اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومتظاهرين في وقت متأخر من مساء أمس في محيط السفارة السورية بالقاهرة، إثر مطالبة المتظاهرين بطرد السفير السوري ومحاولة إنزال العلم السوري ورفع "علم الاستقلال" الذي اتخذته الثورة السورية شعارا لها.
وقد أسفرت المواجهات عن سقوط جرحى من المتظاهرين وقوات الأمن، في حين أكدت مصادر الشرطة اعتقال عدد من المتظاهرين، جاء ذلك بعد ساعات من تفجير مقر الأمن القومي في دمشق ومقتل وزير الدفاع السوري ومسؤولين عسكريين كبار في ما يعرف بخلية الأزمة.
وقال شهود عيان إن عناصر الأمن المصري استخدموا الهراوات والغاز المدمع لتفريق مئات من السوريين المقيمين بالعاصمة المصرية وعدد من المصريين حاولوا اقتحام مبنى السفارة السورية بحي غاردن سيتي بالقاهرة ورفع علم الاستقلال السوري عليه.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان على موقعها على الإنترنت إن المتظاهرين رشقوا القوات المكلفة حراسة مبنى السفارة السورية بالحجارة أثناء محاولتهم اقتحام المبنى، وأشارت إلى أن قوات الأمن ألقت قنبلتين غازيتين مما أدى لتفرق المحتجين في الشوارع القريبة، لكن النشطاء تجمعوا مجددا وقاموا "بقطع طريق الكورنيش واستمروا في إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف المشتعل".
وأوضح بيان الشرطة أن قواته ألقت القبض على خمسة من المتظاهرين، وكانت مصادر مصرية ذكرت لوكالة الأنباء الألمانية أن قوات الأمن اعتقلت 12 شخصا على خلفية الاشتباكات التي دارت في محيط السفارة السورية، وأسفرت أيضا عن إصابة ستة متظاهرين وثمانية من عناصر الأمن.
وتعرضت السفارة السورية بالقاهرة، رغم عدم وجود سفير سوري بمقرها منذ استدعته دمشق، لمحاولات اقتحام عدة مرات لمبناها القديم بحي الدقي، فيما تعرض مقرها الجديد بحي غاردن سيتي لثلاث محاولات اقتحام، ونجح المقتحمون مرة واحدة في دخولها قبل أن تخرجهم عناصر الجيش والأمن المركزي، وكان ذلك في فبراير/شباط الماضي، حيث أضرمت النار في الطابق الأراضي من السفارة.
ويتخذ معارضون سوريون مقيمون بالقاهرة جانبا من ميدان التحرير بوسط القاهرة مقابل مبنى جامعة الدول العربية مقرا لاجتماعاتهم داخل خيمة أقاموها منذ نحو عام ويقيمون معارض لصور الاشتباكات التي تقع بمختلف المدن والبلدات السورية.