قائد الطوفان قائد الطوفان

بيبي وموفاز عالقان في طريق مسدود

بقلم: بن كاسبيت

يحتاج كل منهما جدا الى الآخر، ولكنهما لا يستطيعان البقاء مع بعضهما. على الاقل ليس في الوضع الحالي. هذا هو الشرك الذي يعيشه بنيامين نتنياهو وشاؤول موفاز، الطريق المسدود الذي علقا فيه. من أجل الخروج من مثل هذا الوضع، مطلوب زعامة حقيقية، شجاعة، تستشرف المستقبل. لم يشق اللقاء بين رئيس الوزراء نتنياهو ونائبه موفاز، أول من لأمس، الطريق، ولكنه لم يحطم الاواني ايضا. غدا، في ميدان المتحف في تل أبيب في الثامنة والنصف مساء، نحن، الجمهور الاسرائيلي الغفير والمتحمل للعبء، يجب أن نريهما الطريق، الاتجاه، الحل. لا، لن يحقق أي من الطرفين مبتغاه، ولكن نشأت هنا فرصة تاريخية لترتيب هذه القضية، لاشفاء هذا الجرح، للقفز فوق هذه الهوة التي تهدد وجود اسرائيل كدولة وكمجتمع موحد.

رئيس الوزراء يريد أن يبقى شاؤول موفاز في الائتلاف. حتى لو انسحب بعض اعضاء "كديما" منه. نتنياهو جدي في موضوع ايران، بل جدي جدا. ايلول – تشرين الأول القريبان هما شهرا الحسم. هذا ثمة حاجة الى الحد الاقصى من الأمنيين المجربين الى جانبه. موفاز كان وزير دفاع، كان رئيس أركان، بيبي يحتاجه كالهواء للتنفس (انتبهوا، يوسي بيلد ايضا اللواء في الاحتياط، والذي كان يفترض أن يتسلم مهام منصبه الجديد أجّل ذلك ثلاثة اشهر). وعليه فإن لبيبي مصلحة واضحة وملموسة في ابقاء موفاز و"كديما" في حكومته.

لولا أزمة التجنيد، لما كان لشاؤول موفاز سبب للخروج الى الصحراء السياسية. انهارت علامة موفاز التجارية في الاشهر الاخيرة انهيارا تاما. وهو يشبه الآن الاقتصاد اليوناني. يحتاج الى اعادة بناء جذرية. من جهة اخرى، يعرف موفاز بأن تراجعاً اضافياً مثله مثل الانتحار العلني. وهو سيفضل السير منتصبا نحو حقول الجليد الخالدة، على ان يسقط مرة اخرى. أفترض أنه قال هذا لنتنياهو، أول من أمس. وافترض أن نتنياهو فهم.

ما حصلنا عليه هنا هو وحدة الارادات التي يمكنها أن تحقق نتيجة. إذ في هذه النقطة الزمنية، بالصدفة تماما، الاصوليون ناضجون، وفي الوقت ذاته هم في حالة فزع. لا تهتموا لعزف ليتسمان وجفني، تجاهلوا تشدد اسياد التوراة. فهم اناس اذكياء، اي الاصوليين، وهم يفهمون ان الوضع قد ينقلب عليهم وهم قد يغرقون. داخلهم يعرفون ان هذا انتهى. المظاهرة في نهاية السبت يجب أن تساعدهم على هضم ذلك. من كل هذه الطبخة يجب أن تخرج وجبة تاريخية. اذا فهم نتنياهو بأنه حان الوقت لوقف التسويف، وقف الحفاظ على احلاف تاريخية عفنة والشروع في التفكير في الدولة ومستقبلها. اذا فهم موفاز ان حقا ليس مهما ما نكتبه ونقوله اليوم أو غدا (سبق أن كتبنا وقلنا كل شيء)، بل ما سيسجل في تاريخ اسرائيل. واذا فهم الاصوليون الاشكناز ان استمرار التمترس سيضر أكثر مما ينفع وهم في واقع الامر، ليسوا فيلا في غابة بل غابة في وسط فيلا.

اذا حصل كل هذا، فعندها يكون أمل. على كل الاطراف أن تفهم انه لا توجد مائة في المائة نتيجة، ويجب الوصول الى نقطة توازن ارخميدية في مكان ما في الصعود الى الطريق. هذا يمكن أن يحصل، هذا يجب أن يحصل ونحن يجب أن نساعده على أن يحصل في نهاية السبت في ميدان المتحف في تل أبيب. لا أفهم تماما لماذا يرفض منظمو المظاهرة وصول السياسيين، فقد رأينا ما حصل للاحتجاج الاخير الذي استبعد السياسيين. آمل أن يوافق رئيس المخابرات السابق، يوفال ديسكن، الوصول والحديث. ولكن الاهم هو أنتم، نحن، كل من يعتبر هذا المكان مهماً له. التاسعة في الميدان، اتفقنا.

البث المباشر