غزة – الرسالة نت
عقدت الحملة الوطنية لإحياء الذكرى الأولى لحرب الفرقان بالتعاون مع تجمع النقابات المهنية اليوم الاثنين، 11 كانون الثاني، 2010 بمدينة غزة ندوة ثقافية تحت عنوان "لأجلك يا زهرة المدائن" بحضور جمع من الشخصيات السياسية والإعلامية والنقابية والثقافية، وذلك ضمن فعاليات اليوم السادس عشر للحملة.
واستهل وزير الثقافة د.م. أسامة العيسوي الندوة بكلمة عن الحملة الوطنية لإحياء ذكرى الحرب أكد خلالها على أن الفلسطينيين حكومة وشعباً ومن خلال فعاليات إحياء ذكرى الحرب لم ينسوا ثوابتهم وقضاياهم الرئيسية والتي تعد قضية القدس من أهمها وأكثرها حساسية ليس فقط للشعب الفلسطيني بل للأمتين العربية والإسلامية.
وأضاف العيسوي أن الحكومة الفلسطينية بدأت تنحو منحى جديد في تعديل المفاهيم التي يتم ترسيخها من خلال الأنشطة والفعاليات لتتجه نحو معاني الصمود والشموخ والانتصار بدلاً من معاني النكسة والنكبة والانكسار.
من جهته قال رئيس سلطة الطاقة م. كنعان عبيد في كلمة عن تجمع النقابات المهنية "إن القدس لا تحتاج لعام الثقافة العربية فقط ليُحتفى بها ويسلط الضوء على ما يجري بداخلها ولكن القدس يجب أن تبقى موضع اهتمام العرب والمسلمين جميعاً، مؤكداً أنها ستبقى عاصمة الوحدة والمقاومة العربية"، داعياً في الوقت نفسه الدول العربية إلى هبة لنصرة القدس في ظل حملات التهويد التي تقوم بها دولة الكيان.
وخلال حديثه ضمن الورقة الأولى من أوراق عمل الندوة والتي جاءت بإسم "تهويد القدس" طالب النائب في المجلس التشريعي ورئيس لجنة القدس د.أحمد أبو حلبية بتقديم الدعم المالي المناسب لتعزيز صمود أهل القدس، مشيراً إلى حاجة المدينة وأهلها إلى نصف مليار دولار ليحافظوا على أرضهم وعقاراتهم، كما أكد أيضاً على ضرورة وجود إستراتيجية إعلامية ممنهجة ومبرمجة من أجل فضح الانتهاكات الصهيونية داخل القدس وعدم الاكتفاء بردات فعل متقطعة، منوهاً إلى أن الكيان الصهيوني يخصص مبالغ طائلة في حملته الإعلامية الخاصة بالمدينة المقدسة وذلك لإيصال صورة إلى العالم بأن القدس مدينة يهودية.
كما ناشد أبو حلبية جميع شرائح الشعوب العربية والإسلامية من مفكرين وأدباء وعلماء إلى الدفاع عن القدس بكل السبل المتاحة، مطالباً أيضاً بالاهتمام بالبعد القانوني الخاص بقضية القدس والمقدسات.
وفي ورقة عمل قدمها المستشار السياسي لرئيس الوزراء تحت عنوان "القدس والمتقلبات السياسية" أكد أ.د. يوسف رزقة على ضرورة وجود إستراتيجية عربية فلسطينية محددة اتجاه القدس، مطالباً بإنهاء المفاوضات بين السلطة الفلسطينية ودولة الكيان وربط هذه المفاوضات بالإجراءات الإسرائيلية على الأرض.
كما شدد رزقة على ضرورة وجود بدائل لدى المفاوض الفلسطيني عدا المفاوضات العبثية كالمقاومة بكافة أشكالها وخاصة داخل القدس من خلال استملاك الأراضي والعقارات وعدم تسليمها للمستوطنين، منوهاً إلى أن قبول المفاوض الفلسطيني بالأفكار الأمريكية والإسرائيلية التي تستبعد القدس من المفاوضات يشكل خطراً حقيقياً على القدس والقضية برمتها.
كما طالب رزقة السلطة الفلسطينية بكشف أوراق المتعلقة بالقدس في المفاوضات بين السلطة والكيان الصهيوني، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لا يعرف شيئاً عن المفاوضات التي تجري في الغرف المغلقة وخلف الكواليس.
من ناحيته قال المحامي أديب الربعي خلال ورقة عمل قدمها بعنوان "الموقف القانوني والإنساني من القدس" أن القدس ليست مدينة كالمدن ولا عاصمة كالعواصم فهي قلب الصراع وهي آية في كتاب الله وجزء من عقيدتنا والتفريط بجزء منها هو تفريط بعقيدتنا".
وضمن ورقة العمل التي تقدم بها تحت عنوان "القدس من التهميش الإعلامي" شدد المحرر المسئول في صحيفة الرسالة وسام عفيفة على ضرورة وجود حملة إعلامية مستمرة يقوم عليها خبراء ومتخصصين إعلاميين لدعم قضية القدس في هذا المجال.
كما طالب عفيفة بخلق زوايا لدى وسائل الإعلام المختلفة خاصة بنشر الوعي حول ما تمثله القدس لدى أبناء الأمتين العربية والإسلامية، واستخدام الوسائل الحديثة في إرسال الرسالة الإعلامية بما يناسب الشريحة التي تستهدفها هذه الرسالة.
كما اقترح عفيفة وجود عام القدس كعاصمة إعلامية عربية على غرار عاصمة الثقافة العربية، وذلك بالتعاون مع مؤسسات وهيئات ووسائل إعلام عربية وإسلامية بهدف تسليط الضوء على مدينة قضية القدس.