رغم أن ألعاب الفيديو يُنظر إليها دائماً كسبب في انعزال المراهقين عن المجتمع، فإنها تستخدم حالياً كوسيلة لمعالجة المراهقين من الاكتئاب.
فبدلاً من تشجيع اللاعبين على الدخول في معارك بألعاب الفيديو، فإن اللعبة " SPARX" التي صممتها شركة بنيوزيلندا تحاول تعليم المراهقين كيفية التعامل مع الاكتئاب باستخدام طريقة علاج نفسية تعرف باسم "العلاج السلوكي المعرفي (CBT)" ـ وفقاً لما ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية.
وحرصاً على ضمان جذب المراهقين للعبة، فقد تم تصميمها بشكل مثير وجذاب خاصة للذين يترددون في البحث عن مساعدة نفسية وملوا من النصائح حول كيفية مواجهة الاكتئاب.
اللعبة تدور حول محارب يحاول التخلص من الأفكار السلبية بواسطة كرات نارية أثناء إنقاذه العالم من الغرق في الأفكار المتشائمة واليأس.
وقد ذكرت سالي ميري (أستاذة علم نفس الطفولة والمراهقة بجامعة أوكلاند الأميركية) أن الأسلوب العلاجي أثبت نجاحاً كبيراً بين المراهقين ومكنهم من معرفة مشكلاتهم بخصوصية وبمفردهم، مضيفة أن يمكن التعامل مع المشكلات النفسية بطرق لا تتطلب جدية شديدة حيث أن العلاج ليس بالضروري أن يكون محبطاً في ذاته بل يجب أن يكون مرحاً.
يُشار إلى أن دراسات دولية قد أظهرت أن نيوزلندا لديها أعلى نسبة من الشباب المنتحرين في العالم النامي، وهو ما أشارت سالى إلى أنها تحاول مواجهته من خلال جعل علاج الاكتئاب أكثر سهولة في الحصول عليه، مضيفة أن 75-80% من المراهقين الذين عانوا من الاكتئاب لم يتلقوا أي مساعدة ما أدى إلى مشكلات كبيرة مثل درجات ضعيفة بالدراسة وعزلة اجتماعية ومظهر خارجي غير لائق.
وذكرت سالى أن اكتئاب المراهقين مشكلة دولية، ومن الشائع عدم الاهتمام بها، مضيفة أن الكثير من المراهقين يشعرون بالإحباط دون معرفة السبب، إلا أن لعبة الفيديو التي تم استخدام أساليب العلاج النفسية بها توضح لهم أنه ليس عليهم العيش مع ذلك الشعور.