قدم الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية اعتذارا للشعب السوري لدعوة ضيوف من حزب الله اللبناني من أجل حضور المؤتمر التاسع للحركة بسبب موقفه الداعم للرئيس السوري بشار الأسد ضد ثورة شعبه عليه.
وقال الغنوشي في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته الأحد:"وجه الإطار الإداري المنظم لمؤتمر حركة النهضة دعوات لأحزاب من أنحاء مختلفة من العالم من دون استثناء، على أساس ديني أو مذهبي، كان من بينها حزب الله اللبناني بسبب التقدير لبلائه في المواجهة مع الصهاينة، إلا أنه بسبب موقفه الموالي لنظام القمع الوحشي في سورية وعدائه للثورة السورية المباركة التي كان الحماس لها على أشده في المؤتمر، فقد تم إعفاء الضيف من مخاطبة المؤتمر".
وأضاف:"خلال الحوار دعينا الضيف إلى مراجعة موقف الحزب الداعم بلا شروط لنظام قمعي فاسد يرتكب يوميا المجازر الشنيعة ضد شعب يزعم أنه شعبه. ومن حق إخواننا في الثورة السورية العظيمة أن يغضبوا علينا، ونحن نعتذر لهم، داعين الأمة إلى الوقوف من دون أدنى تحفظ للشد من أزر مجاهدي سورية".
ونفى الغنوشي اتهامات المعارضة التونسية للحركة بالسعي إلى "أسلمة" المجتمع التونسي بالقوة، وقال إن حركة النهضة التي أوصلتها صناديق الاقتراع إلى قيادة البلاد بعد محن متواصلة لأكثر من عقدين، لا يمكنها إلا البحث عن التعايش المشترك مع بقية مكونات المجتمع التونسي.
وقال:"نحن لا نخفي مشروعا ديكتاتوريا غير ما نظهر من اعتدال إسلامي متوافق مع الديمقراطية وصل إلى السلطة عبر انتخابات تعددية نزيهة واختار أن يحكم عبر ائتلاف مع قوى علمانية ديمقراطية".
وحول تفسيره لفشل التيارات الإسلامية في ليبيا في تحقيق النتائج نفسها التي عرفتها الساحتان التونسية والمصرية، قال: "إذا كان في تونس إسلام وعلمانية فليس في القطر الليبي الشقيق إلا الإسلام، ولذلك خاضت كل الأحزاب حملتها الانتخابية تحت لواء الإسلام والشريعة، بما في ذلك تحالف جبريل".