أكد معهد سويسري، موافقته على طلب من السلطة الفلسطينية لاستخراج رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وفحصها لتحديد ما إذا كان توفي مسموما، لكنه اشترط موافقة أرملته سهى عرفات. وجاء ذلك بعد يومين من فتح محكمة فرنسية تحقيقا في نفس القضية.
وقال المتحدث باسم معهد الفيزياء الإشعاعية بلوزان دارسي كريستين، إن المعهد بعث برسالة مكتوبة للسلطة الفلسطينية وافق فيها على طلب إجراء الفحص، وقال "نؤكد أننا جاهزون ومستعدون للتحرك بسرعة"، لكنه أضاف "في الوقت الراهن نحن في انتظار موقف السلطات القضائية الفرنسية والسيدة سهى عرفات".
ولم يتم تشريح جثة ياسر عرفات عند وفاته استجابة لطلب أرملته، كما لم يعرف سبب الوفاة التي أعقبت محاصرته من طرف (إسرائيل) في مقره برام الله بالضفة الغربية لمدة عامين ونصف العام.
وطرحت فرضية وفاة عرفات بالسم من جديد بعد أن بثت قناة الجزيرة في 3 يوليو/تموز الماضي تحقيقا وثائقيا يفيد بأن المركز الطبي الجامعي بمدينة لوزان السويسرية أجرى تحليلا لعينات بيولوجية أخذت من بعض المقتنيات الشخصية لعرفات تسلمتها أرملته من المستشفى العسكري في بيرسي، وأظهر التحليل وجود "كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم" في مقتنيات عرفات الشخصية.
ويعتبر عنصر الوقت مهما في ضوء ما يعرف بفترة نصف العمر للبولونيوم الذي تبين أنه قتل ضابط المخابرات الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو في لندن عام 2006.
وقال كريستين إن النشاط الإشعاعي للبولونيوم ينخفض للنصف كل 138 يوما، وهو ما يعني أن الكمية المتبقية من هذه المادة في العظام وأي أنسجة رخوة ستنخفض أكثر. وأضاف "إذا انتظرنا فترة طويلة فلن يكون لهذا جدوى من الناحية العلمية".
الخطوة التالية
وأعرب المتحدث باسم المعهد عن اعتقاده بأن هناك فرصة بنسبة 50% في هذه المرحلة لرصد بين 50و60% من "المادة المشعة"، وقال "إذا تأخرنا ستنخفض بسرعة كبيرة على الأرجح". كما أوضح أنه إذا تأخرت الأمور إلى أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني فهم يعتقدون أنه بعد هذا التاريخ لن تكون هناك جدوى تذكر لهذه العملية.
ووفقا للمتحدث الرسمي، إذا حصل المعهد على موافقة كل الأطراف فسيقوم فريق صغير من الخبراء بمهمة أولية سريعة في رام الله لبحث المتطلبات العلمية والتأكيد على حاجتهم للاستقلالية والشفافية.
وقال إن الخطوة التالية هي أن تقرر كل الأطراف ما إذا كانت ستنفذ عملية استخراج الرفات ومتى سيتم ذلك ودراسة العوامل العلمية والفنية والأخلاقية، وأضاف "سنجري كل شيء باحترام كامل للمعتقدات الإسلامية".
وتوفي ياسر عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 في المستشفى العسكري الفرنسي قرب باريس، وأصبح الزعماء الفلسطينيون شبه مقتنعين كما أقارب عرفات بأنه قضى مسموما.