واصلت القيادة العسكرية الاسرائيلية، لثلاثة أيام متتالية، تصعيد حدة تهديداتها تجاه ما اسمته العناصر المعادية لها في المنطقة. وبعد يوم من تهديد رئيس وحدة الجليل، هرتسي هليفي، تجاه لبنان، أعلن رئيس الاركان الجنرال بيني غانتس، ان بلاده تعيش واقعاً معقداً وتمر بفترة حافلة بالتحديات الامنية، ما يلزم جيشه بأن يعد العدة لمواجهة هذه التحديات.
وفي ذروة من العجرفة الاسرائيلية، نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن ضابط كبير في جيش الاحتلال قوله :"ان الجيش يستعد لحرب مقبلة متوقع ان تكون شرسة لانه قرر ضرورة حسمها في غضون فترة قصيرة لا تتعدى ستة ايام، على ان يضمن الجيش قتل 13 مقاتلا من بين 15، حتى يري الاثنان لقادتهما ما حصل في ارض المعركة".
وتأتي هذه التهديدات "الاسرائيلية " في وقت تذمر أهالي الجولان السوري المحتل مما احدثته التدريبات الواسعة التي بدأها، الجمعة، جيش الاحتلال وتستمر لأيام .
وخلافاً لتدريبات سابقة، اثارت التدريبات الحالية حركة نشطة لآليات ومركبات عسكرية وأصوات انفجارات متواصلة.
وأعلن الناطق بلسان الجيش أنها تأتي في أطار سلسلة التدريبات التي ينفّذها الجيش في شكل متواصل على الحدود، وتستهدف فحص الجهوزية وحالة التأهب.
وأوضح قائد الفرقة 36، تمير هايمن، ان هذه التدريبات في الجولان (المحتل) التي تشمل مسارات خلف الحدود، ترفع من إمكان حدوث عمليات، وهو "الأمر الذي يفرض علينا إعداد البنى التحتية وإعداد القوات وتجهيزها".
وكانت وسائل الاعلام " الاسرائيلية " تطرقت الى تصريحات قائد وحدة الجليل، هرتسي هليفي، التي اطلقها امام الصحافة الاجنبية، واعتبرها بعضهم خطيرة وغير مسبوقة، وليس من قبيل المصادفة ان تطلق في هذا الوقت.
فقد هدد هليفي بأن الحرب المقبلة مع لبنان ستكون شرسة وستوقع قتلى بأعداد كبيرة وتلحق اضراراً فادحة، قائلا: "بعد أول صاروخ يطلق على" اسرائيل" سنبلغ سكان جنوب لبنان بترك بيوتهم والتوجه شمالاً. واذا لم يتجاوبوا سيتحملون هم المسؤولية، لأن كل بلدة لبنانية سيطلق منها صاروخ نحو اسرائيل سندمرها، وستمحى عن الوجود. ولا ندري ما الذي سيحصل لمن ولما سيبقى لانه الأضرار ستكون كبيرة".
ورأى بعضهم ان صعود الاخوان المسلمين في مصر مؤشر غير مريح وهناك احتمال لصعودهم الى الحكم في سورية اذا سقط بشار الاسد، وهذا الوضع ينذر بخطر نشوب حرب.
ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن مسؤول عسكري قوله ان الحرب المقبلة ستكون اقسى على الطرف الاخر، لان" اسرائيل "اتخذت قرارها بانها ستحسم المعركة خلال فترة قصيرة لا تتعدى ستة ايام وستشمل من البداية اجتياحا بريا.
وزعم هذا المسؤول ان حزب الله يواصل جمع معلومات عن الجيش الاسرائيلي، وان كاميرات المراقبة الاسرائيلية رصدت تحركات لعناصر الحزب قرب السياج الحدودي، "وفي احدى المرات وصلت مركبتين للحزب تقل عناصر من وحدات خاصة الى الجنوب، للاطلاع عن الوضع تجاه اسرائيل ""عن كثب".
وبحسب توقعات الاسرائيليين، فإن هذه العناصر وغيرها تصل كي تستعد للمواجهة المقبلة.