قائد الطوفان قائد الطوفان

أطفال أبو جهاد يحلمون بكسوة العيد

(صورة أرشيفية)
(صورة أرشيفية)

غزة – أحمد أبو قمر

ما يشد الانتباه في بيت أبو جهاد الذي لا تتعدى مساحته ثلاثين مترا مربعا في منطقة السوق بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة هو تعرض جدرانه المتهرئة للسقوط في أي لحظة، فالتصدع الكبير في جدرانه حدا بعائلته عدم النوم في منطقة التصدع وهجرانها والتكدس في غرفة لا تقي حر صيف ولا برد شتاء.

فيما يعاني أبو جهاد العاطل عن العمل من ألم شديد في الظهر كان نتيجته الغضروف ومنعه الأطباء على إثره من حمل أي شيء ثقيل.

ويقول والد الأطفال الثمانية – أبو جهاد – " ياريت صحتي بتسمحلي أشتغل، كان محتجتش حد، أكبر واحد بأولادي بأولى ثانوي وبقدرش يتحمل مسؤولية الأسرة، والحمد لله على كل حال".

ويأمل أبو جهاد الذي لا يستطيع رفع ظهره لما به من آلام بأن يجد أصحاب الخير ليدخلوا الابتسامة على وجه أطفاله في ظل موسمي العيد والمدارس وما هم بحاجة له من مصاريف وكسوة أثقلت كاهله وشغلت تفكيره ليلاً ونهاراً.

الناظر لبيت أبو جهاد يجد حجم المعاناة التي تحياها العائلة، ولعل اللافت للنظر أن سقف البيت عبارة عن شرائط وحصر مهترئة.

في حين انهالت الحاجة أم ناصر – والدة أبو جهاد – بالبكاء بسبب حجم المعاناة التي تعيشها مع عائلة ابنها، وانشغال تفكيرها بتربية الأطفال الذين تعودوا على القليل والحرمان منذ خروجهم للحياة –وفق قولها.

وأشارت الحاجة أم ناصر إلى أن ضيق البيت دفع بالعائلة جميعها للنوم معا في غرفة بالكاد تكفيهم، موضحة أن طعامهم عبارة عن مقالي لا تتوفر في جميع الأوقات مما يضطرون لتناول الدقة والزعتر في بعض الأيام.

أما والدة الأطفال –أم جهاد- فتقول "غسالتي عطلانة وما بتصلح لأنها قديمة وصارلي أكثر من سنتين بغسل على ايدي، حتى طنجرة الكهرباء تعطلت، ووقت ما بدي أخبز بشحد طنجرة بيت عمي مع أني عارفة أنهم متضايقين من هيك شيء بس مفيش حل غير هيك ".

وتضيف " كل يوم أولادي بدهم كسوة للعيد، بطّلعوا لأولاد الجيران وبصيروا بدهم زيهم، وبقعد أصبّر فيهم لحتى يسكتوا، وأملنا في الله كبير أنو يبعتلهم ابن الحلال إلي يفرحهم ".

وتحلم الطفلة هديل – في الصف الرابع الابتدائي – بكسوة للمدرسة وتقول " كل سنة بروح عالمدرسة بأواعي قديمة، ودايما الناس يعطونا أواعيهم المستعملة والبنات بالمدرسة بصيرن يحكن عني، نفسي مرة بس أروح بأواعي جديدة بين صحباتي ".

في الوقت الذي لا يجد فيه أبو جهاد مصروفا أو كسوة لأبنائه ولا يقدر حتى على إطعامهم أبسط غذاء، يبقى الأمل في آخر أيام شهر رمضان المبارك بأصحاب الخير القادرين على إدخال البسمة على وجوه أحد عشر فردا، فهل ستجد هديل من يدخل الفرحة عليها بكسوة أم ستبقى منبوذة بين أقرنائها الذين لا يعرفون غنيا من فقير؟

البث المباشر