في الصورة القادمة سيظهر "أردوغان" حاملا سكين الشاورما الطويلة وهو يهاتف الرئيس الأمريكي "اوباما" فليست لعبة "البيسبول" بأكثر شهرة من "الشاورما" التركية.
ويظهر أن أوباما يعمل بوصية نظيره القديم "روزفلت" عندما قال: "تكلم برفق لكن احمل عصا غليظة".
وكانت وسائل الإعلام قد سرّبت صورة للرئيس الأمريكي باراك أوباما حاملا عصا "بيسبول" خلال مهاتفته الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام.
وحظيت الصورة بتعليقات وتأويلات تركية متباينة فيما اعتبرها كثيرون إهانة ولغة تهديد مبطنة.
بيد أن المتحدثة باسم البيت الأبيض أكدت أن الصورة المذكورة كانت تهدف لإظهار العلاقة الوثيقة بين الرئيسين في حين قال متين لطفي بيدار -عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض- إن "الصورة تكشف ممن يتلقى أردوغان الأوامر"، كما وصف.
صدق الجسد
وبعيدا عن الأدوات الصامتة في يد البعض فلعلكم تذكرون انسحاب الرئيس التركي داوود اوغلو من مؤتمر مكافحة الإرهاب نيويورك سنة 2011 عندما استضافه الزعيم (الإسرائيلي) أيالون وجهّز له مقعدا منخفضا.
وتصاعدت همزات الزعماء في السنوات الأخيرة مستخدمين لغة الجسد سواء في مواطن القوة أو الضعف.
ويرى الاختصاصي النفسي د. فضل أبو هين أن "علم الإشارة" هو أكثر ما يفضح القادة والزعماء من قبيل ما يستخدمونه من حركات وأدوات.
""علم الإشارة" هو أكثر ما يفضح القادة والزعماء من قبيل ما يستخدمونه من حركات وأدوات
"
ويقول لـ"الرسالة": "كأن أوباما يريد إشعار تركيا أن أمريكا هي من تملك القوة وأن إمكاناتها كبيرة وقوية في حين أن تركيا في موقع محدد".
وحول ظهور الرئيس الأمريكي أوباما وبيده عصا "البيسبول" يفسر أبو هين ذلك بأنه رمز للعنجهية والغطرسة.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" قد حكّ أنفه 26 مرة خلال محاكمته في فضيحة "مونيكا لوينسكي"، وهي حركة تشير للكذب.
أما الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك فقد حكّ أنفه عدة مرات ولم تركّز عيناه على الكاميرا لأكثر من 3 ثوان في خطابه الأخير، وفق المحللين للخطاب.
العلاقات الثنائية
واعتاد العرب أن يعلّقوا في مكاتبهم وحجرات الضيافة "سيفا عربيا" في حين يزين الغربيون طاولة المكتب بعصا "بيسبول".
هذه المقارنات والمقاربات أقل درجة من الحديث مثلا عن "الهلال والصليب" أو "الشاورما التركية والبورجر الأمريكي".
وبعد تصاعد القضية قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كايتلين هايدين -وفقا لـ"رويترز"- إن إدارتها اطلعت على التعليقات المنشورة في الصحف التركية، موضحة أن هدف نشر الصورة فقط إبراز العلاقة الوطيدة المستمرة بين الرئيس ورئيس الوزراء أردوغان.
ويرى المحلل السياسي د. عبد الستار قاسم بدوره أن بعض الزعماء يخلعون ستراتهم ويكشفون عن ارتدائهم لقميص "نص كم" كفرد عضلات وإظهار للقوة.
ويقول قاسم في سياق متصل إن العلاقات الأمريكية-التركية لم تتضرر، وإن موقف تركيا بالنسبة لغزة مثلا كان فقط لأسباب إنسانية فقط.
ويضيف: "ظهور أوباما حاملا عصا في مكتبه ربما يكون رسالة قوة رغم أن تركيا عضو في حلف الناتو فلا ندري هل هناك شيء جديد يريد أوباما إيصاله أم لا؟!".
"
اعتاد العرب أن يعلّقوا في مكاتبهم وحجرات الضيافة "سيفا عربيا" في حين يزين الغربيون طاولة المكتب بعصا "بيسبول"."
أما د. وليد المدلل الخبير في الشؤون الأمريكية فيبين أن استخدام أوباما للعصا تهديد "فجّ" مبطن لتركيا.
ويضيف: "لا أعتقد أن شخصية أوباما تميل لذلك؛ فعلاقة البلدين مستقرة وهما متفقان بخصوص الملف السوري والعراقي على أعلى مستويات"، مستطردا: "عصا "البيسبول" توضع في المكاتب الأمريكية عادةً للزينة وهي عادة غربية بحتة".
ويشير إلى أن أمريكا تدرك صعود نجم تركيا بعد غياب لاعبين كبار في المنطقة مثل سوريا والعراق وما جرى في العراق.
وسيظل الأتراك يتبادلون النكات عن مضرب أوباما ومهاتفة أردوغان حتى نهاية العشر الأواخر من رمضان وقدوم العيد أو بروز طرفة سياسية جديدة تسعد البعض وتزعج آخرين.