لم يطب لوزير العمل بحكومة رام الله وعضو اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير أحمد مجدلاني ما توصلت إليه قناة الجزيرة فيما يتعلق بملابسات اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقال "إنها لم تكشف شيئاً ولم تأت بجديد".
وبرر مجدلاني تصريحاته بالتأكيد على أن التقارير الطبية التي صدرت بُعيد وفاة عرفات أثبتت قطعاً بأن الرئيس مات مسموماً، وأن الدكتور الأردني المشرف على حالته آنذاك أعلن أن سبب الوفاة كان مادة سامة "غير معروفة" ، والبولونيوم –برأي وزير العمل- مادة معروفة منذ 100 عام، ولم تذكر على الإطلاق في التقارير الطبية وقتئذ ولا في التحقيقات الأمنية التي أثبتت أن الجريمة جرت باحترافية ولم تترك أي خيوط.
وكانت الجزيرة أجرت تحقيقاً استمر لتسعة أشهر كشف العثور على مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام في مقتنيات شخصية لعرفات استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته، وذلك بعد فحوصات أجراها مختبر سويسري مرموق.
وأضاف مجدلاني "بأن الجزيرة لم تقدم شيئاً؛ إنما كان هدفها هو إثارة الموضوع مجدداً، وأنا شخصياً كنت على علم بأن عرفات حقن بمادة البولونيوم".
وصار وزير العمل -خلال الحوار التلفزيوني- يسرد شيئاً من الحقائق حول مادة البولونيوم، للإشارة إلى أنه ملم بالقضية وأسباب الوفاة وأنه حريص على الكشف عن قاتل عرفات.
وأرجع تحقيق الجزيرة أذهان العالم أجمع إلى محاصرة الدبابات الإسرائيلية لأبو عمار في مقر المقاطعة برام الله عام 2002، وأيامه الأخيرة قبل نقله إلى مستشفى عسكري بالعاصمة الفرنسية باريس، وهو يخضع لسيل من التحاليل الطبية.
وعاد مجدلاني ليقلل من شأن تحقيق الجزيرة عبر تأكيده بأن القناة القطرية كانت تهدف بالأساس إلى اكتشاف المقصرين في الكشف عن قاتل عرفات فقط.
واستدرك قائلاً: "الإنشغال بمعرفة المقصرين سيربك الساحة الفلسطينية"، وتابع ساخراً: "لذلك.. كثَّر خير الجزيرة اللي كشفت المستور".
وأوضح أنه لا يعقل أن يعجز المستشفى الفرنسي -الذي أجريت فيه الفحوصات- عن كشف مادة سامة اكتشفت بالأساس منذ 100 عام.
وأشار إلى أن كل التحقيقات التي جرت في السابق أثبتت أن الرئيس مات بمادة سامة؛ لكن لم يؤكد أنها البولونيوم. وفق قوله.
ولإغلاق باب التساؤلات حول موضوع المادة السامة، قال مجدلاني: "أنا لست خبيراً بالمواد المشعة ولا السمية، لكن مادة البولونيوم من السهل جداً اكتشافها".
وعوَّل وزير العمل بحكومة رام الله على الجهود العربية والدولية في التحقيق بوفاة الرئيس الفلسطيني الراحل.
وتجدر الإشارة إلى أن الجامعة العربية قالت إنها ستطلب من مجلس الأمن والأمم المتحدة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في ملابسات وفاة عرفات.
وسرعان ما أشاد المجدلاني بجهود الجامعة العربية، واكتفى بالقول: "نحن لا نطلب المستحيل؛ لكن نريد تحقيقاً على مستوى عالي".
ودعا لجنة التحقيق الدولية –المقرر تشكيلها- بالتحقيق مع شخصيات إسرائيلية نافذة كونها –وفق قوله- في شبهة الاتهام باغتيال عرفات.
وشدد على أنه في حال ثبت مسؤولية (إسرائيل) عن قتل عرفات، فإن تبعات كثيرة ستحدث، في مقدمتها قطع العلاقات السياسية، وستكون الحكومة الإسرئيلية على المحك.
وحديث وزير العمل مجدلاني عن قناة الجزيرة والتقليل من شأن تحقيقها الاستقصائي، يُعيد إلى الأذهان فضيحة "راديو بيت لحم".
وكان مجدلاني تلفظ بكلمات بذيئة ظناً منه أن اللقاء الذي جرى معه عبر الهاتف انتهى، ولم يكن يدرك أنه ما زال على الأثير.
وخرجت كلمات الوزير النابية على الهواء وسمعها آلاف المواطنين، علماً بأن البرنامج كان يبث على موجات 5 اذاعات محلية شريكة.