غيب الموت صباح أمس في العاصمة الأردنية عمان، هاني الحسن عضو اللجنة المركزية السابق لحركة فتح، عن عمر يناهز الـ75 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
وكان الحسن يعاني جلطة دماغية أصيب بها قبل ثلاث سنوات، وكان قد أصيب يوم الأحد الماضي بجلطة دماغية أخرى أدخل على أثرها إلى أحد المستشفيات وهو في غيبوبة.
ونقل عن مصادر طبية القول إن الراحل أصيب بانفجار في أحد الشرايين الرئيسية لدماغه مما تسبب له في تجلطات ونزيف حاد وارتفاع كبير في ضغط الدم.
وسينقل جثمان الحسن صباح اليوم إلى فلسطين حيث سيوارى جثمانه في مقبرة رام الله الجديدة حسبما قاله جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لفتح.
ويعتبر الحسن من الرعيل الأول في حركة فتح، وشكل الخلية الأولى لها في أوروبا الغربية وتحديدا في ألمانيا مع الراحل هايل عبد الحميد في ستينات القرن الماضي.
عاد إلى فلسطين في عام 1996 أي بعد 3 سنوات من توقيع اتفاق أوسلو وعامين من قيام السلطة الفلسطينية، بسبب معارضته الأولية للاتفاق.
ومن أبرز المناصب التي تولها لدى عودته إلى أرض الوطن، وزير الداخلية في الحكومة الخامسة عام 2002.
وقد ولد هاني الحسن سنة 1937 في قرية إجزم المجاورة لميناء حيفا، لعائلة فلسطينية متوسطة الحال، وهو شقيق الراحل خالد الحسن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأحد المؤسسين التاريخيين للحركة.
وكان والده سعيد الحسن عضوا في المجموعات الفدائية التي شكلها الشيخ عز الدين القسام، ثم أصبح خطيبا لمسجد.
وفي سنة 1948 وإثر المجازر "الاسرائيلية" التي رافقت قيام "اسرائيل" على الجزء الأكبر من مساحة فلسطين غادرت أسرته البلاد.
وفي أواخر الخمسينات انتقل لدراسة الهندسة في ألمانيا، وكان خلال فترة دراسته رئيسا للاتحاد العام لطلبة فلسطين، وشكل هناك أول خلية لحركة فتح، وكان أول معتمد لها هناك.
وقد تفرغ لعمل الحركة بعد حرب يونيو (حزيران) 1967. ثم حصل على شهادة الدكتوراه في الإعلام من روسيا. وانضم لعضوية اللجنة المركزية لفتح عام 1970، وشغل منصب نائب رئيس اللجنة ومفوض العلاقات الخارجية فيها، وعمل مستشارا سياسيا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
تولى هاني الحسن منصب المفوض السياسي العام لـ«قوات العاصفة»، الجناح العسكري لفتح، ونائب مفوض الجهاز الأمني المركزي ومفوض الأمن السياسي في الحركة. وعمل مستشارا سياسيا واستراتيجيا لعرفات، ومفوضا لدائرة العلاقات الخارجية في الحركة، منذ تأسيسها وحتى عام 2003. ثم أصبح أول سفير لفلسطين في طهران بعد الإطاحة بشاه إيران عام 1979، ولدى الأردن في أوائل الثمانينات.
وكان الحسن يوصف برجل المهمات الصعبة في الحركة، والأمين على أهم أسرارها، وكان فعالا في رسم استراتيجياتها. ونسج علاقات واسعة النطاق مع الكثير من الرؤساء والملوك والزعماء العرب والأجانب، وكان مفاوضا بارعا ومتمرسا في إقناع محاوريه، وحتى خصومه وصفوه بـ«المفاوض الصعب». وشغل منصب رئيس اللجنة الفلسطينية الأردنية ورئيس اللجنة السعودية الفلسطينية.
عاد الحسن إلى قطاع غزة سنة 1996 رغم أنه عارض اتفاق أوسلو (1993). وتسلم منصب مفوض التعبئة والتنظيم في عام 2002 وحتى2007، ليصبح بعدها مستشارا سياسيا للرئيس أبو مازن.
وقد شغل الحسن منصب وزير الداخلية ما بين 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2002 وحتى 19 مارس (آذار) 2003. وخلف الراحل وراءه أربعة من الأبناء، ولدين وابنتين.