تجددت الأحد الاشتباكات في دمشق بين الجيشين النظامي والحر, واتسع نطاقها بصورة غير مسبوقة في حلب التي يأمل الثوار السيطرة عليها برمتها قريبا.
وترافقت هذه المواجهات مع قصف جوي وبري عنيف من القوات النظامية أوقع ما لا يقل عن 24 قتيلا.
وقالت مصادر متطابقة إن الجيش السوري قصف بالمروحيات والمدفعية مواقع داخل وحول حي برزة في شمال دمشق وحي المزة عند المدخل الشمالي للمدينة.
وأضافت المصادر أن الجيش السوري نفذ عمليات دهم في الحيين بعدما كان أعلن في وقت سابق "تطهير" أحياء أخرى في العاصمة بينها الميدان والقابون من "الإرهابيين"، في إشارة إلى عناصر الجيش السوري الحر.
دمشق وحلب
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قتيل وجرحى في اقتحام الجيش لبساتين المزة بالدبابات والآليات, وعن وانتشار مئات الجنود السوريين هناك. وأشار إلى اقتحام متزامن استهدف حي برزة البلد, تلاه نشر قوات وآليات أمام المنشآت الحكومية في برزة.
الجيش السوري يسعى لاستعادة
وقالت لجان التنسيق المحلية من جهتها إن اشتباكات اندلعت بين الجيشين النظامي والحر في حي ركن الدين.
وفي وقت سابق الي, قال هشام الشامي عضو تنسيقية منطقة الصالحية إن الجيش شن حملة دهم بالدبابات والمدرعات في حيّي المزة وكفر سوسة, مشيرا إلى أن الجيش يحاصر المدينة من كل الجهات.
ويؤكد دبلوماسيون وناشطون أن نظام الرئيس بشار الأسد سحب قوات من مناطق أخرى -بما فيها منطقة متاخمة للجولان- إلى دمشق لمواجهة هجمات الجيش الحر.
وتزامنت عودة التصعيد في دمشق مع اتساع رقعة القتال في حلب بشكل غير مسبوق.
وقال أبو عبد الله الحلبي المتحدث باسم مجلس الثورة في المنطقة إن القتال الذي بدأ قبل يومين امتد لأول مرة إلى قلب المدينة التي تعد عصب الاقتصاد السوري.
وأضاف الحلبي أن قتيلين وجرحى سقطوا في الاشتباكات التي وقعت حول مقر أمن الدولة الرئيس, وقصر المحافظ والقصر الجمهوري, مرجحا الانتهاء من تحرير المدينة خلال يومين أو ثلاثة.
وكان الجيش السوري الحر الذي سيطر على بعض الأحياء ومنها الصاخور وصلاح الدين؛ قد أعلن أمس "النفير العام" وبدء عملية تحرير حلب.
وسيطر الجيش الحر الليلة الماضية على معبر اليعربية بين سوريا والعراق قبل أن يستعيده الجيش النظامي بلا قتال في غضون ساعات.
وقصفت مروحيات سورية معبر باب السلام شمالي حلب بين سوريا وتركيا في محاولة لاستعادته أيضا.
قصف وضحايا
وشملت عمليات الجيش السوري محافظات أخرى بينها دير الزور ودرعا وحمص.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 24 شخصا قتلوا حتى منتصف نهار اليوم تقريبا, معظمهم في دمشق وريفها وحلب.
وفي الوقت نفسه تعرضت دير الزور لقصف هو الأعنف, استخدمت فيه المروحيات ومدافع الميدان والهاون وفق ما قال ناشطون وسكان.
وقال ضابط سابق إنه أحصى صباح اليوم مائتي قذيفة على حيين بالمدينة. وتحدث ناشطون أيضا عن قتلى وجرحى في بلدة الكرك بمحافظة درعا على الحدود الأردنية.
الى ذلك عبر ألفي نازح سوري عبروا إلى الأردن من محافظة درعا فرارا من القصف والظروف المعيشية القاسية في ظل القصف والحصار, مشيرا إلى أن القصف هدم مائة منزل في بلدتي طفس والحراك بدرعا.
وأشار ناشطون إلى عمليات عسكرية أخرى استهدفت بلدات في ريف دمشق بينها المعضمية, كما استهدف القصف مدينة الزبداني، حيث سيطر الجيش الحر على حاجز عسكري.
وأكدت لجان التنسيق المحلية سقوط قتلى وجرحى في قصف جوي وبري استهدف مدينة الرستن, وأحياء في حمص.
حصيلة جديدة
في الأثناء, أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم مقتل 19106 أشخاص منذ اندلاع الاحتجاجات عل نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس/آذار 2011.
وقال مدير المركز رامي عبد الرحمن إن بين القتلى 13296 مدنيا و4861 من أفراد الجيش والأمن و949 من المنشقين عن الجيش.
وفي وقت سابق اليوم, أحصى المرصد أمس نحو 170 قتيلا بينهم خمسون جنديا نظاميا.