قائمة الموقع

لماذا يسعى نتنياهو لإعادة عباس الى التسوية ؟

2010-01-09T10:25:00+02:00

باسم عبد الله أبو عطايا

 

جهود حثيثة تبذلها الحكومة الإسرائيلية للضغط على محمود عباس من أجل العودة العلنية إلى طاولة المفاوضات ، فزيارة نتنياهو إلى شرم الشيخ ولقاءه بحسنى مبارك كانت من اجل أن تمارس مصر دورها في الضغط على عباس، وزيارة الاخير لشرم الشيخ  بعد يومين تأتي استجابة لطلب نتنياهو ، أيضا دعوة وزير الحرب الاسرائيلى أيهود باراك  الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون للانضمام إلى ما اسماه " الجهود " التي تبذلها مصر وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من اجل إقناع عباس العودة إلى طاولة المفاوضات مع اسرائيل.

 

وفى نفس المسعى التقى باراك مبعوث الرباعية إلى الشرق الأوسط، البريطاني، توني بلير وطلب منه - بحسب المصادر الإسرائيلية - أن يعمل من اجل " أن تمد أوروبا هي أيضا يد العون للجهود المبذولة في هذا الاطار.

 

الغريب أن هذا الجهد الاسرائيلى بالتأكيد ليس من اجل التوصل إلى تسويه لإنهاء الصراع ، ولا رغبة إسرائيلية في إقامة دولة فلسطينية إلى جانبها فما الذي تغير في سياسة بنيامين نتنياهو ؟ وماهي الدوافع الحقيقية وراء هذه التحركات المحمومة إسرائيليا وأمريكيا ومصريا.

 

الخطة الأمريكية

 

على الرغم من الارتياح المصري الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية من الطرح الذي قدمه رئيس حكومة الاحتلال أثناء زيارته لشرم الشيخ حول رؤيته للعملية التفاوضية إلا أن صحيفة "معاريف" كشفت النقاب عن ملامح خطة " السلام"  التي تنوي الإدارة الأميركية طرحها على الجانبيْن الإسرائيلي والفلسطيني قريباً, والتي تتضمن بدء المفاوضات المباشرة فوراً من أجل التوصل إلى اتفاق الوضع الدائم خلال عاميْن.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات ستتناول القضايا السهلة قبل الانتقال إلى القضايا المعقدة حيث سيكون الموضوع الأول الذي سيطرح خلال المفاوضات هو قضية الحدود الدائمة على أن يتم التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد خلال تسعة أشهر, بالتزامن مع انقضاء فترة تجميد البناء في المستوطنات, وسيتم بعدها تجميد الاستيطان وفق الاتفاق الذي سيتوصل إليه الجانبان ولن تستأنف أعمال البناء إلا داخل المناطق المشمولة ضمن حدود الوضع الدائم, أما بالنسبة لكافة المناطق التي ستكون خارج الاتفاق فسيستمر تجميد البناء فيها.

 

وعقب التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد ستنطلق المفاوضات حول قضايا القدس واللاجئين, و سيبعث الرئيس الأمريكي برسائل تطمينية للجانبيْن الإسرائيلي والفلسطيني, كما أن واشنطن ستمارس ضغوطها على الجامعة العربية لتدعم المفاوضات لتعزيز مكانة محمود عباس.

 

 

لماذا التفاوض ؟

 

 

التسارع الاسرائيلى للعودة إلى طاولة المفاوضات له أسبابه التي تخدم المصالح الإسرائيلية ومصالح رئيس سلطة رام الله محمود عباس التي أكدت تقارير صحفية أن هذه اللقاءات بين المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين لم تنقطع وفى دول عربية ، ويبدو أن حماس لا تزال الهاجس الأكبر لدى اسرائيل وسلطة رام الله وقد أضيف لهم بشكل علني النظام المصري, فالتقارير التي يوردها جهاز الشباك والتي تتحدث عن تعاظم حماس وقوتها.

 

صحيفة هارتس تحدثت في افتتاحيتها عن المخاوف الإسرائيلية حيث ادعت أن  هذا هدوء يمكنه أن يزدهر طالما غداة الأمل بواقع أفضل. وأضافت" غياب التحول السياسي من شأنه أن يخلق موجة جديدة من "الإرهاب " ، فالإسرائيليون والفلسطينيون مجربون يعرفون جيدا هذه الصيغة. والمساعي اللازمة  الان هي العودة فورا لاستئناف المفاوضات. الطرفان يعرفان جيدا ما هي نقاط الخلاف والاتفاق التي تحققت في الماضي، ويفهمان أساسا الخطر في تواصل الجمود السياسي.

 

كما طالبت الصحيفة كل من عباس ونتنياهو بان ينحيا جانبا الشروط المسبقة لاستئناف المفاوضات، حتى وان كان الحديث يدور عن شروط مناسبة وعادلة. التجميد، حتى لو لم يكن كاملا، للبناء في المستوطنات وتبني مبدأ الدولتين للشعبين، يوفران للجانب الفلسطيني سلما مناسبا لاستئناف المفاوضات. السيطرة الأمنية للفلسطينيين في الضفة هي "بضاعة" طالبت بها اسرائيل دوما. هذا هو الوقت لإحياء باقي شروط خريطة الطريق والشروع في مرحلة جديدة من المسيرة السياسية.

 

حماس هدف

 

تهديدات يوفال ديسكين دافع آخر لنتنياهو للعودة إلى طاولة التفاوض فهو يرى " " أن السلطة لن تعود إلى غزة بموافقة حماس، وإنما حماس هي التي ستعود إلى الضفة"، مؤكدا على أن العزل بين الضفة وغزة أمر جيد جدا من الناحية الأمنية لإسرائيل.

 

وعن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، قال: "يصعب على إسرائيل تجسيد أي حل مع الفلسطينيين طالما لم يكن هناك صلح بين فتح وحماس، والذي يبدو بعيدا نوعا ما".

 

وقال: "ستكون سابقة خطيرة جدا إذا أعدنا الربط بينهما، الأمر الذي من شأنه أن يشجع على إعادة بناء البنية التحتية للإرهاب هناك، وهو ما سيؤدي إلى إلحاق الضرر بمصلحة إسرائيل الأمنية".

 

أما الرئيس السابق لجهاز الموساد "فرايم هليفي" فقد رأى أن وجود السلطة مرهون بالمساعدات التي تتلقاها من إسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي، بالإضافة إلى أوروبا التي هي جزء من المجتمع الدولي، مُشبِّها الوضع الحالي للفلسطينيين "كمن يُطلِق النار من مسدس فارغ".

 

وأكد خلال لقاء مع إذاعة الجيش، على أن كافة الأطراف التي ذُكِرت سابقا تعمل على أن تنهض السلطة على قدميها، مشيرا في ذات الوقت إلى أن السلطة لم تنهض حتى اللحظة على قدميها، بالرغم من المساعدات المكثفة التي تلقتها في السنوات الأخيرة من إسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

 

وقال: "إن ما يُعلنه أبو مازن طوال الوقت أمام الملأ، بأنه أدى ما عليه من خطة خارطة الطريق لأنه شكَّل في أراضي السلطة، أجهزة أمنية مدربة جيدا وقادرة على فرض النظام والأمن في مناطق السلطة، أمر غير صحيح". وتساءل الرئيس السابق للموساد: "ما هي قيمة أبو مازن بالنسبة لإسرائيل، فيما لو كان همه الأكبر المساعدات التي تتلقاها السلطة من إسرائيل، وفيما لو أنه ليس له قوته وموارده الخاصة؟".

 

وتابع: "إذا كان أبو مازن غير قادر على تحمل العبء، فعلينا أن نتركه يذهب، فهو هدد بالاستقالة قبل عدة أسابيع، فإن كانت المفاوضات مرتبطة بشخص وحيد هو أبو مازن، فما قيمة الاتفاق في حال وجود شخص وحيد في الطرف الآخر".

 

أصبح واضحا أن هدف الحكومة الإسرائيلية هو إعادة عباس إلى الواجهة كرجل اسرائيل في الضفة واستثمار فترة الإعلان عن التجميد الكاذب للبناء الاستيطاني من اجل أن تحقق حكومة نتنياهو شيئا سياسيا بعد فشلها منذ تشكيلها حتى اللحظة في إحراز اى تقدم سياسي .

اخبار ذات صلة