رمضان.. شهر التكافل والإحسان

افطارات جماعية -أرشيف
افطارات جماعية -أرشيف

غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

تتسع عباءة رمضان في كل عام وتلّم شمل الفقراء والأغنياء وتجدد المحبة بين الأقارب والأرحام.

ويتجلى مبدأ التكافل الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني بين الناس بمختلف قدراتهم المالية.

وتجسد الزيارات الأسرية والمشاريع الخيرية التي ينفذها الأفراد والمؤسسات نموذجاً صحياً في مجتمع نابض بالخير .

تساهم مظاهر التواصل والشعور بالغير في التخفيف من وطأة وهموم الحياة عملاً بمبدأ أصيل وقيمة اجتماعية حيّة.

مؤسسات خيرية

وأكد أحمد الواوي أمين سر جمعية الصلاح الإسلامية في قطاع غزة أن جمعيته تواصل العمل الخيري من 30 سنة ويزداد نشاطها في رمضان.

وأشار أن مشاريع رمضان تتنوع ما بين طرود غذائية وافطارات الصائمين والكفالات والزكاة وغيرها.

وأضاف: "لدينا في رمضان الجاري 8000 وجبة إفطار و35 ألف طرد غذائي نفذ جزء منها ولازالت البقية متواصلة ونتوجه للمحسنين لجمع الزكاة والتبرعات فنقدم مساعدات نقدية وللفقراء".

وحول مشاريع عيد الفطر الخيرية أوضح أن جمعيته تقدم هدايا ومساعدات مالية وحلوى وملابس للأيتام والفقراء.

أما محمد أبو مرعى مدير جمعية الوئام الخيرية فقال إن جمعيته تعمل جاهدةً لتعزيز مبدأ التكافل وسد احتياجات الفقراء والمعوزين.

وأضاف: "تزداد احتياجات الأسر الفقيرة فنسعى لتوفيرها من خلال الطرود الغذائية والافطارات والكسوات وزكاة المال وقد نفذنا حتى الآن عدة مشاريع".

"

جمعية الوئام الخيرية فوزعت 1500 كفالة بمقيمة ربع مليون$

"

ورأى أن حجم المشاريع قلّ عن السنوات الماضية بسبب توجه المتبرعين لسد احتياجات دول مثل الصومال وسوريا.

وتابع: "من خلال الزيارات رأينا البسمة على شفاه المحتاجين وشعرنا أن تلك المشاريع تلبي حاجتهم فوزعنا 1500 كفالة بمقيمة ربع مليون$ وكذلك 20ألف$ لأسر مكفولة".

6 مليون$

وقال أحمد الكرد وزير الشئون الاجتماعية والعمل أن قيمة المشاريع الخيرية والمساعدات الاغاثية الرمضانية في قطاع غزة بلغت 6 مليون $.

وأشار أن هذه المشاريع والبرامج هي الأفضل منذ سنوات طويلة في قطاع غزة موضحاً أن دور وزارته هو الإشراف والتنسيق بين كافة المؤسسات العاملة إضافة إلى تنفيذها جملة مشاريع وبرامج دورية طوال العام.

وذكرت آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن عدد من المؤسسات الرسمية العاملة في غزة أن نسبة الفقر والبطالة فاقت 30%.

وأضاف:"6 مليون $ هي قيمة المشاريع المنفذة من قبل كافة المؤسسات من اليوم الأول حتى اليوم الثالث عشر وتنوعت ما بين طرود غذائية وقسائم شرائية وإفطارات ومساعدات نقدية" .

وقال إن وزارته لديها برامج ثابتة تقدمها طوال العام للتخفيف من معاناة المواطنين لا ترتبط بوقت محدد أهمها برنامج الضمان الاجتماعي وبرامج التشغيل المؤقت.

وتابع: "يقدم برنامج الضمان الاجتماعي مساعدات تموينية طوال السنة لـ50 ألف أسرة بينما يشغل برنامج العمل المؤقت الآلاف شهرياً".

"

التكافل مبدأ ديني وقيمة اجتماعية يحضّ عليها الإسلام لتتعزز بين الفقير والغني

"

تواصل اجتماعي

يعترف الشاب فادي بوجود مبدأ التكافل الاجتماعي بين الفقراء والأغنياء مشدداً أن الزيارات الاجتماعية قلّت في رمضان الحالي لأسباب طارئة.

وأوضح أن انقطاع الكهرباء والحر الشديد أثر على التواصل الاجتماعي فلم تكن زيارات الأرحام بالشكل الطبيعي.

وأضاف: "الناس معذورة لو قصرت تجاه بعضها لأن أحوال البلد الحياتية تلعب دور فكيف ستزور أقاربك في الحر والكهرباء مقطوعة؟!".

أما المواطن سالم فأوضح أن حالة التكافل الاجتماعي بين الفقراء والأغنياء وتبادل الزيارات لا زالت سمة واضحة على الناس في غزة.

وأضاف: "ما ينغص حالة التواصل الاجتماعي بين البعض فقط هي قضية المشاكل والشحناء التي تحجم حالة التواصل بين الأقارب".

أما د. وليد شبير الأخصائي الاجتماعي فأكد أن التكافل مبدأ ديني وقيمة اجتماعية يحضّ عليها الإسلام لتتعزز بين الفقير والغني وداخل الأسرة والعائلات.

وأضاف: "في مجتمعنا موجود الغني والفقير وأسر الشهداء والأسرى وهذه ظاهرة في مجتمع يقاوم الاحتلال ولديه جرحى ومصابين ومعاقين" .

وأكد أن حضور حالة التكافل بحاجة دوماً للتقوية ممتدحاً دور المؤسسات الخيرية ووزارة الشئون الاجتماعية التي ترعى الفقراء والمحتاجين.

وتابع: "كل الجهود بحاجة لتنسيق لأن هناك محتاجين محرومين وآخرين يحصلون على مساعدات من عدة جهات".

وأوضح أن رمضان في المجتمع الفلسطيني يحمل طابع للتواصل عبر الأفراد والمؤسسات من خلال صلة الرحم والصدقات ومشاريع الإفطار.

وقال إن الزيارات تزداد ويلتقي الناس في الصلوات خاصة التراويح ويقدم الناس الزكاة فيتعزز مبدأ التكافل في مناسبة خاصة.

ورغم أن إيقاع الحياة السريع ومطالبها المتنوعة أضعفت التواصل الاجتماعي إلا أن رمضان يأتي كل عام ليبث الدماء في عروق المجتمع فيجدد حالة التكافل المجتمعية.

البث المباشر