العريش – الرسالة نت
تغيرت المعادلة وأصبحت هناك حاجة للتضامن مع شريان الحياة التي جاءت لفك الحصار عن غزة فأصبحت محاصرة من النظام المصري في العريش بعد أن ضربت حولهم سورا من عناصر الأمن المركزي ثم ضربتهم بالهروات والحجارة والغاز المسيل للدموع.
النظام المصري يتعامل بحالة من الهستيريا مع كل ما يتعلق بقطاع غزة ,وصل به الحد إلى القيام بإعمال البلطجة, فيما يواصل تشييد الجدار الفولاذي على الحدود مع غزة , في الوقت الذي يلعب دور الوساطة بين حماس وفتح في قضية المصالحة وبين حماس والاحتلال في صفقة الأسرى.
لكن المعطيات تتغير وبدل أن يحاصر النظام المصري غزة لإضعاف حماس أصبحت غزة تحاصر النظام في مصر على الحدود وعند الجدار الفولاذي وفي الإعلام وفي السياسة الخارجية وعلى المستوى الشعبي الداخلي .
غزة أصبحت وجع رأس للنظام بعدما هدد بكسر أقدام الغزيين إن فكروا في كسر حصارهم.
حالة الإرباك والضيق انعكست على الإعلام التابع للنظام ما دفع صحيفة الأهرام انتقاد الذات من خلال تقرير نشرته السبت الماضي مشيرا الى انه في كل الأزمات التي تتعرض لها الدولة المصرية, نبحث عن كيفية إدارة الملفات القومية في مواجهة الحملات التي تستهدف القرارات السيادية مثلما حدث علي الساحة منذ أسبوعين فيما يتعلق بالإنشاءات الهندسية علي حدودنا الشرقية وقافلة المساعدات وغيرهما من القضايا الشائكة. في كل مرة لا نجد من يدير الخطة الإعلامية المضادة.
وقدمت الصحيفة مجموعة من النصائح ومحددات للخطاب الإعلامي لمواجهة الحملة التي تتعرض لها محليا وخارجيا .
ويحاول الخطاب المصري تحميل الأزمة لحركة حماس وأطراف إقليمية مثل سوريا والغيران
ورغم ذلك يظهر الخطاب مأزوم وتبريري ويعتمد على توجيه الإنكار او توجيه الاتهامات والشتائم كما جرت وقائع حلقة الاتجاه المعاكس على فضائية الجزيرة.
فقد تمكن عبد الحليم قنديل في اظهار صوت مصر الحر الذي يرفض ممارسات النظام المصري المتواطئ مع الاحتلال في حصار وخنق وقتل غزة وأهلها، وكان موفقاً في كل ما طرحه وعرضه بالتوثيق والتدقيق.
في المقابل ظهر ممثل النظام المصري بائس لا يملك سوى نفي الوقائع والحقائق والتعامل بأسلوب التهجم الشخصي .
ويبدو ان محاولات النظام لتهييج الرأي العام المصري ،و تأويل اجراءاته بأنها اعتداء على مصر وتاريخها وكرامتها، كل تلك المحاولات باءت بالفشل.
وفي الوقت الذي كان يعرض فيه البرنامج، كان نشطاء قافلة شريان الحياة 3 يشتبكون مع امن النظام المصري بعد أن تنكروا لوعودهم ووضعوا العراقيل أمام تحركهم نحو غزة.
الآن الأمن المركزي يحاصر شريان الحياة ويفاوضها على سياراتها وغزة تحاصر النظام المصري,وتفاوضه بطريقة غير مباشرة على حريتها