوم السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة في منتصف العقد الأخير من القرن الماضي وحتى اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.

بيد أن المعبر كان يخضع لإشراف مباشر من قبل سلطات الاحتلال إلى جانب السلطة وفي الطرف الأخر السلطات المصرية. وكثير من الفلسطينيين اعتقلوا أو تعرض لمساومات خلال مرورهم عبر المعبر في ذلك الوقت.

واستبشر الفلسطينيون خيراً عندما تولت السلطة إدارة المعبر بعد توقيعها اتفاقية المعابر مع (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي في تشرين ثاني/نوفمبر عام 2005.

لكن أزمة السفر عبر المعبر "تفاقمت" نظراً لأسر المقاومة الفلسطينية الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وإغلاقه بعد ذلك بعام من قبل السلطات المصرية إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك بعد أحداث الرابع عشر من حزيران/ يونيو 2007.

وعانى الفلسطينيون "أشد معاناة" في تلك السنوات إلى أن اضطر مبارك النزيل في سجن "طره" الشهير الآن، فتح المعبر بشكل جزئي بعد العدوان الإسرائيلي على قافلة "أسطول الحرية" في الحادي والثلاثين من مايو/ أيار 2010.

وتنفس الفلسطينيون الصعداء بعد إسقاط الشعب المصري مبارك من سدة الحكم وتحسن العمل في المعبر "بشكل جزئي" وفق ما يقول مسؤولون ومسافرون.

وقال ياسر قشطه ويعمل في كافتيريا أمام المعبر منذ سنوات طويلة "إذا اشتغل المعبر على مدار الساعة لن تجد أحد يذل أو يهان أمام هذه البوابة".

ويحاول قشطه التخفيف عن زبائنه خلال انتظارهم لفترات طويلة من خلال تنبيههم بأن رئيس مصر الجديد لن يبقى وضع المعبر على حاله خصوصاً أنه ضاق العذاب في سجون مبارك مثل الفلسطينيين.

ويرى مدير عام هيئة المعابر والحدود في غزة ماهر أبو صبحه أن ليس من الصعب على القيادة المصرية اتخاذ قرار يقضي بفتح المعبر على مدار الساعة.

ويقول أبو صبحة لـ"الرسالة نت": "لدينا إمكانيات بشرية وفنية في الجانب الفلسطيني للعمل في المعبر دون انقطاع على مدار العام".

لكن أبو صبحه قال إن قرار تشغيل المعبر على مدار الساعة يحتاج إلى الإرادة والتخلص من سياسات نظام مبارك المنحل.

 

اخبار ذات صلة