قائمة الموقع

القاهرة تتفنن في استفزاز المتضامنين مع غزة

2010-01-07T10:05:00+02:00

غزة - رامي خريس                    

حير السلوك المصري الكثير من السياسيين والمتابعين لتطورات الحصار المفروض على قطاع غزة ، فما تقدم عليه الحكومة المصرية من خطوات وإجراءات فيما يخص الحدود مع غزة واستمرار إغلاق معبر رفح وعرقلة وصول قوافل التضامن إلى غزة يجلب لها الكثير من الانتقادات الداخلية والخارجية ، وذلك في الوقت الذي لا يبدو فيه أنها تجني أية فوائد من أفعالها تلك.

الأمن القومي

ومع ذلك فإن التحليل الأكثر واقعية حول تفسير سلوك القاهرة يشير إلى أنها قررت إقامة هذا الجدار كثمن لاستمرار تمتعها بالقدر الراهن من المساعدات الأميركية، أو لضمان موافقة الإدارة الأميركية على سيناريو التوريث كما أفادت بعض التقارير ، وكما قال بعض السياسيين ومنهم عبد الحليم قنديل منسق حركة كفاية المصرية.

 وتتحدث القاهرة أو من يحكم في القاهرة أن حكومتهم تعمل من أجل حماية الأمن القومي أو لبسط السيادة الوطنية ، وكلاهما مصطلحان لدغدغة مشاعر المصريين الذين لم تعد تلك اللغة تنطلي عليهم حتى قال أحدهم  :" من كثرة ما تحدثوا عن الأمن القومي والسيادة الوطنية ظننا أنها واحدة مشها بطال".

ومع ذلك فإنه قد يكون المقصود بالأمن القومي هو أمن النظام الذي يشعر أن غزة قد تهدده أو تكشف سوأته لاسيما في ظل الحكومة الفلسطينية التي تتشكل من وزراء من حركة حماس ، هكذا على الأقل يبدو أنهم يظنون !.

إرباك

وإذا كانت حماس أو حكومتها تتسبب بقلق الحكومة المصرية ، فالغريب أيضاً أن تتعامل السلطات المصرية بمنطق الخوف مع جورج غالوي النائب البريطاني الذي يقود قافلة شريان الحياة إلى غزة ، بل ومع نشطاء التضامن الأجانب والأتراك الذين تعرضوا لمضايقة السلطات المصرية ورفضها إدخال عدد من السيارات عبر معبر رفح مما اضطرهم للاعتصام والتظاهر في ميناء العريش ، فأوغلت السلطات المصرية وهاجمتهم بقسوة ودخلت في مرحلة جديدة من المواجهة مع العالم كله ، فاندلعت المظاهرات المنددة في اسطنبول وعواصم عربية وأخرى غربية مستنكرة ما تقوم به الحكومة المصرية .

وكان واضحاً أن هناك درجة كبيرة من الإرباك أصابت السلطات المصرية التي تحاول حيناً تلطيف الأجواء بالحديث عن تسهيلات للقافلة وفي أحايين أخرى تهاجم نشطائها وتضع العراقيل أمام تحركاتهم .

بل ويحاول المتحدثون باسم الحكومة المصرية النيل من قادة القافلة بالحديث مرة عن متطرفين فيها يحاولون استغلالها للتخريب والإرهاب كما قال محمد بسيوني السفير المصري السابق في (إسرائيل) ، ومرة أخرى يقومون بشتم النائب جورج غالوي مثلما فعل المتحدث باسم وزارة الخارجية حسام زكي .

وفي كل الأحوال فإن القاهرة تقدم على أعمال تستفز مشاعر المسلمين والعرب وحتى النشطاء الدوليين أكثر مما تقوم به من إجراءات فاعلة في اتجاه تطبيق سياساتها وهو ما فتح عليها وسيفتح أبوابا لن تغلق بسهولة من الرفض والتنديد بتوجهاتها ، ودفع الكثير من الذين كانوا يحاولون الحفاظ على علاقاتهم مع القاهرة للخروج عن صمتهم والحديث بصراحة عن أنها تشارك في حصار غزة.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00