قائمة الموقع

جرحى غزة.. ذكريات مؤلمة وواقع صعب

2010-01-12T16:09:00+02:00

غزة- أمينة زيارة      

يعيش جرحى حرب غزة واقعاً مؤلماً جراء الحصار الخانق على القطاع وعدم توفر الأجهزة اللازمة لعودتهم للحياة الطبيعية.

ويعاني المئات منهم بتر الأطراف والشلل الرباعي جراء استهداف طائرات وصواريخ الاحتلال واستخدام القذائف المحرمة دولياً، واليوم جرحى غزة يعيشون ذكريات مؤلمة بعد مرور عام على الحرب، فهم يمارسون حياتهم على كراسي متحركة.

"الرسالة" عاشت ذكريات عام المأساة مع جرحى حرب غزة الذين فقدوا أطرافهم ولكنهم لم يفقدوا الإرادة.

إرادة قوية

يتمتع الجريح هاني بإرادة قوية فلا يركن في مكانه بل يتجول في أحياء غزة على كرسيه المتحرك بعد تبر قدميه جراء إصابته بشظايا صواريخ الاحتلال في اليوم الأول للحرب على غزة.

وقال "للرسالة": في الأيام الأولى لإصابتي رأيت الدنيا مظلمة أمامي وأن مستقبلي انتهى عند هذا اليوم، فقد ضاق بي الحال ولم أتحمل كلمات الدعم من عائلتي ولا أصدقائي، وكنت اهرب بعيداً عنهم في غرفة مظلمة.

وأشار إلى تلقيه العلاج الطبيعي والتأهيل النفسي والاجتماعي كي يندمج بالمجتمع المحيط، وقال أن هذا العلاج كان له الدور الأكبر في عودته للحياة الطبيعية.

وقال وهو يشير إلى الكرسي الكهربائي الذي يجلس عليه: لولا هذه ما استطعت التنقل فهي وسيلة المساعدة لي في ممارسة حياتي اليومية حيث لم أعد اعتمد على أحد، شاكراً المؤسسات الداعمة للجرحى الفلسطينيين التي قدمت الأجهزة اللازمة كالكراسي المتحركة والكهربائية والعكاكيز.

واقع مؤلم

أما الشاب ناجي حيران فوقف ينتظر فتح معبر رفح كي يخرج لتركيب أطراف صناعية، وقال: الجرحى الفلسطينيون يعيشون واقعاً مؤلماً، فهم بين رحى الحصار وعدم تلقيهم ما يحتاجون من علاج ومساعدة في غزة المحاصرة.

وروى حيران "للرسالة" قصة إصابته التي أقعدته قائلاً: أصبت بصاروخ طائرة زنانة فبتر قدمي، وانتقلت للعلاج في مستشفى الشفاء ونصح فريق طبي بإرسالي إلى أي بلد أجنبي أو عربي لتركيب أطراف صناعية.

وأضاف: بالفعل سافرت إلى تركيا وأجريت عدة عمليات وتأهيل طبيعي، ونزلت إلى غزة على أمل العودة مرة أخرى لتركيب الأطراف إلا أنني صدمت بإغلاق المعبر حيث لا استطيع الخروج، وأخذ يتحسس أطرافه، وأضاف وعلامات الحزن بادية على وجهه: الحصار يقتل أحلامنا حتى أملي في علاجي حُرمت منه بسبب الإغلاق.

فيما يداوم الجريح محمد على زيارة مستشفى التأهيل الطبي حيث تعرض لشلل في الأطراف السفلية في الحرب.

وقال واصفاً حالته: بعد إصابتي بالشلل آثرت أسرتي نقلي لمستشفى التأهيل حسب تعليمات الأطباء، وبدأت العلاج الطبيعي بعد عودتي من رحلة علاج في ألمانيا عبر معبر بيت حانون وتعرضت للتحقيقات التي لا تنتهي، وهناك أجريت عدة عمليات جراحية لم تسفر عن أي تحسن إلى أن استقر بي الحال على كرسي كهربائي متحرك.

تأهيل طبي

وأكد د. خميس الأسي رئيس طاقم التأهيل الطبي في مستشفى الوفاء للعلاج الطبيعي والتأهيل الطبي أنهم استقبلوا الجرحى منذ اليوم الأول للحرب ووفروا لهم طاقما كاملا من أطباء التأهيل والعلاج الطبيعي.

وأضاف أنهم يجرون تقييما دورياً لحالة المريض ومتابعة آخر التطورات التي وصلت لها حالته ومن ثم إذا تطورت نعلم العائلة كيفية الاعتناء به من خلال تدريب يومي وعمل علاج نفسي واجتماعي وجسدي له في المنزل.

وأشار د. الأسي إلى أن معظم الجرحى يعانون من إصابات في الرأس والصدر والأطراف، والتي خلفت أما شللا في الحبل الشوكي أو بترت.

وعن كيفية دمج المصاب بالمجتمع خاصة بعد فقدانه طرف أو إصابته بالشلل قال الأسي: لدينا قسم الخدمة الاجتماعية والنفسية في المستشفى يُعنى بحالة المريض النفسية والاجتماعية حيث تتدخل بصورة سريعة وعاجلة أثناء عملية التأهيل ومن ثم مواصلة العلاج وإرسال مندوبنا في الخدمة للعائلة بهدف تذليل العقبات وتقديم الدعم اللازم والتوصيات للأهل لدمجه في العائلة والمجتمع المحيط.

35 ألف معاق

وفيما أكد مصطفى عابد مشرف برنامج التأهيل بجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في قطاع غزة أن واقع المعوقين في القطاع ازداد سوءا أثناء وعقب الحرب الأخيرة في ظل نقص كبير للخدمات التي تقدم إليهم مع استمرار الحصار.

وتابع: بعد عام من مرور عام فإن الحرب ما زالت تُلقي بآثارها السلبية وبصورة حادة على واقع المعاقين حيث باتوا ضحية من ضحايا الاحتلال والحصار، ولم يعد بإمكان المؤسسات الخدماتية والتاهيلية تقديم خدماتها بصورة متواصلة.

 وأوضح أن عدد المعاقين الفلسطينيين في تزايد مستمر بسبب الاعتداءات المتكررة وما تسببه من بتر وإعاقات حركية متنوعة، فقد تزايد عددهم إلى أكثر من 35 ألف معاق  يعيشون في قطاع غزة، مؤكداً أن الأرقام الحقيقية للمعاقين أكبر من ذلك بكثير.

وأشار إلى أن الاحتلال مارس ولا يزال يمارس مختلف أشكال العدوان من استهداف للمدنيين والمنازل والأراضي وقام بإغلاق المعابر ومنع إدخال الأدوات الطبية اللازمة للمصابين والجرحى، ومنع سفرهم رغم أنهم بأمس الحاجة للخدمات والعلاج.

ونوه إلى أن الاحتلال فرض من خلال هذه الممارسات واقع صعب ومأساوي على الجرحى والمصابين وذويهم من ناحية، والمؤسسات الـتأهيليـة العاملـة معهـم من ناحية أخرى.

وأشار عابد إلى أن الحصار تسبب في انعدام المواد الخام المستخدمة في الصناعات المحلية، والتي أثرت على تدريب المعاقين وتأهيلهم مهنياً، ولم تتمكن المؤسسات الأهلية من تشغيل هؤلاء المعاقين.

 

اخبار ذات صلة