ليس العيد لمن لبس الجديد, إنما لمن خاف يوم الوعيد, وفي رواية أخرى لمن جعل منه طاعة تزيد, وبحسب قول الغزيين المشهور "إنما العيد لمن له فيه أسير أو شهيد أو جريح", فهل العيد مرهون بحلة جديدة ؟.
الذهاب للسوق قبيل العيد وشراء ملابس جديدة للظهور فيها أمام الناس, عادة ليست وليدة, إنما وجدت من قرون كإشارة يعبر من خلالها عن فرحته باستقبال العيد.
وطقوس العيد لا تقتصر فقط على شراء الحلويات وتجهيز الكعك و"الفسيخ" وغيرها فحسب, إنما شراء الملابس الجديدة –من وجهة نظر البعض- "لا يمشي العيد بدونها", حيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمجرد حلوله على المسلمين في أنحاء العالم.
وتتضارب وجهات النظر وآراء الغزيين حول ضرورة شراء ملابس جديدة في يوم العيد, وهل تنقص الفرحة إلا بشراء حلة جديدة, فالبعض يؤيد –وبشدة- التجهيز للعيد بكسوة تناسبه, فيما يعارض أخرين ذلك.
وتعد الطفلة "نداء" شراء لباس جديد للعيد ضرورة لا غنى عنها, معهما كانت الظروف الاقتصادية التي تمر بها عائلتها, فهمي تعتبرها فرض لا تكتمل فرحة العيد إلا بها, وتقول –بكل ثقة- "طبعاً لازم اشتري ملابس جديدة كل عيد, وبدونها ما بيزبط".
ويرى ابراهيم الذي يحب مواكبة الموضة وشراء جديد الملابس, "أن لا عيد بدون حلّة جديدة", ولا يكتفي بشراء لباس واحد, باعتباره شخص يعمد إلى إحضار كل ما هو جديد من الأزياء والموضة على مدار العام.
فيما ينظر المواطن صالح الفالوجي البالغ من العمر 24 عاماً إلى أن شراء الملابس الجديدة في يوم العيد ليس له علاقة من قريب أو بعيد بفرحة العيد وبهجته, إذا أنها مرتبطة بالقلب وليست بالمظهر.
ويقف البعض موقف الحياد بين شراء ملابس جديدة من عدمها, فيقول سامي أن ذلك يتوقف على الأوضاع الاقتصادية للعائلة, فإذا كانت قادرة فلا حرج في ذلك, أما عجزها عن شرائها فقد نهى عنه الرسول (ص).
ويضيف سامي –من ناحية أخرى- أن شراء الملابس للأطفال له بهجه أكثر منها عند الأشخاص الكبار, باعتبار الصغار ينظرون إلى العيد على أنه "عيدية ولبس جديد ونزهات وشراء ألعاب".
وتشهد الأسواق خلال العشر الاواخر من شهر رمضان, ومثيلتها في أوائل شهر ذي الحجة, اكتظاظاً وحركة سوقية غير مشهودة من قبل المواطنين في باقي أيام السنة, تجهزاً لعيدي الفطر والأضحى كل عام.
وينبغي على "المُعيّد" أن يجهز نفسه ويستقبل العيد بأحسن ثيابه، ويخرج لزيارة أقرباءه, بصورة حسنة ورائحة طيبة، وهو أمر معروف مشهور بين الناس على مختلف الأزمان، وعليه جرت عادتهم، ويمثل بذلك مظهراً من مظاهر الفرح والسرور بيوم العيد.
ويعدّ شراء الملابس الجديدة احتفالا في العيد, مشروع ومن سننه ، فكان فيما يروى عن ابن ماجه عن بن عباس رضى الله عنهما قال: "كان رسول الله (ص) يغتسل يوم الفطر ويوم الأضحى". كان يلبس في العيد "ثوباً حضرمي طوله أربعة أزرع وعرضه زراعان وشبر".
وقد روي الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه, أنه كان في صباح العيد يلبس لبساً خشنا ويأكل خبزا خشنا فقيل له يا إمام : ألبسٌ خشن في صباح العيد, فقال: ليس العيد لمن لبس الجديد ان العيد لمن طاعته تزيد.
ولا تكتمل بهجة العيد –بحسب السائد في الأوساط العربية- إلا بشراء ملابسه الجديدة؛ فملابسه تمثل للكبار فرحة وللصغار تجعلهم يحرصون عليها في كل عيد إذ تجدهم يستعدون لشراء الملابس, بينما يعمد البعض مما يعانون أوضاعا اقتصادية صعبة إلى إيجاد حلول إما بالاستدانة أو باقتطاع جزء من رواتب الأشهر الماضية.