غزة – الرسالة نت
شهد المجلس التشريعي الفلسطيني استقبال عددا كبيرا من الوفود البرلمانية في مقره بغزة اليوم، وكان في استقبالها الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وعدد من نواب المجلس، حيث استقبل المجلس قافلة شريان الحياة برئاسة النائب البريطاني جورج جالوي، كما استقبل وفدا برلمانيا تركيا، واستقبل المجلس وفدا ماليزيا رفيع المستوى، ووفد برلماني أردني.
ورحب د. بحر بأعضاء قافلة شريان الحياة على أرض غزة مثمنا دورهم وجهودهم في كسر الحصار على القطاع ووصولهم مدينة غزة رغم ما لحق بهم من تعب وقطع مسافات طويلة وإعاقات في بعض الأحيان، كما أبرق بتحية خاصة لجورج جالاوي واصفا إياه بأسد القافلة.
من جانبه عبر النائب البريطاني جالاوي عن فخره واعتزازه بوجوده على أرض غزة مستعرضا الصعاب التي مرت بها القافلة لتصل إلى قطاع غزة، وأكد أن المساعدات الإنسانية والمادية ستستمر في الوصول إلى غزة، وقال" لقد أصبحت فلسطين رمزا لكل أحرار العالم ورمزا للحرية، وأن العلم الفلسطيني يرفع في معظم عواصم العالم" وكشف أن القافلة القادمة ستنطق من فنزويلا بقيادة القائد تشافيز، كما وعد الحشد الجماهيري الذي قدم لاستقبال وتحية القافلة بأن الجولة القادمة ستكون عبر البحر، كما دعا الرئيس المصري حسني مبارك لوقف بناء جدار العار كما أسماه.
كما استقبل المجلس وفدا برلمانيا تركيا برئاسة رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان التركي وشكر د. بحر الوفد التركي باسم شعبنا وفي مقدمتهم رئيس الوزراء التركي اوردوغان على مواقفهم التاريخية تجاه قضيتنا الفلسطينية خاصة في مؤتمر دافوس الأخير، وشكر تركيا شعبنا وحكومة وبرلمانا على استضافتهم جرحى الحرب الصهيونية على القطاع في المستشفيات التركية، كما شكر تركيا على المؤتمر الدولي الذي دعم قطاع غزة بملايين الدولارات.
وذكر د. بحر بأن شعبنا الفلسطيني يستشعر وقوف تركيا إلى جانبه وفي دعم حقوقه بكل إمكانياتها، وقال"هذه الفعاليات البطولية تذكرنا بالسلطان عبد الحميد الثاني والذي وقف بجانب القضية الفلسطينية في منع اليهود من الاستيطان والهجرة إلى فلسطين، كما قدم شكره للوفد لقدومه إلى أرض القطاع رغم المعاناة والصعاب وتحمل الساعات الطويلة للوصول إلى غزة.
وأوضح د. بحر للوفد التركي أنه منذ نجاح حماس في الانتخابات وتشكيل المجلس التشريعي والحكومة تعرضت لمؤامرة دولية مازالت مستمرة حتى الآن، وقال" أمريكا عاقبت شعبنا الفلسطيني لأنه اختار طريق الديمقراطية"، ولفت إلى اختطاف أكثر من أربعين نائبا على رأسهم د.عزيز دويك من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مبينا أن هذا الاختطاف مخالف لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية واتفاقية جنيف الرابعة.
وأكد أن هدف الاحتلال من اختطاف النواب شل عمل المجلس التشريعي والنظام السياسي الفلسطيني، وتابع" لكن الشرعية الفلسطينية رغم الحصار استطاعت القيام بواجبها تجاه أبناء شعبنا وعملت على مراقبة أداء الحكومة برئاسة اسماعيل هنية وسنت العديد من القوانين التي تصب في صالح القضية الفلسطينية، كما أشار للوفد البرلماني التركي أن المجلس التشريعي رعا الحوار الفلسطيني الفلسطيني لعام 2006 وتمخض عن ذلك اتفاق مكة وتشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية برئاسة اسماعيل هنية.
ولفت د. بحر أن حكومة سلام فياض في رام الله غير شرعية وغير قانونية لأنها لم تعرض على المجلس التشريعي ولم تنل الثقة منه، مبديا استغرابه من الرباعية الدولية اليت تعطي الأموال لحكومة غير شرعية في رام الله والتي تأتي باسم الشعب الفلسطيني ولم يصل منها شيء لسكان قطاع غزة.
كما لفت أن إعادة اعتمار قطاع غزة لم يبدأ بعد رغم رصد الأموال اللازمة لذلك داعيا جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لزيارة قطاع غزة وإعادة البناء فيه مبينا وجود 5000 بيت تم هدمه بالكامل و13 ألف بيت مهدوم بشكل جزئي نتيجة الحرب الإسرائيلية على القطاع العام الماضي، وتابع قائلا" هم يريدون أن نتنازل عن حقوقنا وثوابتنا ومساومتنا بتلك الحقوق لإعادة الاعمار"، مؤكدا أن شعبنا الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه وثوابته.
كما بين د. بحر للوفد البرلماني التركي أن الحرب الأخيرة خلفت 1600 شهيد وأكثر من 5000 جريح منهم من تعرض لاعاقات دائمة نتيجة الإصابة، كما استهدف الاحتلال المؤسسات الحكومية والمدنية والمساجد والكنائس والمدارس، ملفتا أن المجلس التشريعي لم يسلم من القصف بل تم استهدافه بثلاث صواريخ مطلع شهر يناير من العام الماضي، كما اغتال الاحتلال النائب في المجلس التشريعي الشهيد سعيد صيام.
وأكد د. بحر أن الاحتلال في هذه الحرب الشرسة لم يستطيع تحقيق شيء من أهدافه ونتيجة لذلك يقومون الآن ببناء الجدار الفولاذي الذي هو جزء من المؤامرة لإخضاع شعبنا للتنازل عن ثوابته، كما شدد على ضرورة المصالحة الوطنية الفلسطينية بناء على الثوابت والحقوق الفلسطينية وأن تكون المصالحة بقرار فلسطيني وليست مصحوبة بفيتو أمريكي.
وفي كلمة لرئيس هيئة العلاقات الخارجية التركية أكد فيها على متانة العلاقة الفلسطينية التركية مشددا على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى لتركيا حكومة وبرلمانا وشعبا، ملفتا أن تركيا تسعى باستمرار من اجل حل القضية الفلسطينية وقال" لن تشهد المنطقة العربية استقرارا دون حل القضية الفلسطينية"، وذكر أن الظلم الذي شهده قطاع غزة لم يحصل مثيل له في العالم، وأشار أن أهل غزة ليسوا لوحده بل كل أحرار العالم ومن يؤمنون بالديمقراطية يقفون معهم.
وفي كلمة لنائب رئيس حزب السعادة التركي أكد فيها دعم حزبه وشعبنا للقضية الفلسطينية والوقوف موقف السلطان عبد الحميد الثاني في دعم الشعب والقضية في فلسطيني.
وفي سياق متصل استقبل المجلس التشريعي وفد ماليزي رفيع المستوى في مقدمهم ممثل رئيس الوزراء الماليزي الأسبق محمد مهاتير والكولونيل المتقاعد عبد الرفيف رئيس جمعية بخاري العالمية، وأكد رئيس الوفد أن شهر يناير القادم سيشهد إرسال قافلة من السفن البحرية لقطاع غزة، وقال" لن نستريح حتى نبق نلاحق قادة الاحتلال ونكتب على وجوههم مجرمي حرب".
وعبر الوفد الماليزي عن استيائه من معاملة السفارة الفلسطينية في ماليزيا موضحا أن ماليزيا تقدم العديد من المنح الدراسية للطلبة الفلسطينية لكن دون أن تصل تلك المنح للطلبة من قبل السفارة، مؤكدين أن المنح الماليزية سيتم تحويلها مباشرة لقيادة حركة حماس في غزة.
من جهته رحب د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالوفد الماليزي وعبر عن شكره لماليزيا حكومة وشعبا وبرلمانا على جهودها في خدمة شعبنا وقضيته العادلة، مؤكدا على متانة العلاقات الماليزية الفلسطينية.
كما استقبل المجلس التشريعي في ذات السياق وفد أردنيا ضم عدد كبير من المتضامنين بينهم نواب أردنيين، ورحب د. بحر بالوفد المتضامن البرلماني والشعبي، وفي مداخلات كثيرة عبر الوفد الأردني عن فخره واعتزازه بمقاومة شعبنا الفلسطيني ودوره البطولي في الدفاع عن الأمة وفلسطين، كما عبر عن دعمه للحكومة الفلسطينية برئاسة اسماعيل هنية والمجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب.
واستقبل المجلس التشريعي اليوم وفدا من الممثلين السوريين من أصول فلسطينية وقال د. بحر خلال استقباله الوفد " أنتم تعبرون عن انتماءكم الوطني الفلسطيني وأن وصولكم اليوم لأرض غزة يعبر عن أنكم تساهمون في كسر الحصار عن قطاع غزة.
ومن جهته قال الممثل السوري من أصل فلسطيني أحمد رافع دخوله ورفاقه أرض غزة كان حلما كبيرا لهم معبرا عن سعادته الكبيرة بدخول قطاع غزة رغم الصعاب الكبيرة التي اعترضته في طريق وصوله، وقال" شرف لنا أن نقبل تراب غزة المبارك عندما وطأته أقدامنا"، ملفتا أن الناس في غزة كان لهم دور كبير في إعطاء الأمل للوفد السوري بأن شعبنا مازال صامد وصابر ".